ـ[ساري عرابي]ــــــــ[04 - 12 - 03, 03:56 ص]ـ
الكذب من الأخلاق المذمومة المستقبحة عند العرب أصلاً قبل الإسلام، و من عرف عنه الكذب منهم -ولو مرة- يعير بذلك، ويعد ذلك منقصة في حقه ... هذا مع ما عرف عن العرب عن إتيانهم كثير من قبائح الذنوب والاخلاق كالزنا وشرب الخمر ... أما الكذب فلا!
فإذا كان هذا حال العرب في الجاهلية فما بالكم بالصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
والدليل على ذلك ما جاء في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس: (ان أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجاراً بالشام في المدة التي كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مادّ فيها أبا سفيان وكفّار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟!
فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسباً. فقال أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره. ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت عنه ............................. ).
قال ابن حجر رحمه الله: (قوله: "فوالله لولا الحياء من أن يأثروا" أن ينقلوا علي الكذب لكذبت عليه وللأصيلي عنه أي الإخبار بحاله، وفيه دليل أنهم كانوا يستقبحون الكذب إما بالأخذ عن الشرع السابق أو بالعرف. وفي قوله يأثروا دون قوله يكذبوا دليل على أنه كان واثقاً منهم بعدم التكذيب أن لو كذب لاشتراكهم معه في عداوة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لكنه ترك ذلك استحياء وأنفة من أن يتحدثوا بذلك بعد أن يرجعوا فيصير عند سامعي ذلك كاذباً. وفي رواية ابن إسحاق التصريح بذلك ولفظه "فوالله لو قد كذبت ما ردوا علي، ولكني كنت امرءاً سيداً أتكرم عن الكذب، وعلمت أن أيسر ما في ذلك إن أنا كذبته أن يحفظا ذلك عني ثم يتحدثوا به، فلم أكذبه") أ. هـ
وقال الإمام النووي -رحمه الله- (قوله: "لولا مخافة أن يؤثر علي الكذب لكذبت" معناه: لولا خفت أن رفقتي ينقلون عني الكذب إلى قومي ويتحدثونه في بلادي لكذبت عليه لبغضي إياه، ومحبتي نقصه، وفي هذا بيان ان الكذب قبيح في الجاهلية كما هو قبيح في الإسلام .. ) أ. هـ
أقول: والكذب قبيح في الجاهلية لأنه ضد الشجاعة، والشجاعة مفخرة العرب، وميدان منافستهم.
والكذب صفة المنافقين المهتزين المذبذبين الذين لا يملكون موقفاً ولا كلمة، فيستروا ضعفهم وجبنهم بالكذب، وينسجوا علاقاتهم بالكذب وتعدد الوجوه ...
أما الشجاع فلا يعرف الا الصراحة والوضوح والصدق ... وهذا جلي في مآثر العرب الجاهليين ...
فلما جاء الإسلام، كان الصحابة قد تشربوا هذا الخلق الحميد، ثم تعزز بإسلامهم ... ومواقفهم تشهد لشجاعتهم وخالص صدقهم، وتجردهم من كل ما يخدش الصدق والقوة والشجاعة ...
فإن كان الصحابة غير معصومين، والخطأ منهم وارد، فإن الكذب لا يصدر عنهم أبداً، وهم اجدر واولى بخلق الصدق من الجاهليين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 12 - 03, 03:13 م]ـ
#مكانة الصحابة تمنع من كتابة مثل هذا الكلام بغض النظر عن كونه صحيحاً أم لا# (الإشراف)
ـ[راجي خير الله]ــــــــ[05 - 12 - 03, 06:14 م]ـ
أخونا الفاضل محمد الأمين الشيخ و الناقل بارك الله فيهما يدافعون عن الصحابة الكرام و يدفعون عنهم الشبه .... فلاداعي لهذة الحساسية .... فهو لم يتحدث عن الفتنة بل تحدث عن اثبات عدالتهم .... وقد كان موضوعا رائعا جدا ..... رضي الله عنهم أجمعين ... وجزاك الله خيرا.