تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - 04 - 06, 07:16 م]ـ

هذا، وقد جاءت آثار للصحابة في هذا الأمر والتابعين:

أولاً: أثر عثمان بن عفان - رضي الله عنه -:

أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (17/ 59) من طريق محمد بن فضاء، عن أبيه، عن جده، عن عثمان.

وهذا السند ضعيف، محمد بن فضاء ضعيف، وأبوه وجده مجهولان.

ثانيًا: أثر علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7435) عن وكيع، وابن عبد البر في التمهيد (17/ 59) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن إسرائيل بن يونس، عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب بن ربيعة، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

وفي الإسناد: عبد الأعلى بن عامر، وهو ليّن الحديث، ضعّفه غير واحد، ونصَّ عبد الرحمن بن مهدي على اضطرابه في بعض الأحاديث، ويدخل في ضمنها حديثنا هذا: قال عمرو بن علي الفلاس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: «ما أدري كيف أحدث عن عبد الأعلى، واحد يقول: عن ابن الحنفية، وآخر يقول: عن أبي عبد الرحمن، وآخر يقول: عن سعيد بن جبير».

وعبد الأعلى قد روى هذا الحديث عن أبي عبد الرحمن السلمي - كما في هذه الرواية -، وعن سعيد بن جبير وعن محمد بن الحنفية - كما سيأتي -، وكل هذه الروايات صحيحة إليه.

وقال ابن عدي: «يحدث عن سعيد بن جبير وابن الحنفية و أبي عبد الرحمن السلمي وغيرهم بأشياء لا يتابع عليها».

فهو إذن مضطربٌ في هذا الحديث، لم يحفظه، فروايته له ضعيفة.

ثالثًا: أثر ابن عباس - رضي الله عنهما -:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7437) عن وكيع، وابن عبد البر في التمهيد (17/ 59) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن إسرائيل بن يونس، عن عبد الأعلى بن عامر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفًا عليه.

وأخرجه وكيع في أخبار القضاة من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الله بن شبرمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفًا عليه أيضًا.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (7436) عن وكيع، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير مقطوعًا عليه.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3635) من طريق حكيم بن جبير عن عبد الأعلى به مقطوعًا على سعيد بن جبير.

ورواه حكيم بن جبير في نفس الإسناد السابق عن إبراهيم النخعي، عن سعيد بن جبير مقطوعًا عليه أيضًا.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7438) من طريق عن ابن مهدي، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن رجلٍ سمّاه، عن سعيد بن جبير مقطوعًا عليه.

وبالنظر إلى الأسانيد السابقة، فإنه قد اختُلف على سعيد بن جبير:

- فرواه عبد الأعلى بن عامر عنه من قوله، وعنه عن ابن عباس، وقد سبق الكلام في رواية عبد الأعلى لهذا الحديث، واضطرابه فيه.

- ورواه عن سعيد بن جبير: إبراهيم النخعي، لكن إسناد هذه الرواية لم يصح، فالراوي عن إبراهيم النخعي: حكيم بن جبير، وهو ضعيف الحديث، بل منكرُهُ، وقع له الأئمة على أحاديث منكرة على قلة ما روى، وتركه بعض الأئمة.

- ورواه عن سعيد بن جبير: عبد الله بن شبرمة، ولم أتبين بعض رجال إسناد هذه الرواية عند وكيع في أخبار القضاة.

- ورواه رجل مجهول عن سعيد بن جبير، وهذه أصح الروايات لولا وجود هذا الرجل المجهول، مما أوجب تضعيف الرواية وطرحها.

فمما سبق، يظهر أنه لم يصح الأثر لا عن سعيد بن جبير، ولا عن ابن عباس، والله أعلم.

رابعًا: أثر محمد بن الحنفية - رحمه الله -:

أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (17/ 59) من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى بن عامر، عن محمد الحنفية مقطوعًا عليه.

وهذا ضعيف، لثلاث علل:

1 - أن عبد الأعلى بن عامر ضعيف الحديث، كما سبق.

2 - أنه قد تكلم أهل العلم في رواية عبد الأعلى عن محمد بن الحنفية، فقد ضعّفها سفيان الثوري، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن عدي، وغيرهما، بيّنوا أنها ليس سماعًا، إنما كتاب أخذه لم يسمعه.

3 - ما سبق من الكلام حول اضطرابه فيما يرويه عن محمد بن الحنفية وغيره، مما ينطبق على حديثنا هذا.

فالظاهر - والله أعلم - أنه لم يصح هذا إلا عن عمر - رضي الله عنه - موقوفًا، وقد يكون ورد التخفيف في شأن استقبال القبلة لغير معاينها، إلا أن البحث هنا كان في لفظ (ما بين المشرق والمغرب قبلة).

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.

ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[01 - 04 - 06, 08:36 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء وأثابك الفردوس الأعلى

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 04 - 06, 02:20 ص]ـ

وإياك أخي الفاضل.

وللفائدة، في المرفقات البحث على ملف وورد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير