*وأزيد رواية أخرى لم يذكرها أحد تنسب الى جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
وإليك تخريج لهذه الروايات كلها, وقد قدمت رواية ابن عمر رضي الله عنه, لعلاقتها بالأعمش:
1 - رواية ابن عمر:
أخرجه السراج في مسنده (1/ 23 / 2) والبيهقي (1/ 431) من طرق عن حفص بن عبد الله: حدثني إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر أَنّه قال: المؤذّن يغفر له مدّ صوته، ويُصدّقه كل رطب ويابس. قال وسمعته يقول إن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم- قال: {الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهمّ أرشد الأئمّة، واغفر للمؤذّنين}.
2 - سهل بن سعد الساعدي:
أخرج ابن ماجة (السنن981) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة , حدثنا سعيد بن سليمان , حدثنا عبد الحميد بن سليمان, أخو فليح , حدثنا أبو حازم قال: كان سهل بن سعد الساعدي يقدم فتيان قومه يصلون بهم , فقيل له: تفعل ولك من القدم مالك , قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: {الإمام ضامن , فإن أحسن فله ولهم , وإن أساء , يعني , فعليه ولا عليهم}.
3 - أَبو أمامة:
أخرج أحمد (المسند22593) قال: حدّثنا زيد بن الحُباب، أخبرني حسين يعني ابن واقد، حدّثني أبو غالب, أنه سمع أبا أمامة يقول: قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم: {الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن}.
4 - واثلة:
أخرج الطبراني (الكبير ج 17 / ص 52) قال: حدثنا عبيد العجل ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني قالا ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا يزيد بن هارون ح , وحدثنا أحمد بن زهير التستري ثنا بن كرامة ثنا عبيد الله بن موسى, كلاهما عن عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بني أمية عن جناح مولى الوليد عن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم اغفر للمؤذنين واهد الأئمة
5 - وأ بي محذورة:
معجم الطبراني الكبير (ج 7 / ص 142): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي والحسين بن إسحاق التستري قالا ثنا يحيى الحماني ثنا إبراهيم بن أبي محذورة عن أبيه عن جده عن أبي محذورة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المؤذنون أمناء المسلمين على فطرهم وسحورهم}.
6 - الحسن البصري مرسلا:
اخرجها البيهقي بسنده الى علىّ بن المدِينِى: حدثنا محمد بن أبى عَدِىٍّ أخبرنا يونس عن الحسن ذكر عن النبِى صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الامام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الائمة، وغفر للمؤذنين}. أو قال: {غفر الله للائمّة، وأرشد المؤذنين} , شك ابن أبى عدى.
7 - جابر بن عبدالله:
أخرجها الدارقطنى (ج 3 / ص359 - 1240): حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أبو حاتم الرازِى حدثنا الحميدِى حدثنا موسى بن شيبة عن محمد بن كليب عن ابن جابر بن عبدالله عن جابر وهو ابن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الإِمام ضامن فما صنع فاصنعوا}.
أقوال المتقدمين والمتأخرين
أ- أقوال المتقدمين: ذهبوا مذهب الترجيح فأعلوا بعض طرق الحديث بالاخرى لإعتبارات سوف تكون موضع الدراسة.
قال أبو عيسى الترمذي (ترتيب علل الترمذي الكبير ج 1 / ص 65): " سمعت محمد بن إسماعيل- يعني البخاري- يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح من حديث أبي هريرة في هذا الباب. وسألت أبا زرعة فقال حديث أبي هريرة أصح عندي من حديث عائشة. وذكر عن علي بن المديني قال لا يصح حديث عائشة ولا حديث أبي هريرة, وكأنه رأى أصح شيء في هذا الباب عن الحسن، عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلا ".اهـ
ملخص أقوال المتقدمين:
1 - رأي البخاري ان رواية ابي هريرة رضي الله عنه التي جاءت من طريق الأعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة , معلولة. لأن:
- الأعمش لم يسمع من أبي صالح.
- ودلس الحديث
- وإضطرب في نسبة الحديث الى شيخه وشيخ شيخه (ابو صالح, وابوهريرة).
- وأما رواية عائشة فهي الأقرب لسلامة الاسناد عند البخاري , لأنها: متصلة السند وخالية من الإضطراب. رغم انه في رايي يضعفها, لتفرد نافع وجهالة حال محمد ابن ابي صالح, والدليل على ذلك عدم ايرادها في صحيحه, والله اعلم.
وتبع البخاري في هذا القول: البيهقي (السنن 3/ 127) , وابن رجب (فتح الباري ج3/ 318) , وابن حجر (الدراية في تخريج احاديث الهداية ج1 / ص173) واقتصر على وصفه بالإضطراب. مع ملاحظة سكوت بعضهم على رواية عائشة.
¥