ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 11:50 م]ـ
وتكلم ابن الجوزي على حديث ((إذا رأيتم الريح فلا تسبوها فإنها من نفس الرحمن))
فعلق السقاف بما مفاده أن لفظ ((نفس الرحمن)) شاذة ولا أخالفه في هذا غير أنه زعم انها من تصرف الرواة ولو اكتفى بطريقة اهل العلم في وصف هذا بالشذوذ بدلاً من طريقته السمجة لكان خيراً له
ثم ذكر ابن الجوزي حديث أبي هريرة ((وأجد نفس ربكم من قبل اليمن)) رواه أحمد (2/ 541) _ هذا تخريج السقاف _
وقال العراقي في تخريج الإحياء ((ورجاله ثقات))
قلت وهذا الحكم صحيح ولكن في قلبي شيء من اتصاله وذلك أن شبيب بن نعيم الحمصي يرويه عن أبي هريرة
وشبيب هذا أخطأ من عده في الصحابة كما ذكر ذلك الحافظ في تقريب التهذيب
بل الذي يظهر أنه تأخر عن زمانهم فإن الرواة عنه هم من كانت جل روايتهم عن التابعين
لذا فأنا في شك من سماعه من أبي هريرة ولا نعرف له تاريخ ميلاد حتى نعرف ما إذا كان معاصراً لأبي هريرة أو غير معاصر
لذا أجدني مضطراً للحكم على هذا السند بعدم ثبوت الإتصال
غير أن الطبراني أخرج له شاهداً قوياً في معجمه الكبير من حديث سلمة بن نفيل (7/ 52 برقم 6358) _ وهذه الإحالة من السقاف _
وهذا لفظ الخبر ((قال سلمة بن نفيل دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كادت ركبتاي تمسان فخده فقلت يا رسول الله تركت الخيل وألقي السلاح وزعم أقوام أن لا قتال فقال كذبوا الآن جاء القتال لا تزال من أمتي أمة قائمة على الحق ظاهرة على الناس يزيغ الله قلوب قوم قاتلوهم لينالوا منهم وقال وهو مول ظهره إلى اليمن إني أجد نفس الرحمن من ههنا ولقد أوحى إلي مكفوت غير ملبث وتتبعوني أفنادا والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها))
قلت سياق الخبر يبين لنا معنى ((نفس الرحمن)) وهو الفرج ومثله حديث ((من نفس عن مؤمن كربة من كربات الدنيا نفس الله عنه كربة من كربات يوم القيامة))
رواه مسلم (2699)
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق والتي بها يتم حفظ الدين
وتركنا للتأويل لا يعني أننا لا نعتبر السياق في فهم الخبر ولا نعتبر النصوص الأخرى المعينة على فهم الخبر
ولم أجد عالماً سلفياً ذكر هذا الخبر في أخبار الصفات
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 08:32 م]ـ
وذكر ابن الجوزي حديث الأطيط في في ص 266 وأعله بمحمد بن إسحاق ويعقوب بن عتبة
فأضاف السقاف عدة علل
حيث الخبر بوهب بن جرير حيث قال ((وهذا إسنادٌ معلول لما يأتي
قال فيه ابن حبان ((كان يخطيء وكان عفان يتكلم فيه وغمزه أحمد وعرض فيه مع أنه من رجال الستة))
انظر رحمني الله وإياك إلى هذا الكلام الساقط فقد اكتفى بنقل كلام الجارحين وهذا اجتزاء ولا نستغربه من السقاف إذ أن الشيء من معدنه لا يستغرب
وهب بن جرير روى عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني
وقال العجلي بصري ثقة
قال سليمان بن داود القزاز قلت لأحمد أريد البصرة عمن اكتب قال عن وهب بن جرير وأبي عامر العقدي وقال عثمان أحب إلي منهما وهب صالح الحديث
وقال بن سعد مات سنة ست ومائتين قلت وقال كان ثقة
وأما كلام أحمد وعفان فيه فكان من أجل روايته عن شعبة خاصة
قال أحمد ما روى وهب قط عن شعبة ولكن كان وهب صاحب سنة حدث زعموا عن شعبة بنحو أربعة آلاف حديث
قال عفان هذه أحاديث عبد الرحمن الرصاصي شيخ سمع من شعبة كثيرا ثم وقع إلى مصر وقال وهب بن جرير كتب لي أبي إلى شعبة فكتب أبي إليه فسأله
قلت وهذا لا يقدح فيه فإذا كان أرسل عن شعبة فقد أرسل الكثير من العلماء فهذا هشام بن حسان أرسل عن الحسن وغيره كثير غير أن البخاري أثبت سماع وهب من شعبة في تاريخه
فيكون الكلام على رواية وهب عن شعبة بالذات لا على روايته بصفة عامة كما أوهم السقاف
وقال أحمد بن منصور الرمادي تذاكرت أنا وابن وارة أيما أثبت وهب أو أبو النضر فقال هو أبو النضر وقلت أنا وهب
وأما كلام ابن حبان فلا يسقط حديث وهب مع توثيق بقية الأئمة له وقد وصف العلماء حديث عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد بالخطأ بل ضعفه جمع كما ذكرته في الإسعاف من إغاثة السقاف
ومع ذلك هو ثقة عند السقاف!!!!!!!!!! كما في الإغاثة _ ص11_
وهذا تناقضٌ قبيح من هذا الجهول
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 11:28 م]ـ
ثم أعل السقاف حديث الأطيط بجرير بن حازم حيث قال في نفس الصفحة ((له أوهام واختلط))
قلت لا يضر اختلاطه لأنه لم يحدث في حال اختلاطه
قال الحافظ في تهذيب التهذيب ((وقال أحمد بن سنان عن بن مهدي جرير بن حازم اختلط وكان له أولاد أصحاب حديث فلما احسوا ذلك منه حجبوه فلم يسمع أحد منه في حال اختلاطه شيئا))
وأما أوهامه فلا تسقط حديثه فقد احتج به أصحاب الصحاح
ولعل أوهامه فيما يرويه عن قتادة
قال الحافظ في تهذيب التهذيب ((وقال عبد الله بن أحمد سألت بن معين عنه فقال ليس به بأس فقلت إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير فقال ليس بشيء هو عن قتادة ضعيف))
وقال بن عدي وقد حدث عنه أيوب السختياني والليث بن سعد وله أحاديث كثيرة عن مشائخه وهو مستقيم الحديث صالح فيه إلا روايته عن قتادة فإنه يروي عنه أشياء لا يرويها غيره
ولعل بقية أوهامه فيما روى عنه أهل مصر
قال الحافظ في تهذيب التهذيب ((وقال الأزدي جرير صدوق خرج عنه بمصر أحاديث مقلوبة ولم يكن بالحافظ حمل رشدين وغيره عنه مناكير))
ونقل أيضاً عن أحمد أنه قال ((جرير بن حازم حدث بالوهم بمصر ولم يكن يحفظ))
وهذا الحديث ليس من أحاديثه عن قتادة ولا مما يرويه عنه أهل مصر
وقال الحافظ ((قال علي عن بن مهدي جرير بن حازم أثبت عندي من قرة بن خالد))
وقال عثمان الدارمي عن بن معين ثقة
وقال العجلي بصري ثقة
وقال النسائي ليس به بأس
وقال أبو حاتم صدوق صالح
وكان شعبة يقول ما رأيت أحفظ من رجلين جرير بن حازم وهشام الدستوائي
قلت من هذا تعلم تسرع السقاف في اعلاله لهذا الخبر بجرير بن حازم
¥