ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 07:39 م]ـ
ومما يؤكد أن حديث ((إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)) محمول على العلم قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إنما تدعون سميعاً بصيراً)) فذكره للسمع والبصر المستلزمان للعلم يؤيد ما ذهبنا إليه
وقعد الزمزمي قاعدة بدعية وهي إذا تعارض العقل والنص فإنه يتم تأويل النص
وتناقض في تطبيق قاعدته فحمل الحديث السابق على ما يزعم أنه ظاهره ويستلزم أن يكون رب العالمين محاط بالعالم وأنه يحل في الحشوش والقاذورات تعالى الله عما تقول الجهمية علواً كبيراً
وأي معارضة للعقل في قولنا أن الله تعالى مستو على عرشه فهو إن لم كذلك كان في كل مكان وهو قول مخالف للعقل والنقل أما العقل فلأنه يقتضي وجود رب العالمين في الحشوش وأماكن النجاسة وأما النقل فالأدلة بالعشرات مبسوطة في كتب السلف في الرد على الجهمية كما أن الفرقة التي ابتدعت هذا القول قد انقرضت وقد بقيت اصولها عند جماعة ممن ينتسب للسنة
أو يكون لا داخل العالم ولا خارجه وهو قو يستلزم تشبيه الله عز وجل بالعدم كما أنه قول محدث مولد لم يقل به أحد من أهل القرون الفاضلة
فإن قالوا إنا نعقل هذا القول دون تشبيه الباري بالعدم
قلنا ونحن نعقل الإستواء دون تشبيه الباري بالمخلوقات وقولنا دلت عليه النصوص بخلاف قولهم
وزاد السقاف الطين بلة حين زعم أنه لم يثبت عنهم إثبات الصفات وقد تقدم نقض هذا القول وإليك نصوص الصحابة في إثبات العلو
فمنها ما رواه أحمد في فضائل الصحابة عبدالرزاق عن معمر وابن خثيم عن ابن أبي مليكة عن ذكوان مولى عائشة أن ابن عباس قال لعائشة ((وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات))
قلت هذا سند صحيح وله شواهد لبسطها مقام آخر ولا يشك من شم رائحة اللغة أن قول ابن عباس صريح في إثبات العلو
ومنها ما رواه أحمد في الزهد عن وكيع عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيدالله سمعته منه عن ابن غنم عن عمر أنه قال ((ويل لديان الأرض من ديان السماء يوم يلقونه، إلا من أمر بالعدل، وقضى بالحق، ولم يقض على هوى، ولا على قرابة، ولا على رغب، ولا رهب، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه))
قلت سند صحيح ولا يضره اختلاط سعيد بن عبدالعزيز فقد رواه سمويه في فوائده كما في العلو للذهبي من طريق أبي مسهر عن سعيد به ورواية ابي مسهر عن سعيد في صحيح مسلم
ومعنى ويل للديان الذي في الأرض من الديان الذي في السماء فإن الديان معناه الحكم القاضي والله عزوجل يحكم بين أهل السماوات والأرض
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم"
روى هذا الأثر عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وهذا إسناد على شرط السقاف في الصحة فهو يتابع الحافظ ابن حجر على تحسين ما ينفرد به عاصم فقد تفرد بحديث ((أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد)) الذي احتج به السقاف في رسالته الإغاثة
قد روى هذا الأثر عن عاصم حماد بن سلمة كما رواه الدارمي في الرد على الجهمية وغيره من طريق موسى بن إسماعيل عن حماد به
ولم ينفرد موسى فقد تابعه يزيد بن هارون وأسد بن موسى عند ابن خزيمة في التوحيد
ولم ينفرد حماد فقد تابعه المسعودي عند ابن خزيمة في التوحيد من حديث أبو غسان عن المسعودي به وأبو الشيخ في العظمة من طريق محمد بن العباس بن أيوب (وهو من الحفاظ الأصبهانيين كما في ترجمته في تاريخ الإسلام وقال أبو نعيم ((كان من الحفاظ مقدماً فيهم شديداً على أهل الزيغ والبدعة قلت وذكر أبو نعيم اختلاطه ولكنه ذكر أته حبس عن التحديث عند اختلاطه) حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم ((وهو ثقة)) حدثنا هاشم بن القاسم (وهو ثقة ثبت) عن المسعودي به
ولم يتفرد هاشم بن القاسم بل تابعه روح بن عبادة عند ابن خزيمة في التوحيد
ولم أقصد استقصاء ما وقفت عليه من طرق الأثر والخلاصة أنه ثابت وابن مسعود يتكلم عن العلو الحقيقي لا المجازي فلا يقال أن الكرسي أعلى قدراً من السماء بخمسمائة
وإذا ما أضفنا لهذه الآثار حديث الجارية وحديث زينب بنت جحش ((زوجني ربي من فوق سبع سموات))
فستصبح شبهة السقاف رماداً
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 09:54 م]ـ
قال السقاف لامزاً للسلفيين ((وهذا أيضا مثل من يقول: إن لله حدا وصورة وصوتا ويذهب ويأتي وهو جالس على العرش بلا كيف!! والجنون فنون!! لان قائل هذه العبارة مجنون بلا كيف!! جنون يليق به!!))
قلت صفات الصوت والصورة والإتيان لها أدلتها المبسوطة في كتب السنة ولكن من ذا الذي يثبت صفة الذهاب هذه أم أن السقاف لا يفتر عن الإفتراء على السلفيين
وأما صفتي الجلوس والحد فقد تكلمت عليهما بتوسع في دفاعي عن حديث الجارية
وزعم السقاف أن في قولنا ((وهو معنا بعلمه)) تشبيه لله بالملوك المخلوقين
وهذا كذب علينا فالملك إنما يعلم بإعانة بعض المخلوقين كالجواسيس وغيرهم ورب العالمين منزه عن ذلك ورب العالمين يعلم الأمر قبل وقوعه وأما الملك فلا والملك لا يعلم ما يحصل في مكان ورب العالمين يعلم ما يحصل في كل مكان فإذا فهمت أصبح من اليسير عليك نقض افتراء السقاف الأثيم
¥