وأزهر بن سنان: قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الساجي: ضعيف الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال العقيلي: في حديثه وهم، وسئل عنه أحمد فليّنه، وقال أبو غالب الزدي: ضعفه علي بن المديني جدا في حديث رواه عن ابن واسع، وذكره ابن شاهين في الضعفاء، وقال ابن حبان: قليل الحديث، منكر الرواية في قلته، لم يتابع الثقات فيما رواه، وأما ابن عدي، فانفرد بتحسين القول فيه مع كونه عدّ حديثه هذا في جملة منكراته، فقد قال فيه: ولأزهر بن سنان غير ما ذكرت أحاديث وليس بالكثير، وأحاديثه صالحة، ليست بالمنكرة جدا، وأرجو أنه لا بأس به.
قلت: ومثله لا يقبل تفرده بهذا الإسناد، لا سيما وقد أنكره الأئمة: ابن المديني، وأبو حاتم، وابن عدي، والعقيلي وغيرهم. [انظر: التاريخ الكبير 1/ 460، الجرح والتعديل 2/ 314، المجروحين 1/ 178، الكامل 1/ 430، الجامع في العلل ومعرفة الرجال 1/ 28، سؤالات الأجري 4/ق8، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 283، التهذيب 1/ 222، الميزان 1/ 172].
2 - قال التكلة
ورواه الحاكم (1/ 539) من طريق مسروق بن المرزبان، ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا.
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي قائلا: مسروق بن المرزبان ليس بحجة.
قلت: وروايته شاذة أو منكرة، فقد خالف المحفوظ عن هشام في إسناده، وغفل بعض الناس عن علة المخالفة فحسّنه!
قلت: فيظهر مما سبق أن الأقوى عن عمرو بن دينار رواية الجماعة عنه، ولكن قال الدارقطني في العلل: يشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار، لأنه ضعيف قليل الضبط.
قال ياسر فتحي
وخالفهم: مسروق بن المرزبان، قال: ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دخل السوق فباع فيها واشترى، فقال: .... ) الحديث.
اخرجه الحاكم (1/ 539).
وهذا إسناد مسلسل بالعلل:
الأولى: أن هشام بن حسان غير معروف بالرواية عن عبد الله بن دينار، وغنما هو معروف بالرواية عن عمرو بن دينار البصري.
الثانية: أن هشامًا بصري، وعبد الله بن دينار: مدني. فالإسناد هنا: بصري، ثم مدني، بينما هناك الإسناد: بصري، والإسناد الذي عرف في بلده أولى من الذي لم يعرف إلا خارجها.
الثالثة: مسروق بن المرزبان: قال صالح بن محمد: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه، وقال في أبي هشام الرفاعي: ضعيف يتكلمون فيه، هو مثل مسروق بن المرزبان. (الجرح والتعديل 8/ 129، و397). الثقات (9/ 206). التهذيب (8/ 135)، الميزان (4/ 98). وقال: صدوق معروف. التقريب (935)، وقال: صدوق له أوهام. فهو ليس بالحافظ- فكيف مع تفرده بهذا الإسناد- وقد خالفه فيه ثلاثة من الثقات: روح بن عبادة، وعبد الله بن بكر بن حبيب، وفضيل بن عياض، فأقاموا الإسناد وحفظوه، وبمسروق أعل الذهبي هذا الإسناد، حيث قال: مسروق بن المرزبان ليس بحجة، متعقبا قول الحاكم: هذا غسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والله أعلم.
الرابعة: أن هذا الحديث إنما يعرف بعمرو بن دينار، وليس لعبد الله بن دينار في هذا الحديث ناقة ولا جمل، وبهذا جزم بعض الأئمة:
قال البزار: وهذان الحديثان [يعني هذا الحديث، وحديث: من رأى مبتلى، وقد تقدم] رواهما عمرو بن دينار قهرمان دار الزبير، وهو مولى لهم يكنى أبا يحيى .. ولم يتابع عليهما.
قال ابن عدي: وحديث عمرو بن دينار: من دخل السوق، فهو مشهور عن عمرو بن دينار قهرمان أل الزبير (الكامل 2/ 36).
وقال أيضًا: ولا يعرف هذان الحديثان إلا عن سالم، ولا يرويهما عن سالم، غير عمرو بن يدنار هذا. الكامل (5/ 136).
وقال الدارقطني: وغنما يعرف هذا من حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم (أطراف الغرائب والأفراد 1/ 121).
وانظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 181).
3 - قال تكلة
اختلاف آخر:
ورواه الطبراني في الكبير (12/ 300 رقم 13175) -ومن طريقه أبونعيم في الحلية (8/ 289 وانظر تقريب البغية 3/ 384) - وابن عساكر (45/ 405) من طريق عمرو بن أسلم الحمصي، نا سلم بن ميمون الخواص، عن علي بن عطاء، عن عبيد الله العمري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، مرفوعا.
¥