ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:09 م]ـ
وزعم السقاف أن إثبات الأشاعرة لصفة السمع والبصر لا يقاس على إثبات السلفيين للمجيء والنزول وغيرها
وذلك لأنهم أثبتوا السمع والبصر دون إثبات الجارحة
والجواب عن هذا
أن وجه القياس هو إثبات معنى الصفة دون تعيين كيفيتها فكيفية البصر هي انطباع صورة المرأي في الشبكية
وهذه الكيفية لا تثبت في حق رب العالمين
فكما أثبت الأشاعرة لله معنى الصفة دون تعيين الكيفية ولم يلزمهم التشبيه أو التجسيم
فكذلك نحن نثبت لله الصفة دون تعيين الكيفية ولا يلزمنا التشبيه والتجسيم
وأما إقحام السقاف لأداة الصفة في المسألة فلا وجه له فأداة الصفة شيء وكيفيتها شيء آخر
ووما كان للسقاف أن يخوض في هذه المسائل فهو ضعيف في علم الكلام فهو يقيس كما في كتابه تنقيح الفهوم العالية عدم تعلق القدرة بالمعدوم لذاته (كخلق الله لشيء أقوى منه والعياذ بالله) على تعلق القدرة بأفعال الإله (كالمجيء والنزول)
ويجعل انتفاء الأول دليلاً على انتفاء الثاني متناسياً ان النصوص اثبتت الثاني دون الأول بل الأول منتفي إجماعاً
وهذا من أفسد ما وقفت عليه من القياس
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:10 م]ـ
وزعم السقاف أن سفيان الثوري مؤول بحجة أنه حمل المعية في قوله تعالى ((ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم)) على معية العلم
والجواب عن هذا
أن يقال أن هذا ليس بتأويل لأن المعية في لغة العرب لا تستلزم الممازجة فالعرب تقول مشينا ومعنا القمر وهو ليس ممتزج معهم فآيات المعية لا تعارض آيات العلو
فمنها قوله تعالى ((إنني معكما أسمع وأرى)) فذكر السمع والرؤية المستلزمان للعلم دليل على أن المعية بالعلم
ومنها قوله تعالى ((ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم)) الآية فذكر النجوى دليل على أن المقصود بالمعية معية العلم ويؤيد ذلك قوله تعالى في بداية الآية ((ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض)) وقوله تعالى في آخر الآية ((ان الله بكل شيء عليم))
ومنها قوله تعالى ((وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير)) فذكر صفة البصر دليل على أن المعية بالعلم ويؤيد ذلك قوله تعالى في نفس الآية ((يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها)) الآية
فهذا مأخوذ من ظاهر النص لا صرف للفظ عن ظاهره
وزعم السقاف أنه لا يمكن حمل قوله تعالى ((والله معكم)) على معية العلم لأن الله علم على الذات لا الصفة فأقول جوابا على هذا الهراء أن العرب قد تطلق الموصوف وتريد احدى صفاته كقوله تعالى ((فلا لاتهنوا وتدعوا الى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم))
ومثله قوله تعالى ((لا تحزن ان الله معنا))
وتقول العرب فلان مع فلان دائما ويقصدون بذلك أنه يؤيده دائما ولا يخفى أن التأييد صفة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:10 م]ـ
وحاول السقاف ان يلصق التأويل بسفيان بن عيينة بحجة أنه حمل قوله صلى الله عليه وسلم ((وإن آخر وطأة وطئها الله بوج))
على أنها آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم
والجواب عن هذا من وجهين
الأول أن هذا الحديث (وهو في مسند أحمد ومعجم الطبراني الكبير وأخبار مكة للفاكهي وغيرها) من رواية عمر بن عبد العزيز عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها
ورواية عمر عن خولة مرسلة كما نص على ذلك الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة خولة بنت حكيم رضي الله عنها
والمرسل ضعيف والتأويل لا يكون إلا للخبر الصحيح إذ أن التأويل فرع عن القبول كما هو معلوم فلا يلزمنا ما ذهب إليه سفيان
الثاني أن ما ذهب إليه سفيان ليس تأويلاً بل هو المتعين إذ أن تسمية النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الموطن من تبوك وهو (وج)
مع كون تبوك آخر غزاة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع مجالاً لأي تفسير آخر
فهذا هو المعنى الراجح لا المرجوح
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:12 م]ـ
¥