تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3_ لم يبين لنا كيف اثبت رواية الأعمش لهذا الحديث عن سهيل, مع انها لم ترد عند احد ولم نجدها في ديوان او جزء حسب علمنا, الا اذا كان استنتاج بالقرائن على ان الرجل الذي عماه الأعمش هو سهيل. لاكن ماهي القرائن الدالة على ذلك لكي يقبل قوله, لم نتوصل اليها ولذلك يبقى حكم الطرح لتعليله. ويبقى رأي ابن المديني وتلميذه البخاري هو المعتمد للأدلة والقرائن الملزمة بقبوله حتما.

فما هي هذه الأدلة؟

ادلة ابن المديني والبخاري ومن تبعهما على رد رواية سهيل الى الأعمش:

القرائن التي تثبت ان سهيلا سمع هذا الحديث من الأعمش ولم يسمعه مباشرة من ابيه هي:

1_ ان الذين اثبتوا رواية سهيل عن الأعمش ستة رواة:

اربعة متفق على دقة نقلهم وامانتهم هم: محمد بن جعفر بن أبي كثير القارئ، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم، وروح بن القاسم.

وواحد مقبول الحديث عند الجميع رغم تعدد اخطاءه وهو الدراوردي.

وآخر ضعفه الجمهور وقبله بعض الحفاظ هو عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني.

وكلهم مدنيون مشهورون بطلب العلم ومصاحبة العلماء والحرص على الحديث.

2_ ان الذين رووا رواية سهيل عن ابيه لا يرقون الى مصاف الرواة الماضيين

فمحمد بن عمار هو احسنهم حالا بحيث وثق.

اما الداروردي لايستبعد خطأه كما قال ابن المديني, خاصة ان روايته الماضيه تبين انه تناقض وحدث غير قتيبة على الصحة.

وعبد الرحمان بن إسحاق متوسط لا يحتج به اذا انفرد, نفاه اهل المدينة الى البصرة لقدريته وتوفي بها.

وإبراهيم بن محمد متهم مطروح بالإتفاق لم يرو عنه الا الشافعي وليم على ذلك فقيل ندم.

قال أحمد بن حنبل: لا يكتب حديثه ترك الناس حديثه كان يروي أحاديث منكرة لا أصل لها وكان يأخذ أحاديث الناس يضعها في كتبه.

مع العلم ان المتقدمين لم ينفوا صحة هذه الرواية وان سهيلا ارسلها عن ابيه, وانما نفوا سماعها من ابيه. وسيأتي توضيح هذا المعنى في مناقشة قضية التدليس عند سهيل.

3_ كيف يترك سهيل نسبة الحديث مباشرة لأبيه وهو محدث المدينة الذي يفتخر به الكل وهذا يزيده شرفا وفخرا, ثم يعدل عن ذلك ويرويه عن ابيه بواسطة الأعمش.

4_ أيروي سهيل لأهل المدينة كابن ابي حازم والداروردي ..... وغيرهما هذا الحديث عن اهل الكوفة موطن الفتن والكذب.!!! والحديث حديث بلدهم, والشيخ ابوصالح شيخهم وبلديهم, الذي يرتضونه ويجلونه, واهل المدينة معرفون بإستنكافهم عن الحديث الكوفي الا اذا اضطروا لذلك فإنهم ينتقون الثقات منهم. اذا سهيل اظطر لذلك لأنه لم يسمعه من ابيه.

5_ كيف رواة المدينة الستة الماضيين يروون الحديث عن سهيل عن الأعمش فيدخلوا كوفي بين الراوي وابنه ويزيدوا السند طولا, اللهم الا اذا لم يصح عندهم سماع شيخهم سهيل من ابيه لهذا الحديث فيظطروا لإدخال الأعمش.

6_ لو سمع سهيل هذا الحديث من ابيه للقفه مالك ومصنفي المدينة ووضعوه في كتبهم رواة المدينة وانتشر عندهم كما انتشرت الأحاديث الأخرى بهذا السند.

أقوال المتأخرين ورأيهم في هذا الحديث:

رأي المتأخرين كالضياء والشوكاني والتركماني وغيرهم .... ان رواية سهيل عن الأعمش, او عن ابيه, صحيحتان فالجمع اولى من طرح احدهما ما داما وردا بطرق صحيحة .....

وقد عبر عن هذا الجمع واحاط به الشيخ الألباني رحمه الله (إرواء الغليل: 1/ 230) فقال الشيخ:

[ .... سهيل بن أبى صالح عن أبيه به.

وهذا إسناد صحيح عل شرط مسلم , في التلخيص: " قال ابن عبد الهادي: أخرج مسلم بهذا الاسناد نحوا من أربعة عشر حديثا "

قد أعله البيهقي تبعا لغيره بالانقطاع فقال: " قال الامام أحمد: وهذا الحديث لم يسمعه سهيل من أبيه إنما سمعه من الأعمش.

ثم اخرج من طريق محمد بن جعفر والطبراني في " الصغير " (ص 123) من طريق روح بن القاسم والطحاوي عنهما كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن الأعمش عن أبي صالح به.

قلت: وليس في هذه الرواية ما ينفي ان يكون سهيل قد سمع الحديث من أبيه فإنه ثقة كثير الرواية عن أبيه لاسيما وهو لم يعرف بالتدليس فروايته عنه حمولة على الاتصال كما هو مقرر في الأصول.

ولا مانع من أن يكون سمعه من الأعمش عن أبيه ثم عن أبيه مباشرة شأنه في ذلك شأن الأعمش في روايته عن أبي صالح]

التعليق:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير