تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفيه الفرج بن فضالة قال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به.

فأما الطريق الثاني ففيه علي بن زيد قال أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: يهم ويخطئ فاستحق الترك؛ وفيه مخلد بن عبد الواحد قال ابن حبان: منكر الحديث جداً ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات).

وقال ابن الجوزي في (مشيخته) (ص187 - 190):

(حدثنا أبو زيد جعفر بن زيد بن جامع الشامي الحموي من لفظه في شعبان سنة ثمان وأربعين وخمس مئة، قال: أنا أبو طالب عبد القادر بن اليوسفي قال: ثنا أبو محمد الحسين بن علي الجوهري قال: أنا أبو الحسن علي بن لؤلؤ الوراق، قال: أنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: أنا أبو الوليد بشر بن الوليد القاضي ثنا الفرج بن فضالة (5) عن سعد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال----).

ثم ذكره ابن الجوزي.

وقال العقيلي في (الضعفاء) (4/ 350):

(هلال بن عبد الرحمن الحنفي [يعني أبا جبلة] منكر الحديث ثم أشار إلى ثلاثة أحاديث له هذا أحدها، وقال: كل هذا مناكير لا أصول لها ولا يتابع عليها.

الثانية: عن علي بن زيد بن جدعان وسعد بن ابراهيم وهلال أبي جبلة وعمر بن ذر وغيرهم عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة. وهي رواية منكرة جداً.

قال ابن حبان في (المجروحين) (3/ 43 - 44) في ترجمة مخلد بن عبد الواحد أبي الهذيل ما نصه:

(من أهل البصرة يروي عن البصريين وعلي بن زيد بن جدعان وغيره، روى عنه المكي بن ابراهيم والناس، منكر الحديث جداً ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه حديث الثقات فبطل الاحتجاج به فيما وافقهم من الروايات (6).

وهو الذي روى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال:

"خرج علينا رسول صلى الله عليه وسلم ونحن في مسجد المدينة فقال: لقد رأيت البارحة عجبا، رأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرده عنه.

وذكر حديثاً طويلا مشهورا تركت ذكره لشهرته (7).

أخبرنا القطان بالرقة من كتابه قال: حدثنا عامر بن يسار قال حدثنا مخلد بن عبد الواحد أبو الهذيل البصري عن علي بن زيد بن جدعان. الحديث بطوله). انتهى

فانظر كيف أورد ابن حبان في ترجمة هذا الراوي الهالك - الذي قال فيه (منكر الحديث جداً---) - هذا الحديثَ، دون غيره، ومن عادة المصنفين في الضعفاء أن يذكروا في ترجمة الرجل أنكر ما وجدوه من أحاديثه.

ثم تأمل قوله: (وهو الذي روي عن علي بن زيد---) إلى آخره، فإنه يحتمل أن يكون معناه هو أن ابن حبان يرى أن هذا الراوي هو أول من روى هذا الحديث فتكون بقية الطرق مسروقة أو ملقنة أو مدخلة أو متوهماً فيها.

ثم إن مخلداً هذا هو الذي روى ذاك الخبر الطويل الباطل في فضل السور وفيه قال الذهبي في (الميزان) (4/ 83): (فما أدري من وضعه إن لم يكن مخلد افتراه).

وقال الطبراني - على ما نقله ابن كثير رحمه الله في (جامع المسانيد والسنن) (8/ 331 – 333) -:

(حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا سلمان بن أحمد الواسطي حدثنا مروان بن معاوية حدثنا الراوي بن عبد الرحمن (8) عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة---)، فذكره مرفوعاً.

الثالثة: عن عمر بن ذر عن سعيد بن المسيب به.

قال الطبراني - كما في (جامع المسانيد والسنن) أيضاً -:

حدثنا محمد بن جعفر بن شقير حدثنا علي بن شعيب الحراني حدثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي عن عمر بن ذر (9) عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت الليلة عجباً.

قال ابن كثير: فذكر مثل حديث علي بن زيد.

قال الهيثمي في (المجمع) (7/ 179 - 180): (رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي، وكلاهما ضعيف).

قلت: بل كلاهما ضعيف جداً بل كلاهما متهم، سليمان بن أحمد الواسطي الحافظ صاحب الولبد بن مسلم كذبه يحيى بن معين.

وقال البخاري: فيه نظر.

وقال ابن عدي: هو عندي ممن يسرق الحديث، وله أفراد.

وقال عبد الله بن علي بن المديني: سألت أبي عن حديث رواه [سليمان هذا] عن الأوزاعي يعني بسند صحيح فقال: هذا كذب موضوع.

وقال صالح جزرة: كان يتهم في الحديث، وقال مرة: كذاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير