ومنه تظهر رواية ابي اسحاق عن ابي صالح لهذا الحديث الأول خطأ, وانما هي عن ابي اسحاق عن الأغر.
فيبقى حديث واحد صح من رواية ابي اسحاق عن ابي صالح, مع افتراض عدم خطأ موسى بن داود, وهو حديثنا " الإمام ضامن ....... "
تدليس ابي اسحاق عن الأعمش:
وهذه الرواية وردت عن ابي اسحاق عن ابي صالح عنعنتا, اذا فلما لايكون هذا الحديث رواه ابو اسحاق عن صاحبه الأعمش ودلسه, او عن الرجل المجهول الذي دلسه الأعمش. وخاصة ان ابا اسحاق أخذ عدة احاديث عن الأعمش وثبت التدليس في احدها وهو: ما رواه عبدالله بن احمد في المسند:
حدثني أبي ثنا عفان ثنا شعبة قال أبو إسحاق أخبرني عن عبد الرحمن بن يزيد قال قلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب السمت والهدى برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه قال ما أعلم أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جدار بيته من بن أم عبد ولم نسمع هذا من عبد الرحمن بن يزيد لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن بن أم عبد من أقربهم إلى الله عز وجل وسيلة"
وعلق الشيخ شعيب الأرنؤوط: "إسناده صحيح على شرط الشيخين" (مسند أحمد: حديث 23398)
تعليق:
تدليس ذكي من ابي اسحاق للأعمش, ولكن شعبة تلميذ ابي اسحاق وخبيره بين موضع تدليس ابي اسحاق:
فقال البزار: حدثنا محمد بن المثنى قال حَدَّثَنَا محمد بن جعفر قال حَدَّثَنَا شعبة عن أبي إسحاق عن سليمان يعني الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن بن أم عبد أقربهم إلى الله وسيلة. (مسند البزار: 1817). وكذلك عند احمد في فضائل الصحابة (1498)
ولهذا اورد احمد هذا الحديث في كتابه العلل (العلل4713).اشارة منه الى هذه العلة الخفية.
فابو اسحاق دلس الأعمش في هذا الحديث, وكذلك يفعل الأعمش يسمع احاديث من ابي اسحاق ثم يرويها بإسقاطه, فافسدا عدة احاديث بذلك, وصدق مغيرة: "ما أفسد أحد حديث الكوفة إلا أبو إسحاق, وسليمان الاعمش" (العلل لاحمد: 1/ 55، 147).
نتيجة:
هذا الحديث لا يصلح للمتابعة لأنه قد يعود الى الأعمش او الرجل المجهول الذى روى عنه الأعمش, وذلك لأن:
_ موسى بن داود قد يكون اخطأ فنسب الحديث لأبي اسحاق بدل الأعمش كما اضطرب في احاديث اخرى.
_ ابواسحاق السبيعي جليس الأعمش, فقد يكون ابواسحاق سمعه من الشيخ الذي دلسه الأعمش, او سمعه من الأعمش نفسه ودلسه.
ولا داعي ان نذكر بان الحديث يصح بالمتابعة اذا جاءك من هاهنا وهاهنا – اي اختلاف البلدان- ولو ضعفت طرقه فاذا كان مصدره واحد هو الكوفة بل من نفس المسجد او من المجلس فلا يعتد بها لإحتمال اخذ بعضهم عن بعض.
عش مع الرواة كأنك معهم في ترحالهم واقامتهم, وتصور احوالهم وتصرفاتهم اذا اردت فهم دقائق العلل, وإلا فلا تشم رائحتها, والا كفاك المتقدمون العناء ...
يتبع: مناقشة طريق محمد بن جحادة عن أبي صالح عن أبي هريرة .......
ان شاء الله
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[20 - 09 - 07, 12:33 م]ـ
السلام عليكم أواصل ولا أحد معين إلا الله:
خامسا– مناقشة طريق محمد بن جحادة عن أبي صالح عن أبي هريرة:
قال الطبراني: حدثنا يعقوب بن مجاهد ثنا المنذر بن الوليد عن أبيه عن الحسن بن ابي جعفر عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الإمام .... " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا الحسن بن أبي جعفر، تفرد به المنذر بن الوليد الجارودي عن أبيه. (المعجم الأوسط: 9/ 183, رقم 9486)
تعليق:
1 - هذه الطريق لم يعتبرها المتقدمون والدليل على ذلك عدم ايرادها في دووانهم المنتقاة.
2 - قول الطبراني: " ..... تفرد به المنذر بن الوليد الجارودي عن أبيه" يستدرك عليه:
فقد رواه الشيخ ابن عدي: انا بن أبي سويد ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا الحسن بن أبي جعفر (الكامل في ضعفاء الرجال: 3/ 354).
ولا تسأل عن مسلم بن ابراهيم في الحفظ والإتقان.
وبالتالي لم يتفرد بها المنذر عن ابيه عن الحسن كما قال الطبراني, ومنه هذه الطريق صحيحة الى الحسن بن أبي جعفر الذي تفرد بها عن ابن جحادة. ولهذا قال ابن عدي: " وهذا الحديث لا يرويه عن بن جحادة الا بن أبي جعفر".
فتبتعد التهمة عن المنذر وابيه, ويرمى بها ملفوفة عن الحسن بن أبي جعفر.
سبب عدم اعتبار هذه الطريق عند المتقدمين:
¥