قال عبدالرحمن الفقيه
حياك الله أخي الكريم الفاضل هيثم ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى ويرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح
قد يجاب والله تعالى أعلم عما ذكره الحافظين الذهبي وابن حجر في نقلهم قول البخاري (في حديثه أو اسناده نظر) في التراجم التي أوردتها على أنها لاتدل في الأصل على ضعف الراوي المذكور وانما يذكرونها لأغراض
والذي يجعلنا نقول هذا أنهم صرحوا بذلك في كتبهم
فقد قال الإمام الذهبي في الميزان (1/ 279) (قال البخاري (في اسناده نظر فيما يرويه) وقال أيضا في الضعفاء (في اسناده نظر) قلت (اي الذهبي) هذه عبارته يريد أن الحديث الذي روى عن أويس في الإسناد الي أويس نظر) انتهى مختصرا
وقد قال نحوه ابن حجر في التهذيب في ترجمة أوس حيث قال (1/ 194 طبع الرسالة) (وقول البخاري في اسناده نظر ويختلفون فيه إنما قاله عقب حديث رواه له في التاريخ من رواية عمرو بن مالك النكري والنكري ضعيف عنده) انتهى
وبالنسبة للذهبي في الميزان فهو يذكر كل من تكلم فيه بضعف وان كان عنده ثقة كما هو معلوم فلعل ذكره للراوي في الميزان وتعقيبه بكلام البخاري بناء على ذكر بعضهم كابن عدي والعقيلى ونحوهم له في الضعفاء ونقلهم لكلام البخاري فيه
فدل هذا على أن هذا الذي فهموه من قول البخاري
ولكن لاشك ان قول البخاري (في حديه نظر أو في اسناده نظر) قد يفهم منها ضعف الراوي المذكور هذا الكلام في ترجمته فقد يذكرونه من هذا الباب كما ذكرهم غيرهم ممن تقدمهم والله أعلم
وبالنسبة للتراجم التي ذكرتها
أولا: الكلام على (اسماعيل بن نشيط العامري
ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 375) (إسماعيل بن نشيط العامري سمع شهر بن حوشب وجميلا سمع منه أبو نعيم ويونس بن بكير قال لي عبيد حدثنا يونس سمع إسماعيل عن جميل بن عامر أن سالما حدثه سمع من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يوم غد يرخم من كنت مولاه فعلى مولاه قال أبو عبد الله في إسناده نظر)
فالظاهر والله أعلم أن البخاري يقصد ضعف السند في هذا الحديث لأن في اسناد الحديث (جميل بن عامر) قال الذهبي في الميزان (1/ 424) (جميل بن عمارة وقيل جميل بن عامر عن سالم قال البخاري (في التاريخ الكبير (2/ 216) (فيه نظر) روى عنه اسماعيل بن نشيط) انتهى
ولكن لما كان اسماعيل بن نشيط متكلما فيه فقد ينصرف قوله عليهم جميعا عندما قال في اسناده نظر ولعل هذا الذي دفع الحفاظ الى ذكر كلام البخاري في الراوي
وقد ذكره ابن عدي في الكامل (1/ 314)
ثانيا: وعبيدالله بن عكراش قال عنه الذهبي في الميزان (3/ 13) (عبيدالله بن عكراش الذي يروى عنه العلاء بن الفضل فيه جهالة وقال ابن حبان منكر الحديث وقال البخاري (في اسناده نظر) وقال أبو حاتم مجهول 00)
فالذي في التاريخ الكبير للبخاري في ترجمة عبيدالله بن عكراش (5/ 394) قال (عبيدالله بن عكراش بن ذؤيب عن أبيه روى عنه العلاء بن الفضل (لايثبت)) ولم يقل في اسناده نظر وكذلك قال البخاري في الضعفاء الصغير (215) (عبيدالله بن عكراش بن ذؤيب عن أبيه روى عنه العلاء بن الفضل (لايثبت حديثه))
ولكن العقيلي في الضعفاء (3/ 125) قال (عبيد الله بن عكراش بن ذؤيب حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال عبيد الله بن عكراش بن ذؤيب في إسناده نظر وهذا الحديث حدثناه إبراهيم بن محمد قال حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي شبويه قال حدثنا عبيد الله بن عكراش عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأنطلق بي أم سلمة فقال هل من طعام فأتتنا بحفنة كثيرة الثريد والوذم فأقبلنا نأكل منها ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ومضمض ومسح يبل بكفيه وجهه وذراعيه ورأسه وقال يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار) انهى كلام العقيلي
وهذه الرواية عند العقيلي تختلف عما في كتب البخاري وقد يكون رواها بالمعنى والذي يدل على ذلك قوله بعد ذكر كلام البخاري (وهذا الحديث000ثم ساقه) فكأنه فهم أن البخاري يتكلم على اسناد الحديث ولذلك ساقه ومما يدل على ذلك أن أن عباس العنبري اتهم العلاء بن الفضل بوضع هذا الحديث كما ذكر ابن حجر في التهذيب (7/ 37)
وهذا الراوي ذكره ابن عدي والعقيلي في الضعفاء
¥