قلت (الذهبي): يكنى أبا محمد وأصله دمشقي.
قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي: أنبأنا عنه عبدان بعجائب، ووثقه عبدان، ثم قال ابن عدي: هو عندي ممن يسرق الحديث وله أفراد.ا. هـ.
وخالد بن عبد الرحمن المخزومي قال عنه المزي في تهذيب الكمال (8/ 124):
قال البخاري وأبو حاتم: ذاهب الحديث. زاد أبو حاتم: تركوا حديثه. ا. هـ.
وزاد ابن حجر في التهذيب (3/ 89):
وقال البخاري في الأوسط: رماه عمرو بن علي بالوضع، وقال صالح بن محمد: منكر الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: خالد بن عبد الرحمن المخزومي الخراساني سكن مكة حديثه ليس بالقائم.
وقد علق المناوي على الحديث في فيض القدير (3/ 26) فقال:
وعزاه الحافظ العراقي إلى الخرائطي في الأخلاق، وقال: وسنده ضعيف.ا. هـ.
ونقل المناوي كلام ابن الجوزي على الحديث الذي ذكرناه، ونقل أيضا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية على الحديث.
وقد حكم عليه العلامة الألباني – رحمه الله – بالضعف في ضعيف الجامع (2086) فقال: ضعيف.
وقد أورد الحديث الإمام ابن كثير في تفسيره (4/ 421) فقال:
وقال أبو عبد الله الحكيم الترمذي في كتابه "نوادر الأصول" حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن نافع، عن ابن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: فذكره.
وذكره الزبيدي في الإتحاف وعزاه للحكيم في النوادر وضعفه.
وكتاب "نوادر الأصول " من مظان الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وخاصة بعد نقل كلام العلماء السابقين على الحديث.
3 - استحسان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم للحديث:
وقد ذهب بعض العلماء منهم الحافظ أبو موسى المديني في كتاب " الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية " وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم - رحمهم الله - إلى استحسان هذا الحديث دون النظر في سنده. وإليك التفصيل.
قال الإمام ابن القيم في كتاب الروح (1/ 82):
وقد جاء فيما ينجى من عذاب القبر حديث فيه الشفاء رواه أبو موسى المدينى وبين علته في كتابه في الترغيب والترهيب وجعله شرحا له رواه من حديث الفرج بن فضالة حدثنا هلال أبو جبلة عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله ونحن في صفة بالمدينة فقام علينا فقال إنى رأيت البارحة عجبا رأيت رجلا من أمتى أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه ورأيت رجلا من أمتى قد احتوشته الشياطين فجاء ذكر الله فطير الشياطين عنه ورأيت رجلا من أمتى قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم ورأيت رجلا من أمتى يلهث عطشا كلما دنا من حوض منع وطرد فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواه ورأيت رجلا من أمتى ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي ورأيت رجلا من أمتى من بين يديه ظلمة ومن خلفه وعن يمينه ظلمة وعن يساره ظلمة ومن فوقه ظلمة وهو متحير فيه فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور ورأيت رجلا من أمتى يتقى وهج النار وشررها فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه ورأيت رجلا من أمتى يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلته لرحمه فقالت يا معشر المؤمنين انه كان وصولا لرحمه فكلموه المؤمنون وصافحوه وصافحهم ورأيت رجلا من أمتى قد احتوشته الزبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة ورأيت رجلا من أمتى جاثيا على ركبتيه وبينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله عز وجل ورأيت رجلا من أمتى قد ذهبت صحيفته من قبل شماله فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه فوضعها في يمينه ورايت رجلا من أمتى خف ميزانه فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه ورأيت رجلا من أمتى قائما على شفير جهنم فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى ورأيت رجلا من أمتى قد هوى في النار فجاءته دمعته التي قد بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك ورأيت رجلا من أمتى قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن روعه ومضى ورأيت رجلا من أمتى يزحف على الصراط يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا فجاءته صلاته فأقامته على
¥