تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما مدى صحة حديث "ليس في الخضراوات صدقة"]

ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[21 - 04 - 06, 08:53 م]ـ

السلام عليكم

قال الترمذي:"ليس يصح في هذا الباب شيء" .... لكن مع الأسف ليست كتبي بين يدي الآن كي أوثق ... لكن هل فعلا لم يصح في هذا الباب شيء ........... و جزاكم الله خيرا.

ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 03:56 ص]ـ

اعلم عافاك الله أن قول الإمام المتقدم " ليس يصح في الباب شيء" ونحوها من العبارات القواعد الجوامع، الأصل أنه على ماقال، إلا يعارض بقول إمام من الأئمة المتقدمين ممن هو في مرتبته في الحفظ والجلالة والدراية بالعلل، ولا عبرة بقول من يتعقبه من المتاخرين فإني رأيت كل من تعقب المتقدمين ما جاء بما يشفي الغليل بمخالفتهم، بل اعتبروا أسانيد تأخرت ظنا منهم أنها صالحة للتعقب، وهي في الحقيقة معلولة لا تنهض للإحتجاج بها، وإنما أتوا من قبل عدم اهتبارعم التفرد في الأسانيد والله أعلم.

ـ[أبو السها]ــــــــ[22 - 05 - 08, 09:07 م]ـ

في " إرواء الغليل للألباني رحمه الله (3/ 276 - 279)

- (روى موسى بن طلحة: أن معاذا لم يأخذ من الخضراوات صدقة). ص 190 صحيح. رواه ابن أبي شيبة (4/ 19) عن وكيع عن عمرو بن عثمان عن موسى بن طلحة أن معاذا لما قدم اليمن لم يأخذ الزكاة إلا في الحنطة والشعير والتمر والزبيب. ورجاله ثقات لو لا أنه منقطع بين موسى ومعاذ. لكن أخرجه الدارقطني (201) والحاكم (1/ 401) وعنه البيهقي (4/ 128 - 129) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن عمرو بن عثمان عن موسى بن طلحة قال: (عندنا كتاب معاذ عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه إنما أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر ". وقال الحاكم: " هذا حديث قد احتجا بجميع رواته، وموسى بن طلحة تابعي كبير، لا ينكر أن يدرك أيام معاذ ". ووافقه الذهبي فقال: " على شرطهما ". وقد تعقبه صاحب التنقيح بالانقطاع الذي أشرنا إليه فقال: " قال أبو زرعة موسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمر مرسل، ومعاذ توفي في خلافة عمر، فرواية موسى بن طلحة عنه أولى بالإرسال ". ذكره في " نصب الراية " (2/ 386) وأقول: لا وجه عندي لإعلال هذا السند بالإرسال، لإن موسى إنما يرويه عن كتاب معاذ، ويصرح بأنه كان عنده فهي رواية من طريق الوجادة وهي حجة على الراجح من أقوال علماء أصول الحديث، ولا قائل باشتراط اللقاء مع صاحب الكتاب. وإنما يشترط الثقة بالكتاب وأنه غير مدخول. فإذا كان موسى ثقة ويقول: " عندنا كتاب معاذ " بذلك، فهي وجادة من أقوى الوجادات لقرب العهد بصاحب الكتاب. واللة أعلم. ويشهد له ما روى أبو حنيفة ثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى ومعاذ بن جبل حين بعثهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن يعلمان الناس أمر دينهم: " لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير، والحنطة، والزبيب، والتمر "أخرجه الدارقطني والحاكم وقال: " إسناد صحيح ". ووافقه الذهبي. وأقره الزيلعي في " نصب الراية " (2/ 389)، إلا أنه قال: " قال الشيخ في " الإمام ": وهذا غير صريح في الرفع ". قلت: لكنه ظاهر في ذلك إن لم يكن مريحا، فإن الحديث لا يحتمل، إلا أحد أمرين، إما أن يكون من قوله (صلى الله عليه وسلم) أو من قول أبي موسى ومعاذ، والثاني ممنوع، لأنه لا يعقل أن يخاطب الصحابيان به النبي (صلى الله عليه وسلم) والقول بأنهما خاطبا به أصحابهما يبطله أن ذلك إنما قيل في زمن بعث النبي (صلى الله وسلم) إياهما إلى اليمن، فتعين أنه هو الذي خاطبهم بذلك، وثبت أنه مرفوع قطعا. ومما يؤيد أن أصل الحديث مرفوع أن أبا عبيد أخرجه في " الأموال " (1174 و 1175) من طرق عن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب - مولى آل طلحة - قال: سمعت موسى بن طلحة يقول: " أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن أن يأخذ الدقة من الحنطة والشعير والنخل، والعنب ". وهذا سند صحيح مرسل، وهو صريح في الرفع، ولا يضر إرساله لأمرين: الأول: أنه صح موصولا عن معاذ كما تقدم من رواية ابن مهدي عن سفيان عن عمرو بن عثمان. الثاني: أن عبد الله بن الوليد العدني - وهو ثقة - رواه عن سفيان به وزاد فيه: " قال: بعث الحجاج بموسى بن المغيرة على الخضر والسواد، فأراد أن خذ من الخضر الرطاب والبقول، فقال موسى بن طلحة عندنا كتاب معاذ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه أمره أن يأخذ من الحنطة والشعير والتمر والزبيب. قال: فكتب إلى الحجاج في ذلك، فقال: صدق. رواه البيهقي (4/ 129). ثم روى من طريق عطاء بن السائب قال: " أراد موسى بن المغيرة أن يأخذ من خضر أرض موسى بن طلحة فقال له موسى بن طلحة: أنه ليس في الخضر شئ. ورواه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: فكتبوا بذلك إلى الحجاج، فكتب الحجاج أن موسى بن طلحة أعلم من موسى ابن المغيرة ". ومن هذا الوجه عزاه في (المنتقى) (4/ 29) للأثرم في سننه، ثم قال: " وهو من أقوى المراسيل، لاحتجاج من أرسله به). قلت: فلولا أن الحديث صحيح عند موسى بن طلحة لما احتج به إن شاء الله تعالى. وللحديث طرق أخرى متصلة ومرسلة، وقد اقتصرت هنا على أقواها، فمن أراد الإطلاع على سائرها فليراجع " نصب الراية " و " التلخيص "، و " نيل الأوطار " للشوكاني، وقد ذهب فيه إلى تقوية الحديث بطرقه ونقله عن للبيهقي وهو الحق.

.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير