تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ليس في الأرض كلها من يُرجع إليه في تمييز صحيح الحديث من سقيمه إلا علماء الحديث.

لا يُرجع في نقد الحديث إلى صاحب كشف تصوفي ولا صاحب عقل مجرد عن الاستسلام للنقل ولا إلى صاحب تجربة غير منضبطة ولا إلى مستشرق ولا إلى مستغرب، وفي علماء الحديث بحمد الله غنى عمن سواهم وكفاية

للحرب فرسان لها خلقوا******وللدواوين حُسّابٌ وكُتّابُ

قال شيخ الاسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية) (7/ 34 - 36) بعد كلام له في بعض مسائل العلم:

(ولكن المقصود هنا أنا نذكر قاعدة فنقول:

المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب؛ والمرجع في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث كما نرجع إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك فلكل علم رجال يعرفون به، والعلماء بالحديث أجل هؤلاء قدراً وأعظمهم صدقاً وأعلاهم منزلة وأكثر ديناً، وهم من أعظم الناس صدقاً وأمانة وعلماً وخبرة فيما يذكرونه من الجرح والتعديل، مثل مالك وشعبة وسفيان ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن المهدي وابن المبارك ووكيع والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وابن معين وابن المديني والبخاري ومسلم وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي والعجلي وأبي أحمد ابن عدي وأبي حاتم البستي والدارقطني؛ وأمثال هؤلاء خلق كثير لا يُحصى عددهم، من أهل العلم بالرجال والجرح والتعديل، وإن كان بعضهم أعلم بذلك من بعض، وبعضهم أعدل من بعض في وزن كلامه، كما أن الناس في سائر العلوم كذلك). انتهى

بل إن وجوب الرجوع إلى المحدثين وحدهم – دون سواهم - في الحكم على الأحاديث وتمييز سقيمها من مستقيمها وفصل معلولها عن مقبولها: أمرٌ ظاهر لا يحتاج إلى برهان وعلم ضروري لا يفتقر إلى بيان، والله الموفق والمستعان.

************************************************** ****************************************

(1) في المشيخة (االحسين) بدل (الحسن).

(2) أصلحت بعض الكلمات في هذا الموضع اعتماداً على ما في مشيخة ابن الجوزي.

(3) زيادة من المشيخة.

(4) إنما آثرت سوق المتن بطوله على الاختصار ليعلم الواقف عليه ما فيه من نكارة.

تنبيه: ما بين الأقواس تصحيح من (القول البديع) للسخاوي.

(5) سقط من هذا الموضع ذكر هلال أبي جبلة وهو ثابت في (العلل المتناهية)، كما مر بك.

(6) يريد الأحاديث التي لها أصل ثابت أو شواهد صحيحة.

(7) يعني لولا شهرته لذكره ليظهر ما فيه من نكارة شديدة.

(8) كذا ورد اسم هذا الرجل ويظهر أنه محرف. وتأملت من ذكرهم المزي في (تهذيب الكمال) من شيوخ مروان بن معاوية ومن ذكرهم من الآخذين عن علي بن زيد، فلم أجد ما أرجح أنه الأصل الذي تحرف إلى هذا الاسم.

(9) تنبيه: تحرفت كلمة (ذر) في (الوابل الصيب) (ص128 - 129) /طبعة بغداد/ تبعاً للطبعات السابقة لها ولم يهتد ناشروها إلى صوابها وهو ما هنا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير