تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والبيهقي لم يعلل الحديث بهذه العلة, إنما علله بالعلة الأولى والثالثة متبعا لابن المديني والبخاري والإمام أحمد ويعقوب ابن شيبة وغيرهم, رحم الله الجميع.

[قلت: ولا تثبت علة واحدة من هذه العلل, وماهي بعلل, وبيانه من وجوه].

تعليق:

نفي وجود هذه العلل بهذه السهولة بعد أن اثبتها الأئمة النقاد المتقدمون الذين بينهم وبين طبقة ناجية المعلل به هذا الحديث أقل من مائة سنة غير مسلّم به, وعلى كل فسوف نبين ان شاء منزع الحفاظ في اثباتهم للعلة الأولى والثالثة, ونعرض عن العلة الثانية لأنه لم يعلل بها الحديث كما أسلفنا.

إثبات العلة الأولى في الحديث:

قال الشيخ الحويني حفظه الله ردا على ابن المديني ومن معه ونفيا للعلة الأولى:

[الأوّل: ان ناجية بن كعب ليس بمجهول, كما قال ابن المديني رحمه الله تعالى:فإنما ساقه الى هذا القول تصوره انه لم يرو عنه غير ابي اسحاق السبيعي, وليس كذلك فقد روى عنه ايضا: ابوحسان الإعرج, ووائل بن داود, وابو السفر الهمداني , ويونس بن ابي اسحاق .... ]

تعليق:

أنما ساق الشيخ ابو إسحاق لهذا القول تصوره أن ناجية هذا واحد, بينما هم أثنين على الأقل وقع بينهم خلط وتلفيق بين رواتهم ونسبتهم الى واحد هو ناجية بن كعب راوي هذا الحديث, وطبعا السبب هو اتباع المتأخرين مثل الذهبي او المزي او ابن التركماني ممن جعلهما واحد.

ولكن أئمة النقد المتقدمين لهم رأي آخر:

فقد فرّق بينهما فترجم لهما منفصلين كل من احمد بن حنبل (الأسامي والكنى رواية ابنه صالح) , وعلي بن المديني (العلل) والبخاري (التاريخ الكبير) , ومسلم الطبقات (قاله ابن حجر في التهذيب) , وتبعهم الكثير من بعدهم ...

قال ابن حجر في التهذيب- في ترجمة ناجية بن كعب- بعد أن ساق الخلاف: { .... فيلخص من اقوال هؤلاء الائمة ان الراوي عن عمار حديث التيمم هو ناجية بن خفاف العنزي وهو الذي روى عن ابن مسعود، وعنه أبواسحاق وابنه يونس بن ابي اسحاق وغيرهما. وأما ناجية بن كعب الاسدي فهو الراوي عن علي بن ابي طالب فقد قال ابن المديني ايضا: لا اعلم احدا روى عنه غير ابي اسحاق، وهو مجهول. وقد فرق البخاري وابن ابي حاتم ومسلم في الطبقات وغير واحد بين ناجية بن كعب الاسدي وبين ناجية بن خفاف العنزي، والله تعالى أعلم}. انتهى كلامه

تعليق:

تلخيص ابن حجر يحتاج الى تحرير وتعديل, لأن ملخص كلام الأئمه النقاد المتقدمين بنتظم كالآتي:

1 - أنّهم فرقوا بين ناجية بن كعب الأسدي وناجية بن خفاف العنزي, منهم الإمام أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وتلميذه البخاري ثم تلميذه مسلم ومن تبعهم.

وقال البخاري- في التاريخ الكبير ترجمة 2364: {ناجية بن كعب الأسدي أخو سلمى بنت كعب يعد في الكوفيين عن على وعبد الله روى عنه أبو إسحاق وأبو حسان الأعرج.

وقال في الترجمة 2365: وناجية بن خفاف أبو خفاف العنزي يعد في الكوفيين}.اهـ

وقال علي ابن المديني - في كتابه العلل- عند تعليله لحديث عمار في التيمم من رواية سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق الهمداني عن ناجية بن كعب عن عمار بن ياسر حيث قال: {هذا الحديث غلط في قول سفيان: ناجية بن كعب, انما هو ناجية ابن خفاف العنزي. قال علي: وناجية بن كعب اسدي .... }.اهـ

أما ذكر ابن حجر لابن ابي حاتم في من فرق بينهما فكلام يحتاج الى تحرير, لأن أبن ابي حاتم كلامه متداخل فجمع بينهما, وفرق من جهة اخرى:

فقال ابن ابي حاتم في الجمع بينهما (الجرح والتعديل ترجمة 2223): {ناجية بن كعب العنزي اخو سلمى بنت كعب أبو خفاف روى عن على وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود روى عنه أبو اسحاق وابو حسان الاعرج ويونس بن ابى اسحاق سمعت ابى يقول ذلك ....... }

تعليق: وهذا خطأ عند احمد وابن المديني والبخاري ومن تبعهم , فالصحيح عندهم أن أخا سلمى هو ناجية بن كعب ليس بعنزي انما هو أسدي لأن سلمى اخته أسدية, وكذلك لم تثبت كنيته بابي خفاف عندهم انما هذه كنية العنزي.

ثم قال ابن ابي حاتم في التفريق بينهما بعد ذلك مباشرة في الترجمة 2224: ناجية بن خفاف روى عن ...... روى عنه وائل بن داود.اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير