ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:26 م]ـ
هناك فرق بين أنه يظن بأن الحديث من صحيح حديثه وبين أن يجزم بذلك ويصحح الحديث.
قال أبو بكر الأثرم، عن أحمد بن حنبل: «إذا قال ابن جريج "قال فلان" و "قال فلان" و "أُخبِرت" جاء بمناكير، و إذا قال: "أخبرني" و "سمعت" فحسبك به».
وهذا واضح أن ابن جريج إذا لم يقل سمعت فلا يحتج به.
ـ[شرف الدين]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تتبعي لأكثر من مئة حديث من رواية قتادة بن دعامة في صحيح البخاري. وجدت أن الإمام البخاري لم يحتج بحديث معنعن لقتادة إلا في حالات.
أولها: أن يكون الراوي عنه شعبة
ثانيها: أن يكون قتادة قد صرح بالسماع في موطن آخر في نفس الصحيح
ثالثها: أن يكون الحديث قد رواه عنه شعبة في موطن آخر في الصحيح
رابعها: أن يكون التصريح بالسماع في متن الحديث وليس في سنده. مثل حديث قتادة عن أنس أن زيد بن ثابت حدثه (أنهم تسحروا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قاموا إلى الصلاة. قلت كم بينهما؟ قال قدر خمسين أو ستين يعني آية)
فصاحب السؤال هنا (قلت) هو قتادة، والذي يؤكد هذا أنه قد صرح بهذا في الحديث الذي يليه
قتادة عن أنس بن مالك (أن النبي صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى. قلنا لأنس كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية)
بقى حديث واحد وهو حديث قتادة في الاستقساء
قتادة عن أنس قال (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذا جاءه رجل فقال يا رسول الله قحط المطر فادع الله أن يسقينا. فدعا فمطرنا فما كدنا أن نصل إلى منازلنا فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة. قال فقام ذلك الرجل أو غيره فقال يا رسول الله ادع الله أن يصرف عنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم حولينا ولا علينا). قال فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينا وشمالا يمطرون ولا يمطر أهل المدينة)
هذا الحديث لم أجد رواية أخرى له (خلال ما بحثت فيه والله أعلم) تنطبق عليها الشروط السابقة، ولكن هناك متابعات له تؤكد أن قتادة قد سمعه من أنس بالفعل. ففي الحديث الذي يليه.
حدثنا محمد قال أخبرنا أبو ضمرة أنس بن غياض قال حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يذكر (أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاء المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا. قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال (اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا). قال أنس لا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت. قال والله ما رأينا الشمس ستا. ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها. قال فرفع رسول الله يديه ثم قال (اللهم حولينا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر). قال فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس - قال شريك فسألت أنسا أهو الرجل الأول؟ قال لا أدري.
ولكن عندما حاولت البحث في مرويات الأعمش وجدت روايات للأعمش معنعنة ليست من رواية شعبة عنه، ولا يوجد لها طرق أخرى مصرح فيها بالسماع. وهذا يؤكده قول المزي بأنه توجد روايات كثيرة في الصحيح معنعنة لا يوجد فيها تصريح بالسماع من طريق آخر.
ولكن هناك سؤال. هل العنعنة في السند تكون دائما من الراوي؟؟ ألا يحتمل أن تكون ممن دونه؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[شرف الدين]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد الأمين
الإمام احمد لم يقل (إذا قال عن) جاء بمناكير، وإنما قال [إذا قال ابن جريج "قال فلان" و "قال فلان" و "أُخبرت" جاء بمناكير].
ثم إن الإمام أحمد قد سئل بوضوح عن الاحتجاج بحديث المدلس فيما لم يصرح فيه بالسماع قال: لا أدري. وعندما سئل عن الأعمش قال (يضيق هذا، أي أنك تحتج به).
فقوله (لا أدري) يبين أن الحكم على المسألة ليس بمجرد عدم التصريح بالسماع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 04 - 06, 08:14 م]ـ
أخى الكريم محمد الأمين:
هل يمكن أن تحدد لنا بالضبط مدي قبولك لعنعنة الأعمش فربما نصل إلي اتفاق او أن نكون متفقين فعلا دون أن ندري! فهل ترد عنعنة الأعمش عن مجاهد فقط؟ فهذا يمكن أن يكون محل بحث و ننظر فيه. و هل تقبل عنعنة الأعمش للثلاثة شيوخ الذين ذكرهم الذهبي فقط (إبراهيم، وابن أبى وائل، وأبى صالح السمان)؟ و ماذا عن باقي شيوخ الأعمش و الذين قد يكون منهم من لا نعلم إذا كان الاعمش أكثر التدليس عنه أم لا؟ فهل ترد عنعنة الأعمش لكل شيوخه ما عدا الثلاثة الذين ذكرهم الذهبي فقط أم ماذا؟ فبرجاء التوضيح و نكون شاكرين كثيرا لذلك فهدفنا جميعا هو الوصول للحق و لا ننتصر لرأي أنفسنا و أنا مستعد للتراجع إذا وجدت الحق غير ما أقول.
جزاك الله خيراً. أقبل عنعنة الأعمش إن ثبت قلة تدليسه عن شيخ معين، أو إن ثبت أن الذي يأخذ عنه يتحرى السماع. وأنا أتيت بمثال مجاهد لأن هذا لا يقدر أحد على أن يرده حيث غالب ما رواه الأعمش عنه ليس من مسموعه. والأعمش كان يتعمد التدليس ويصر عليه. بعكس الثوري مثلاً.
¥