" أخبرنا أبو الحسن: محمد بن الحسين العلوىّ إملاء, أخبرنا أبوحامد بن الشّرقى, حدثنا أحمد بن حفص, وعبد الله بن محمد الفراء, وقطن بن إبراهيم, قالوا:
حدثنا حفص بن عبد الله حدثنى إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر أنه قال: المؤذّن يغفر له مَدّ صوته، ويصدقه كلّ رطب ويابس.
قال وسمعته يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهمّ أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين» هكذا رواه إبراهيم بن طهمان". انتهى كلام البيهقي (السنن الكبرى:1/ 431).
الصيغة الثانية المنفردة المسندة:
رواها أبو العباس السراج (مسنده:1/ 41) حيث قال:
حدثنا محمد بن عقيل ثنا حفص ..
وحدثنا أحمد بن حفص بن عبدالله قال: حدثني أبي - حفص بن عبدالله- قال: حدثني إبراهيم بن طهمان ثنا سليمان الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الإمام ضمان والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة وأغفر للمؤذنين ".
وكذا رواها الضياء في المختارة من طريقه
التعليق:
1 - كلا الصيغتين جاءت من طريق حفص بن عبدالله عن ابن طهمان عن الأعمش ........
2 - قصد البيهقي بقوله "هكذا رواه إبراهيم بن طهمان" ان ابن طهمان لم يذكر سند الحديث الثاني" الأمام ضامن ... "
أنما قال ابن طهمان: " وسمعته " أي الأعمش " يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الإمام ضامن .... " - فيصبح قول النبي صلى الله عليه وسلم من مرسل الأعمش- أدرجه ابن طهمان تعليقا منه على الحديث الأول.
أي تصبح الصيغة الأولى التي أوردها البيهقي كالتالي: ......... حدثنا حفص بن عبد الله حدثنى إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر أنه قال: " المؤذّن يغفر له مَدّ صوته، ويصدقه كلّ رطب ويابس".
قال- اي ابن طهمان - وسمعته - اي الأعمش- يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإمام ضامن .............. ».
3 - ظن حفص - الراوي عن ابن طهمان - أو بعض الرواة عن حفص, ان قول ابن طهمان "وسمعته يقول .. " هو من سماع ابن عمر للنبي, فجعل الحديث الثاني "الأمام ضامن ... " وصلا للأول" المؤذّن يغفر له مَدّ صوته ..... ".
ثم حولوا ظنهم الى تطبيق عملي, فأصبحوا يروون الحديث الثاني المرسل من الاعمش ملفقا له سند الحديث الأول.
فتصبح الصيغة الثانية التي اوردها السراج وغيره, تصرف من الراوي حفص بن عبدالله الراوي عن ابن طهمان, أو من الرواة الذين أخذوا عن حفص.
الدليل على خطأ الصيغة الثانية أي من ألزق سند الحديث الأول بالحديث الثاني:
والدليل على هذا التعليل هو: أن الذين رووا الحديث الأول " المؤذّن يغفر له مَدّ صوته ..... " عن الأعمش من الثقات الأثبات الذين هم أحفظ من ابن طهمان وأكثر عددا, لم يذكروا معه الشطر الثاني " الإمام ضامن .... " وهم:
........ عمار بن رُزَيْق عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يغفر للمؤذّن مَدّ صوته، ويشهد له كلّ رطب ويابس سمع صوته ". أخرجه أحمد (المسند2/ 136 برقم 6201).
......... زائدة عن الأعمش عن رجل عن ابن عمر عن النبىّ صلى الله عليه وسلم, قال: " يغفر الله للمؤذن منتهى أذانه ويستغفر له كلّ رطب ويابس سمع صوته". أخرجه أحمد (المسند2/ 136 برقم 6202).
...... عبد الله بن بشر عن الأعمش عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المؤذن يغفر له مد صوته ويشد له كل رطب ويابس ". رواه الطبراني (المعجم الكبير12/ 399).
أي ان ابن طهمان هو الذي تفرد بالشطر الثاني دون: عمار بن رُزَيق, وزائدة, وعبد الله بن بشر, وغيرهم.
ولكن من يعصب بهذا الخطأ؟ هل هو الشيخ ابن طهمان, أو حفص تلميذه, او الرواة عن حفص؟
فالإجابة تكون كالآتي:
ابن طهمان لم يخطأ, ولكن هو سبب خطأ من فوقه من الرواة:
فقلنا هو السبب لأنه كان من طبع ابن طهمان أنه يعقب بكلامه على الحديث بعد روايته دون فصل, ولايبين ذلك, فيظن المستمع أن ما أدرجه من تعليقاته الكلامية صلة لهذا للحديث.
¥