تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثاني: أن البيهقي ذكر رواية زائدة في المتابعين ليحيى القطان عن عبيد الله بن عمر، فروايته كروايته.

وبالنظر إلى ما تقدم، يتضح رجحان الوجه الأخير عن عبيد الله بن عمر (وهو روايته عنه عن نافع عن ابن عمر عن عمر موقوفًا عليه)، لأمرين:

الأول: أنه رواه أربعة من كبار حفاظ الحديث: الثوريُّ، والقطّان، وأبو أسامة، وزائدة، وإن صح ما ذكره البيهقي عن رواية حماد بن سلمة والدارقطني عن رواية شريك = فهما متابعان لأولاء الأربعة الحفاظ، واجتماعهم أقوى من جميع ما سبق من الروايات.

الثاني: أن الرواية عن نافع عن ابن عمر = أسهل وأشهر من الرواية عنه عن ابن عمر عن عمر، فالأولى جادّة مسلوكة؛ وكثيرٌ من الأحاديث مرويٌّ بهذا الإسناد، سواء المرفوع والموقوف، أما رواية ابن عمر عن عمر فقد تكون أغرب من الأولى وأقل شهرة، خاصة مع وقفها.

وسلوك الجادة المشهورة قرينةٌ على أن تلك الرواية خطأ.

4 - الراوي الرابع عن نافع: عبد الله بن عمر العمري، رواه عن نافع عن ابن عمر عن عمر موقوفًا عليه - كرواية أخيه عبيد الله -، فيما أخرجه عن وكيع عنه ابن أبي شيبة في المصنف (7439).

وعبد الله متكلّم فيه، إلا أن موافقته لأخيه الثقة دليلٌ على ضبطه هذا الحديث.

5 - ورواه نافع بن أبي نعيم عن نافع عن ابن عمر عن عمر موقوفًا عليه أيضًا، فيما أخرجه من طريقه البيهقي في السنن (2/ 9).

6 - ورواه موسى بن عقبة كالروايات السابقة (عن نافع عن ابن عمر عن عمر)، ذكر روايته الدارقطني في العلل (2/ 32).

وقد قال ابن معين في موسى بن عقبة: «ثقة، كانوا يقولون في روايته عن نافع: فيها شيء»، إلا أن موافقته للثقات هنا مما يقوّي روايته هذه.

7 - ورواه زائدة بن قدامة كذلك (عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن عمر)، ذكر روايته البيهقي في السنن (2/ 9)، ولم أجد من أخرجها.

8 - وخالف الجميع: محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبَّر، فرواه عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما أخرجه من طريقه الدارقطني في السنن (1/ 271)، والحاكم في المستدرك (742)، وعنه البيهقي (2/ 9).

وهذه الرواية منكرة، نقل ابن أبي حاتم في العلل (1/ 183) عن أبي زرعة، قولَهُ في هذه الرواية: «هذا وهم».

وقد اجتمع فيها سببان للنكارة والخطأ:

الأول: أن ابن المجبر هذا متروك منكر الحديث، قال فيه ابن معين: «ليس بشيء»، وقال أبو زرعة: «واهٍ»، وقال البخاري: «سكتوا عنه» - وهي جرحٌ شديدٌ عنده -، وتركه أبو داود النسائي، وفي أحاديثه عن نافع - وحديثنا من ذلك - خاصةً نكارة، قال الحافظ أبو علي صالح جزرة: «عنده المناكير عن نافع وغيره» (انظر: لسان الميزان: 5/ 245)، والعجب توثيق الحاكم له بعد أن أخرج روايته هذه في المستدرك.

الثاني: أنه مع ضعفه الشديد، خالف جمعًا من أوثق الرواة عن نافع، وأتى بوجهٍ لم يأتِ به أيٌّ منهم عن نافع، قال البيهقي في السنن (2/ 9): «تفرد بالأول - يعني: حديث نافع عن ابن عمر مرفوعًا - ابن مجبر»، وقال الحاكم بعد إخراجه رواية ابن المجبر: «قد أوقفه جماعة عن عبد الله بن عمر».

ومن الخطأ الظن بأن رواية عبد الله بن نمير وحماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع كرواية ابن المجبر = تشدُّ روايته وتقويها، لأن روايتهما مخالِفة غير محفوظة، وغير المحفوظ تحقق فيه الخطأ؛ فليس يَشُدُّ ولا يُشَدّ، ولأن ضعفَ ابن المجبر شديد جدًّا، فحديثه مما لا يَشُدُّ ولا يُشَدُّ أيضًا.

خلاصةٌ:

يبقى مما سبق وجهان عن نافع:

1 - عن نافع عن عمر بن الخطاب، رواه عنه مالك وأيوب.

2 - عن نافع عن ابن عمر عن عمر، رواه عنه عبيد الله بن عمر وأخوه عبد الله ونافع بن أبي نعيم وموسى بن عقبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير