وقد ثبت عن ابن عباس ثناؤه على معاوية بالفقه والصحبة كما قدمنا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 09:07 م]ـ
ومن احتجاجاتهم الواهية اجحتجاجهم بما رواه مسلم من طريق عامر بن سعد، عن أبيه قال: أمر معاوية سعداً فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وخلف علياً في بعض مغازيه، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتخلفني مع النساء والصبيان1 قال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي".
وقد وجه النووي هذا الخبر أنه للإستفهام وليس للأمر بالسب
ويمكننا أن نقول أن معاوية انتفع بموعظة سعد فلم يسب علياً بعدها
وحتى لو ثبت فقد حصل بين الصحابة ما هو أشد من السباب وهو القتال
ولم ينفِ النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الطائفة التي قاتلت علياً
بل أثبته لها
وبهذا يكون انتهى الكلام عن مناقب معاوية ومثالبه
والخلاصة أنه قد تعاضدت الأدلة على إسلامه وإيمانه ولم يثبت شيء في كفره ونفاقه
وأثبت ابن عباس له الصحبة
فهو داخلٌ في أحاديث النهي عن سب الصحابة
وأهل السنة مجمعون على فضله وأنه لا يجوز سبه ومن خالف في ذلك فهو من أهل البدع
وأما يروى في مثالبه فعامته لا يثبت
والخلل عند الطاعنين جاء من جانبين
الأول الهوى والإنتقائية فهم لا يرون في الكتب إلا مثالب معاوية ويغضون الطرف عن مناقبه وقد ذكروا له مثالباً اسانيدها واهية لمعاوية مناقب أصح منها _ سواءً كانت صحيحة أو ضعيفة _
فلو انصفوا لذكروها ولكنهم أهل أهواءٍ بحق
وهم انتقائيون حتى في منهج النقد فلو اتيتهم بحديثٍ في فضائل معاوية أو الصفات لجهدوا في إعلاله مما يدل أنهم لا يجهلون قواعد النقد
بينما نجدهم يحتجون بالغث والسمين في ثلب معاوية
الثاني ضعف التأصيل العلمي فالإحتجاج برواية واهية لإثبات أن فلاناً قتل فلاناً يخالف ابجديات أصول البحث العلمي النزيه
بل وأبجديات الورع
والإحتجاج ببعض الروايات في الباب وغض الطرف عن الروايات الأخرى في نفس الباب أمرٌ قبيحٌ عند الأصوليين بل وعند كل أهل البحث الجاد
أما هؤلاء فيلعبون
وقد وقفت على بحثٍ لحسن السقاف اسمه ((أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في معاوية))
اصل مادته لا يخرج عما تقدم نقده
وقد وقعت منه أخطاء علمية فادحة_ وقد اعتدنا على ذلك منه _ عسى الله أن ييسر إرفاق الإنتقادات عليه في النسخة المنقحة من هذه الرسالة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 07:23 ص]ـ
هنا بعض الإستدراكات الهامة
الأول تكلمت سابقاً عن حديث ((رأيت ربي في أحسن صورة)) ودافعت عن تصحيحه وبينت تدليسات السقاف حول هذا الحديث
ثم وقفت على كتاب ((المعارف الذوقية بشرح الوظيفة الصديقة)) للشيخ عبد الله بن الصديق الغماري _ شيخ السقاف _ فوجدته يصحح هذا الحديث بل وذكر ناشروا هذه الرسالة أن الشيخ ذكر هذا الحديث في ((صحيح الجامع الصغير)) وهو معارضة لكتاب الشيخ الألباني ويبدو لي أنه هو كتاب الكنز الثمين الذي كان الألباني ينتقده كثيراً
الثاني تكلمت سابقاً على موقف النووي من خبر الواحد وذكرت أنه يرى أنه يفيد الظن مطلقاً وذكرت رد الحافظ ابن حجر عليه
ثم وقفت على كلامٍ للنووي يفيد أنه يرى حجية خبر الواحد في العقيدة وإن كان يفيد الظن عنده
فقد قال في شرحه على صحيح مسلم عند شرحه لحديث بعث معاذ إلى اليمن ((وفي هذا الحديث: قبول خبر الواحد ووجوب العمل به.
وفيه: أنَّ الوتر ليس بواجب، لأنَّ بعث معاذ إلى اليمن كان قبل وفاة النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بقليل بعد الأمر بالوتر والعمل به.
وفيه: أنَّ السُّنَّة أنَّ الكفار يدعون إلى التَّوحيد قبل القتال))
فانظر كيف جعل حديث معاذ دليل على وجوب العمل بخبر الواحد
مع إقراره أن معاذاً كان يدعو كفاراً _ أي أنه سيعلمهم أصول الدين كما سيعلمهم فروعه _
الثالث تكلمت سابقاً على اختلاط سعيد بن عبد العزيز الذي جعله السقاف ذريعةً لإسقاط فضيلة من فضائل معاوية
ثم وقفت على نص مهم يفيد أنه لم يحدث حال اختلاطه
قال الدوري عن ابن معين: اختلط قبل موته وكان يعرض عليه فيقول: لا أجيزها لا أجيزها
نقل ذلك الحافظ في تهذيب التهذيب
الرابع ذكرت سابقاً أن المدائني الذي قال أن معاوية كان يكتب الرسائل بين النبي صلى الله عليه وسلم والعرب
هو أبو جعفر المتهم ثم بدا لي أنه أبو الحسن المؤرخ وهو وإن كان ثقة إلى أن الرواية منقطعة بل معضلة والمؤرخين معروفون بعدم انتقائهم وقد خالفه الإمام احمد فاثبت كتابة معاوية للوحي
ولم يرفع الذهبي بكلام المدائني هذا رأساً فاثبت كتابة معاوية للوحي _ وقد ذكرت كلامه_ وكذلك فعل الحافظ ابن كبير في البداية والنهاية _ ونقل كلامه السقاف نفسه _ والحافظ ابن حجر فقد جزم بكتابة معاوية للوحي في تقريب التهذيب _ لا كما زعم السقاف _
¥