بل إنه قال أنا ربكم الأعلى وهذا تأكيدٌ لإنكاره
وقوله تعالى ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً))
يدل على أنهم لم يتلفظا بما ظاهره الإيمان
وقول فرعون بعد أمره لهامان عن موسى ((وإني لأظنه كاذباً))
دليل على أن موسى أخبره بأن له إلهاً في السماء
واختار ما ذهبنا إليه إمام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره (20/ 49) ((يقول: وإني لأظن موسى كاذبا فيما يقول ويدعي من أن له في السماء ربا أرسله إلينا))
ثم يأتي بعد ذلك من يزعم أن السلف مفوضة لا يتكلمون في آيات الصفات
وأن ابن جرير يثبت العلو المعنوي دون الحسي وهذا النص يبين كذب الدعوتين
وأما السقاف فقد كان خطبه مع هذه الآية جليلاً
حيث زعم في صفحة 58 أن فرعون كانت عقيدته التجسيم لأنه أمر قارون بأن يبني له صرحاً يطلع فيه إلى الله
وفرعون لم يكن يؤمن بوجود هذا الإله حتى يجسمه ألا ترى لقوله ((وإني لأظنه كاذباً)) وقوله ((أنا ربكم الأعلى))
ونسأل السقاف من أين لفرعون أن الله في السماء وهو كان يستفهم عن رب العالمين فيقول ((وما رب العالمين))
فيكف عرف أين رب العالمين وهو يستفهم عنه؟!
إن لم يكن موسى أخبره بذلك _ كما أخبره ابتداءً عن وجوده _
فإن قلت قادته فطرته لذلك
قلنا الفطرة لا تناقض العقيدة الصحيحة
وإن قلت خمن ذلك تخميناً _ كما هو مقتضى مذهب القوم _
قلنا هذا بعيد إذ كيف يستفهم عن وجود إله ثم يعرف أين هو بدون سؤال
ولكان البحث في الأرض أهون عليه وآكد لدعواه في أنه الرب الأعلى
بل إن السقاف كذب على جمع من المفسرين حيث قال في صفحة 58 ((والمفسرون متفقون على أن معنى قوله ((وإنه لأظن كاذباً في أن له إلهاً غيري))
قلت ونص ابن جرير السابق يبين كذب السقاف وبتره لنصوص العلماء
بل إن السقاف كذب على جمع من المفسرين حيث قال في صفحة 58 ((والمفسرون متفقون على أن معنى قوله ((وإنه لأظن كاذباً في أن له إلهاً غيري))
قلت ونص ابن جرير السابق يبين كذب السقاف وبتره لنصوص العلماء
بل إن جماعةً من المفسرين _ منهم ابن كثير _ قالوا أن قول فرعون ((وإني لأظنه كاذباً)) في أن له إلهاً أرسله
وهذا لا يناقض قولنا البتة بل إنه داخل في كلام ابن جرير
والسقاف الأفاك كذب على كلا الفريقين
وأما قول السقاف أن موسى لم يخبر فرعون بان الله في السماء ولا في آية واحدة
فنقول هذه الآية دليل على أنه أخبره وموسى أنكر على فرعون جحد الإله وجحد الرسالة ولم ينكر عليه إثبات العلو _ وهو لم يثبته بل صرح بالجحود ولكني ألزمهم بمقالتهم _
بل زعم السقاف في صفحة 58 أن موسى أخبر فرعون أن الله ليس في السماء ولا في الأرض ولكنه رب السماوات والأرض
وهذا كذب فإن موسى عندما سأله فرعون عن رب العالمين
قال ((قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين))
ولم يذكر صفة الكلام والإرادة والسمع والبصر
فهل معنى هذا أن موسى أخبر فرعون أن الله ليس له هذه الصفات!!!!!!!!
فكذلك العلو مثلها لم يذكر في هذا وذكر في مقامٍ آخر
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 05:52 م]ـ
ومن حجج أهل السنة على إثبات صفة العلو لله عز وجل قول أم المؤمنين زينب بنت جحش ((وزوجني الرحمن من فوق سبع سماوات)) رواه البخاري
ووجه الدلالة واضح وحرف الجر من إذا جاء قبل كلمة فوق دل ذلك على أن الفوقية حقيقة فلم يأتي هذا التركيب في القرآن إلا وكان المقصود الفوقية الحسية
من ذلك قوله تعالى ((وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ))
وقوله تعالى ((قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ))
وقوله تعالى ((يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))
¥