فالمصري روى عن محمد بن أبى صالح (الثقات: 9/ 206) , وهو صاحب حديثنا.
والقرشي يروى عن عبد الرحمن بن مهران (الثقات: 7/ 532).
والمدني يروي عن يعقوب بن سعد بن أبى وقاص (الثقات: 5/ 553).
الحجة لكل واحد من المتقدمين:
_ حجة ابي حاتم لمكّية نافع هي: الرواة عن نافع الذين نسبوه الى مكة مثل:
ابن لهيعة, كما جاء عند الطبراني: "حدثنا موسى، نا كامل، حدثني ابن لهيعة، نا نافع بن سليمان المكي، عن يحيى بن سليم، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " منتظر الصلاة بعد الصلاة .......... " (الأوسط: 8/ 118 رقم 8144).
ومثله قول سعيد بن ابى ايوب كما مر عن البخاري.
_ والحجة للبخاري انه مدني, لأن نافعا يروي عن المدنيين فقط مثل عبدالرحمن بن مهران ويعقوب بن سعد, فلو كان غير مدني لروى عن اهل موطنه غير المدنيين.
_ والحجة لابن حبان في اثبات مصريته هي ان الرواة عنه هم المصريون فقط, كحيوة بن شريح, وسعيد بن ابى ايوب, وابن لهيعة, ونافع بن يزيد.
اما اثبات مكية الراوي الأخر فمثل الحجة لابي حاتم.
اما اثبات مدنية الراوي الثالث فمثل الحجة للبخاري.
التعليق:
1_ لم ادرك سببا لمن جعلهما مكي ومدني, كابن حبان, لأن عبدالرحمن بن مهران الذي روى عنه نافعا المنسوب الى مكة, ويعقوب بن سعد الذي روى عنه نافعا المنسوب الى المدينة: كلاهما مدني, وطبقتهما متساوية اومتقاربة, فالأول يروي عن مولاه ابي هريرة, والثاني عن ابيه سعد بن ابي وقاص, والرواة عن هذين النافعين مصريون متساوون في الطبقة كذلك فما هو اساس التفريق.؟
فلو قلنا: ان نافعا بن سليمان المدني هو المكي. ونسبه ابن ابي حاتم الى مكة استنادا الى اصله القرشي المكي. ونسبه البخاري الى المدينة استنادا الى الإقامة لأنه يروي عن اهل المدينة, لكان اصوب.
2_ اما من نسب نافعا الراوي عن محمد بن ابي صالح الى مصر, وهو ابن حبان كذلك, فلم ادرك سببا لذلك ايضا, الا ان يكون محمد متأخرا عن طبقة يعقوب بن سعد وعبدالرحمن بن مهران وهو حق, ولكن يفسد هذا المسلك ان الرواة عن نافع الذي ينسب الى مصر ونافع الآخر, هم من نفس الطبقة وكلهم مصريون وهم: حيوة بن شريح, وسعيد بن ابى ايوب, وابن لهيعة, ونافع بن يزيد. وقد نسبه حيوة بن شريح وابن لهيعة وسعيد بأنه مكي.
اذا يمكن ان نقول انهم واحد وخاصة ان طبقة محمد بن ابي صالح تلي طبقة سعد وعبدالرحمن فيمكن الإشتراك في الرواية عنهما.
لكن هنا يرد اشكال وهو: اذا كان نافع بن سليمان مدني كما قال البخاري او مكي كما قال ابوحاتم, فلماذا روى عنه المصريون فقط ولم تشتهر روايته في بلده المدينة او مكة مع ثقته, فهنا احتمال:
ان اصله قرشي وموطنه المدينة ثم انتقل الى مصر مبكرا فاخذ عنه المصريون لأن روايته عن يعقوب بن سعد وعبدالرحمن تدل على قدمه في المدينة والله اعلم.
صحة رواية نافع بن سليمان
اعلم ان هذا الراوي لم اجد من جرحه, فقد وثقه بن معين (الجرح والتعديل 8/ 458)
وجعله ابن حبان في كتابه "الثقات" وصحح حديثه, وهذا لايتناسب مع جعله مصري متفردا بمدني دون اهل المدينة.
وسكت البخاري عنه في تاريخه, ومع جعل روايته اصح سندا يدل على رفع حديثه لدرجة القبول,
واقل تعديل له وجدته في قول ابي حاتم (الجرح والتعديل 8/ 458) انه "صدوق" اي يكتب حديثه وينظر فيه, وهذا لا ينافي قوله الآخر (العلل 1/ 81): " ليس بالقوي" لأنه اطلق هذا الحكم الأخير مقارنة مع الأعمش.
ولكن تكمن ضعف روايته هذه بسبب انه تفرد بنسبتها الى محمد بن ابي صالح, وفي محمد كلام يأتي.
التكلم عن محمد بن ابي صالح: ان الحديث عن محمد بن ابي صالح يمر عبر الحديث عن ابيه, هل هو ابو صالح السمان الواقع في رواية الأعمش الماضية, او هو ابو صالح آخر:
قال ابن عدي: "حدثنا محمد بن علي ثنا عثمان بن سعيد قلت ليحيى بن معين: فنافع بن سليمان كيف حديثه قال: ثقة, قلت: يروي عن محمد بن أبي صالح ما حاله, قال: لا أعرفه.
¥