[سلسلة تفسير علل الأحاديث المعللة عند المتقدمين التي خفيت عللها على المتأخرين]
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[19 - 08 - 06, 02:01 م]ـ
الحمد لله المتفضّل بأنواع النعم على عباده والصلاة والسلام على محمد رسوله الهادي وعلى آله, وارض اللهم على اصحابه واتباعه
أما بعد: فهذا تفسير العلل الخفية لأحاديث معلولة عند الأئمة الحفاظ المتقدمين لم يتمعّن فيها المتأخرون من أهل الحديث فنفوا عللها وحكموا على ظواهر أسانيدها بقواعد الإصطلاح الحديثية المطردة عند المتأخرين فأصبح كلام هؤلاء الأئمة الحفاظ خطأ عندهم وربما إستدركوا عليهم بأمور بديهية عندهم.
وشرطي في هذا البحث: أن أذكر الأحاديث المعللة بعلل خفية عند المتقدمين ولم يدركها المتأخرون.
إعتمدت في تعيين الفاصل بين المتقدم والمتأخر على تعيين الذهبي حيث قال في الميزان: .... والحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر هو رأس سنة ثلاث مائة ....
وسوف يكون كلام المتأخرين بين قوسين مربعين هكذا [ ..... ]
معذرتا:
تلاحظون أن عرضي للمواضيع بطئ لأن هذه السلسلة من الأحاديث مسودتا عندي, وليس لي باع وسرعة في الكتابة على الكمبيوتر, ولا املك الأنترنت, بالإضافة الى مشاغل الدنيا وقلة الوقت ...... ولهذا فربما تقع الأخطاء والبطء في عرض المواضيع فمن وجد خطأ فينقد ويقوّم برفق , ولا تنسوني من دعاءكم بصلاح الباطن, بظهر الغيب لا على صفحات المنتدى.
مقدمات تذكيرية:
1 - العلة غلط خفي في متن الحديث أو سنده , يدركه أو يحس به المحدث الجهبذ الناقد.
2 - قد تقصر عبارة الامام عن التعبير عن العلة في وقت ما ويتيسر له الإفصاح عنها في وقت آخر
3 - غالبا يعبر الحفاظ عن العلة بعبارة قصيرة جدا وربما على غير إصطلاح المتأخرين فتفهم على غير مقصدهم
4 - المتقدمون أعرف الناس بالعلل حتى يصار الى تقليدهم وذلك لعدة أسباب منها:
- قصر السلسلة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم لقربهم من عهده- الحفاظ الذين كانوا تدور عليهم الأحاديث كانوا شيوخهم أو شيوخ شيوخهم- كانوا يملى عليهم الأحاديث ويكتبون ولا يعتمدون على النساخ –كانوا يعتمدون على السماع ولا يعتمدون على الإجازات وغيرها –يكثرون من الحفظ والتكرار للأحاديث والمدارسة كما يفعلون بالقرآن ................ الخ
الحديث الأوّلعن أبي إسحاق سمعت ناجية بن كعب الأسدي عن علي قال لما توفي أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن عمك الضال قد هلك قال فانطلق فواره فقلت ما أنا بمواريه قال فمن يواريه انطلق فواره ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني فانطلقت فواريته فأمرني أن أغتسل ثم دعا لي بدعوات ولا يسرني بها ما على الأرض من شيء. رواه أحمد والنسائي وابو داود وغيرهم
صححه ناصر السنة الشيخ الألباني رحمه الله ومن قبله ابن التركماني والضياء في المختارة وغيرهم ونفوا العلل التي أعل بها الأئمة الحفاظ هذا الحديث كالبخاري وابن المديني وأحمد والبيهقي وغيرهم رحمهم الله تعالى. وقد إستوعب كلام النافين لعلل هذا الحديث من المتأخرين وزاد عنه, درة مصر الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني حفظه الله للأمة الإسلامية وأهل السنة.
وسوف تكون خطة البحث في نقطتين:
1 - إثبات العلل التي أعل بها المتقدمون هذا الحديث.
2 - الحكم على الحديث بما يقتضيه الميزان الحديثي عند المتقدمين.
إثبات العلل التي أعل بها المتقدمون هذا الحديث
قال الشيخ أبو إسحاق حفظه الله ورعاه في جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب ص240 بعد أن ساق هذا الحديث كشاهد لحديث ابي هريرة رضي الله عنه في وجوب الغسل من تغسيل الميت:
[ ....... قلت: وهذا سند صحيح إن شاء الله تعالى. وقد أعلوا الحديث بعدة علل:
الأولى: ان ناجية بن كعب مجهول. قاله ابن المديني. وقال فيه البيهقي: (لم تثبت عدالته عند صاحبي الصحيح). وذمّه الجوزجاني.
الثانية: ان أبا إسحاق السبيعي كان مدلسا, وهو مع ذلك مختلط
الثالثة: ان ابا إسحاق تفرد بالحديث]
تعليق:
العلة الثانية لم يعلل بها أحد من المتقدمبن لهذا الحديث , إلاّ ظنا ظنه الشيخ الألباني رحمه الله من كلام البيهقي في تضعيفه للحديث فقال في ارواء الغليل- (ج 3 / ص 136): {ولعل وجه ضعفه عند البيهقي أنه من رواية أبي اسحاق وهو السبيعي وكان اختلط، والجواب عليها ...... }.
¥