هو الحسن بن أبي جعفر- أبو سعيد الازدي- الذي تفرد بها وهو كثير الأخطاء والأوهام, ولهذا:
قال فيه: عمرو بن علي: "صدوق منكر الحديث, كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه"
وقال أحمد: "ليس بشيء"
وقال البخاري: "منكر الحديث"
وقال الترمذي: "ضعفه يحيى بن سعيد وغيره"
وقال النسائي: "ضعيف وقال في موضع آخر متروك, ...... "
قال الساجي: "منكر الحديث"
وقال علي بن المديني: "كان الحسن يهم في الحديث وقال أيضا ضعيف ضعيف"
وقال العجلي: "ضعيف الحديث"
وقال أبو داود: "لم يكن يجيد العقدة" وقال في موضع آخر "ضعيف لا اكتب حديثه"
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: "ليس بقوي في الحديث وكان شيخا وفي بعض حديثه انكار", وقال عن أبي زرعة "ليس بالقوي في الحديث" وكذا قال الدارقطني.
وقال ابن حبان: "من خيار عباد الله ..... ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظه فإذا حدث وهم وقلب الاسانيد وهو لا يعلم حتى صار ممن لا يحتج به وان كان فاضلا ".
قال أبو أحمد بن عدي: "وللحسن بن أبي جعفر أحاديث صالحة، وهو يروي الغرائب، وخاصة عن محمد بن جحادة، له عنه نسخة كبيرة، يروي بها المنذر بن الوليد الجارودي، عن أبيه، عنه .... " (الكمال في أسماء الرجال ترجمة 1211).
واهون الأقوال فيه ما جاء في الكمال ايضا (6/ 76): "وقال أبو بكر بن أبى الاسود: " كنت أسمع الاصناف من خالي عبد الرحمان بن مهدي، وكان في أصل كتابه قوم قد ترك حديثهم، منهم: الحسن بن أبي جعفر ..... ، ثم أتيته بعد ذلك بأشهر فأخرج إلي كتاب الرقاق، فحدثني عن الحسن بن أبى جعفر، فقلت: يا خال أليس كنت قد ضربت على حديثه وتركته؟ قال: بلى، تفكرت فيه إذا كان يوم القيامة، قام فتعلق بي فقال: يا رب سل عبد الرحمان بن مهدي، فيم أسقط عدالتي؟ فرأيت أن أحدث عنه، وما كان لي حجة عند ربي".
تعليق:
ابن مهدي ضعّف الحسن ولم يعدله كما فهمه البعض من قوله الماضي, انما كان ابن مهدي يجله لتقواه وزهده, فتحرج من اسقاط حديثه, فكتب عنه في الرقائق وهي امرها اهون, ولم يكن لابن مهدي حجة عند الله في رواية احاديث الحسن بعد ظهور نكارتها, الا مخافة ان يكون آذى وليا لله فيتعلق به يوم القيامة, لا ان ابن مهدي ليس له حجة في نكارة احاديثه واوهامها, فهي مفروشة لا تحصى كثرة, فافهم.
اذا فالحسن متروك الحديث بالإتفاق لكثرة اوهامه ونكارة احاديثه.
وسبب شدة ضعف الحسن بن ابي جعفر رغم انه كان من الزاهدين والمتعبدين المجابي الدعوة في الأوقات, ثلاثة امور هي:
1_ عدم اعتناءه بالحديث وتمييز صحيحه من مزيفه, لإشتغاله بالعبادة كما قال ابن حبان في قوله الماضي: " ... ولكنه ممن غفل عن صناعته الحديث وحفظه واشتغل بالعبادة عنها "
2_ ضعف حفظه كما مر عن ابن عدي قوله: "ولعل هذه الاحاديث التي أنكرت عليه توهمها توهما، أو شبه عليه فغلط"
3_ عدم كتابته بنفسه واعتماده على وسائط دون مراجعتهم: قال الخليلي (كتاب المعرفة والتاريخ 2/ 133): " .... سمعت سليمان بن حرب قال كنت أجلس إلى مبارك بن فضالة يوم الجمعة يحدثنا وأكتب وكان الحسن بن أبي جعفر الجفري يجلس إليه وكان يقول لي يا غلام انظر ما تكتب من مبارك بن فضالة فأجمعه وأكتبه لي قال فكنت أجمع ما يحدث في الجمع فأكتبه وأحمله إليه".
وهذا كله ادى الى خطأ احاديثه وغرابتها.
مؤشرات خطأ الحسن بن ابي جعفر في هذه الطريق:
الحسن أخطأ في هذا الطريق ومؤشرات خطأه أن محمد بن جحادة لم تثبت روايته عن ابي صالح ذكوان السمان فضلا عن السماع منه, ولم يقل احد من المتقدمين انه روى عنه وانما تحدثوا في روايته عن ابي صالح باذام - او باذان- الكوفي المفسر صاحب الكلبي, او عن ابي صالح ميزان البصرى:
فقد قال ابن ابي حاتم: "محمد بن جحادة .... روى عن ابى صالح باذان .... " (الجرح والتعديل: 1227).
وقال ابن حبان بعد ان ساق من طريق محمد بن جحادة عن أبي صالح قال رأى أبو هريرة رجلا قد خرج من المسجد وقد أذن المؤذن فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ..... " أبو صالح هذا من أهل البصرة اسمه ميزان ثقة " (صحيح ابن حبان: ح 2062).
وكذا قال بعد ان ساق حديث ابن عباس في زائرات القبور (صحيح ابن حبان: ح 3179).
وقال البخاري: "محمد بن جحادة الكوفي عن الحسن والحكم وطلحة بن مصرف ...... سمع أبا صالح بعد ما كبر ... " (التاريخ الكبير 113)
¥