اما اذا كان ابن الشرقي يملي بنفسه على تلاميذه فان الطالب - ومنهم محمد العلوي- يقول "حدثنا " كما جاء عند البيهقي (شعب الإيمان ج 21 / ص 198): حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين .. العلوي رحمه الله إملاء قال: نا- أي حدثنا- أبو حامد بن الشرقي، إملاء علينا من حفظه، نا محمد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا سفيان .. عن منصور، وسليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك»
فطريقة التحمل الأولى لا تدل الا على ان الحديث اخذ من كتاب ابن الشرقي. عكس طريقة التحمل الثانية التي تعتمد على الإملاء من طرف الشيخ-ابن الشرقي- فيتطرق اليها احتمال انه يروي من حفظه
على الطلبة فيخطأ, او من كتابه متصرفا فيه بالتقطيع حسب فهمه.
ب*- اما صيغة السراج فهو لا تطابق كتاب حفص لأنها:
جاءت تحديثا حيث قال السراج: حدثنا محمد بن عقيل ثنا حفص، وحدثنا أحمد بن حفص بن عبدالله قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان ..................
فمحمد بن عقيل واحمد بن حفص بلغا الحديث الى السراج ومن معه تحديثا والتحديث قد يكون من حفظهما او من الكتاب, مثل ما جاء في حديث عند البيهقي (السنن الكبرى للبيهقي: 1/ 272):حدثنا أبو الحسن العلوي، حدثنا أبو حامد بن الشرقي، حدثنا محمد بن عقيل، من كتابه، ومن حفظه، حدثنا حفص بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما يخاف أحدكم إذا رفع رأسه من السجود قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار»
ولكن يرد اعتراض وهو لماذا لانقول في اتفاق محمد بن عقيل مع احمد بن حفص مثل قولنا في اتفاق الرواة الثلاث في صيغة البيهقي؟
فالجواب ان الإتفاق على تقطيع الشطر الثاني - صيغة السراج- امر وارد جدا تدفع اليه النفس بقوة لأن:
1 - تقطيع الأحاديث منتشر في ذلك الوقت
2 - الشطر الأخير المدرج " الإمام ضامن ...... " يظهر كشطر منفصل في المعنى فيسهل اجتزاءه وروايته كحديث منفصل طبعا بتلفيق سند الشطر الأول.
3 - الصيغة الأولى التي تحتوي على الجزء المدرج, خداعة تظهر الشطرين كحديث بسند واحد.
ولهذا بعض المتقدمين وكل المتأخرين والمعاصرين انخدعوا بالصيغة الأولى ولم يتنبهوا للإدراج فيها فيستدلون بها على انها حديث واحد فيسهل تلفيق سند الشطر الأول للشطر الثاني المدرج.
عكس الأدماج بين حديثين- الشطرين- لهما نفس السند لم يستعمله احد ولم ينتشر قديما او حديثا. بل يستعملون في الإدماج بين حديثين لهما نفس السند لفظة " وبه" او "وبإسناده" .... او غيرهما من الألفاظ التي تدل على ان الشطرين حديثين منفصلين. وهذا حتى لا يظن احد ان صيغة البيهقي هي ادماج من ابن طهمان او الأعمش بين حديثين لهما نفس السند.
النتيجة:
الأعمش لم يظطرب ويروي الحديث عن مجاهد عن ابن عمر. وانما هذا خطأ وقع فيه الراوي عن ابن طهمان راوية الأعمش, وهو حفص او من الرواة عنه.
وانما توجد رواية واحدة للأعمش عن رجل عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعليها يدور هذا الحديث.
ولعل هذا يكفي وننتقل الى الحديث عن رواية سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه.
يتبع ..................
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:02 م]ـ
السلام عليكم
نواصل ان شاء الله مع طلب منكم المشاركة وتصحيح الأخطاء اي كانت, لتنقيح هذه البحوث التي طالت عليها السنوات.
ثالثا: دراسة طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
ان حل مشكل هذه الرواية اللغز للوصول الى علتها يحتاج الى اعادة تحليلها ثم تركيبها بطريقة متناسقة فنسأل الله المعونة, فنقول:
1 - جاءت رواية سهيل عن ابيه - ابي صالح – عن ابي هريرة من خمسة طرق منها الصحيحة وهي:
* ... عبد العزيز الداروردي ....... رواها عنه قتيبة بن سعيد كما اخرجها أحمد (المسند 9418) وغيره. ولم يذكر الدارقطني في علله رواية الداروردي هذه مع من رواها عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة ...... وهي الأشهر عن الداروردي من الرواية التي ادخل فيها الأعمش الآتية في التخريج الثاني.
¥