ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:14 م]ـ
وزعم السقاف أن السلف المفوضة بزعمه كفار عند شيخ الإسلام إذ أنه يقول في التفويض ((فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والالحاد))
فيجاب على هذا الكذاب الأثيم بأن يقال
أثبت العرش ثم انقش فلم يثبت عن السلف أنهم كانوا مفوضة
ثم إنه لو ثبت لا يلزم شيخ الإسلام تكفيرهم فهو يفرق بين الحكم على الفعل والحكم على المعين
صرح ابن تيمية، رحمه الله تعالى، بمذهبه هذا في العديد من كتاباته، فقال في «مجموع الفتاوى» (2/ 229): «هذا مع أني دائمًا –و من جالسني يعلم ذلك مني- أني من أعظم الناس نهيًا عن أن ينسب معين إلى تكفير و تفسيق و معصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرًُا تارة و فاسقًا تارة أخرى و عاصيًا أخرى. و إني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، و ذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية و المسائل العملية».
فهو لا يكفر المؤول والمفوض إذا لم تقم عليهم الحجة
وقال أيضاً ((و أنا و الله من أعظم الناس معاونة على إطفاء كل شر فيها و في غيرها و إقامة كل خير. و ابن مخلوف لو عمل مهما عمل و الله ما أقدر على خير إلا و أعمله معه و لا أعين عليه عدوه قط، و لا حول و لا قوة إلا بالله، هذه نيتي و عزمي مع علمي بجميع الأمور، فإني أعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين و لن أكون عونًا للشيطان على إخواني المسلمين))
فلم يكفر ابن مخلوف مع كونه من مخالفيه في مسائل الإعتقاد
وقال أيضاً ((و هذا يبين أن كل من أقر بالله فعنده من الإيمان بحسب ذلك، ثم من لم تقم عليه الحجة بما جاءت به الأخبار لم يكفر بجحده، و هذا يبين أن عامة أهل الصلاة مؤمنون بالله و رسوله، و إن اختلفت اعتقاداتهم في معبودهم و صفاته، إلا من كان منافقًا يظهر الإيمان بلسانه و يبطن الكفر بالرسول فهذا ليس بمؤمن))
ولا يخفى أن نصه هذا يدخل فيه الأشاعرة والماتردية مؤولهم ومفوضهم
وقال أيضاً ((و كل من أظهر الإسلام و لم يكن منافقًا فهو مؤمن له من الإيمان بحسب ما أوتيه من ذلك، و يدخل في هذا جميع المتنازعين في الصفات و القدر على اختلاف عقائدهم))
وقال أيضاً «و بيان هذا الموضوع مما يزيل الشبهة، فإن كثيرًا من الفقهاء يظن أن كل من قيل هو كافر فإنه يجب أن تجري عليه أحكام المرتد ردة ظاهرة، فلا يرث و لا يورث و لا يناكح، حتى أجروا هذه الأحكام على من كفروه بالتأويل من أهل البدع. و ليس الأمر كذلك، فإنه قد ثبت أن الناس كانوا ثلاثة أصناف؛ مؤمن و كافر مظهر للكفر و منافق مظهر للإسلام مبطن للكفر. و كان في المنافقين من يعلمه الناس بعلامات و دلالات، بل لا يشكون في نفاقه، و من نزل القرآن ببيان نفاقه كابن أُبَي و أمثاله. و مع هذا فلما مات هؤلاء ورثهم ورثتهم المسلمون. و كان إذا مات لهم ميت آتوهم ميراثه، و كانت تعصم دماؤهم، حتى تقوم السنة الشرعية على أحدهم بما يوجب عقوبته».
قد استفدت هذه النقول من رسالة الأجوبة الوفية عن الأسئلة الزاكية للشيخ حسن بن علي الكتاني فك الله أسره
ولنقلب السحر على الساحر ونلزم السقاف بتكفير السلف الذين أثبتوا الصفات وقد تقدم الكثير من نصوصهم
ولنلزم السقاف بتكفير أبي عمران الجوني المتفق على علمه وفضله
فقد جاء عنه أثر رواه عبدالله بن أحمد في السنة، قال:
حدثني محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، وسويد بن سعيد الهروي، قالا: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عمران الجوني: {ولتصنع على عيني} قال: «يربى بعين الله»، وإسناده صحيح كلهم ثقات إلا سويد بن سعيد الهروي فيه كلام ولكنه متابع هنا
والأثر رواه أيضاً ابن أبي حاتم في تفسيره وأبو نعيم في الحلية
واعلم أن الشيخ أحمد الغماري يوثق سويد بن سعيد الهروي وقد بنى رسالته ((درء الضعف عن حديث من عشق فعف)) على هذا التوثيق
وهو متعقب فيما ذهب إليه ولكني ذكرت هذا للإلزام فالغماري هو الحافظ الذي لا يبارى عند السقاف
ولا يفوتني التنبيه على أن الأخ الفاضل أسامة عباس هو الذي أرشدني إلى وجود هذا الأثر في السنة لعبد الله بن أحمد والتفسير لابن أبي حاتم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:15 م]ـ
نقل السقاف قول الإمام مالك ((و لا يقال كيف وكيف عنه مرفوع)) محتجاً به على التعطيل وقد قدمنا أن نفي المعرفة بالكيف أو النهي عن السؤال عن الكيفية دليلٌ على الإثبات ولكن لي وقفتان مع السقاف
الأولى أن هذا الأثر في صحته عن مالك كلام فقد رواه البيهقي في الأسماء و الصفات وفي سنده أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران ويقال أحمد بن أبي بكر ترجم له السمعاني في الأنساب والذهبي في تاريخ الإسلام ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو مجهول الحال
ثم وجدت أن الذهبي يصحح هذا الأثر في كتاب العرش والحافظ يجوده في الفتح لهذا فأنا الآن أميل إلى تقويته
الثانية أن السقاف قد بتر نص مالك
فالأثر كما نقله الحافظ ابن حجر الذي ينقل عنه السقاف
عن عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ فأطرق مالك فأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى وصف به نفسه ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع
والسقاف بتر ما تحته خط ولا يخفى على اللبيب سبب هذا البتر
فالسائل كما ترى سأل عن كيفية الإستواء والسؤال عن كيفية الشيء تدل على معرفة معنى الشيء وإثبات أصله
إذ لا يسأل عن كيفية المعدوم
وقد يسأل عن كيفية الشيء وقصده التشكيك
فأجابه مالك بقوله ((استوى كما وصف نفسه))
ومن شم رائحة اللغة يدرك يقيناً دلالة هذه العبارة على الإثبات
فلو قال قائل فلان ذكي كما وصف نفسه
فهو قطعاً يثبت له صفة الذكاء
وهو قطعاً يعرف معنى الذكاء
¥