ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 07:45 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد
فمن باب النصح وإحقاق الحق فقط، أقول للأخ محمد فوزي:
أخي الفاضل عندما أنكرتُ على الأخ أبي شعبة أنكرتُ عليه أسلوبه وليس معنى ذلك أنك لم تخطئ في صياغتك للتخريج
واسمح لي بتعقيبات على كلامك تبين دفاعك عن الخطأ بأمور أظنك نفسك لا تعمل بها في مجال التحقيق
أولا: قولك: لكن ينبغي اثبات مرسوم المرجع ... هذا التخريج الصحيح, وغير ذلك خطأ تساهل فيه اصحاب التخاريجهل بالفعل هذا هو منهجك أم هو الجدل الذي نهينا عنه؟
يا أخي لقد ذكرت رواية الحميدي وأحمد وابن خزيمة تحت عنوان: سفيان بن عيينة.
مع أنه عند الثلاثة: سفيان بغير تعيين!
فلماذا عينته ابتداء بابن عيينة مخالفا لقولك ينبغي اثبات مرسوم المرجع طالما أنك ترى أن هذا التخريج الصحيح أم أنك أخطأت خطأ من النوع الذي سميتهخطأ تساهل فيه اصحاب التخاريجفتكون خرجت من خطأ في التخريج إلى خطأ في التقعيد.
ولا تقل إنما عينته لمعرفتي أنه ابن عيينة؛ لأن هذا سينقض كلامك من أصله، بجانب أنه ينطبق فقط على رواية الحميدي، دون رواية أحمد وابن خزيمة التي تعلم الآن كغيرك أن سفيان فيها هو الثوري
ثانيا: قولك: فمثلا العيني شارح البخاري: اذا وجد تلميذا لسفيان الثوري وابن عيينة ووجد الحديث عندهما عن شيخ لهما كالأعمش فان الاحتمال لا يرتفع عنهما الأثنين ..
فقال في تعقيبه على ابن حجر "بعد أن نقل كلامه عن حديث قال فيه سفيان هنا الثوري لإختصاص ابا نعيم بالثوري:
" قلت: بعد أن ثبتت رواية أبى نعيم عن ابن عيينة، فالاحتمال باقٍ، لا ترجيح لأحد الاحتمالين على الآخر بما ذكرههل العيني ممن يعتد بقوله في علم الحديث خاصة إذا كان مخالفه هو حافظ زمانه بل هو الحافظ مطلقا إذا ورد في كلام المتأخرين، أم هو نصرة القول بغض النظر من قال به، أخي اتباع الحق أولى، فإذا كان أصل بحثك للرد على المتأخرين في مخالفتهم للمتقدمين مع أنهم جميعا من أهل الحديث، فتنزل عنهم حتى تستشهد بكلام للعيني لترد به على إمام الحديث في عصره! إن هذا لشيء عجاب.
ثالثا: قولك: ولهذا تجده يقول في: حديث البخاري .... عبدالرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن محمد هو ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال جاءني النبي يعودني ليس ………
قال العيني: .... وعبدالرحمن هو ابن مهدي العنبري وسفيان هو ابن عيينة .... هل هذا كلام يؤخذ به أو يذكر للاعتماد أو حتى للاعتضاد؟!
وأم قولك بعد ذلك: ولا يفهم من كلامي اني ايده (أظنك تقصد: أؤيده) المهم هذا لا يدفع عنك اللوم وإلا فلماذا تذكره والمقام مقام حجاج علمي وليس مقام جدل بالغث والسمين.
رابعا: قولك: وجاء عند النسائي وغيره عن ابن مهدي عن سفيان مطلقا
قال النسائي: أخبرنا إسحاق بن منصور الكوسج المروزي قال ثنا عبدالرحمن يعني بن مهدي عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن حجاج الاسلمي قال قلت يا رسول الله ما يذهب عني مذمة الرضاع قال غرة عبد أو أمة ((السنن الكبرى للنسائي 5459))
فمن سفيان هنا؟ حسب القاعدة سوف يكون الثوريوهو بالفعل الثوري لا يجادل في ذلك أحد ممن عندهم ممارسة لعلم التخريج ومعرفة بالأسانيد.
وسوف أبين ذلك بالأدلة اليقينية بعد متابعة باقي كلامك.
فأنت تقول: لكن وجدنا اهل الحديث ينتقدون ابن عيينة انه اخطأ في هذا الحديث فالجمهور قالوا حجاج بن حجاج الأسلمي وابن عيينة يقول حجاج الأسلمي
قال الترمذي: ....... هكذا رواه يحيى بن سعيد القطان وحاتم بن إسماعيل وغير واحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن حجاج بن حجاج عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن حجاج بن أبي حجاج عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث ابن عيينة غير محفوظ والصحيح ما روى هؤلاء عن هشام بن عروة عن أبيه
سنن الترمذي "2172"فهل تعيد النظر فيما جاء عند الترمذي لتعرف الصواب فيه!
وأما خطأك في ادعاء أن سفيان المذكور عند النسائي هو ابن عيينة فأبينه من وجوه:
1 - يرد عليك فيه النسائي نفسه صاحب السنن الكبرى (وأهل مكة أدرى بشعابها) فلو رجعت بنظرك قليلا في السنن الكبرى قبل هذا الإسناد ستجد قول النسائي: خالفه سفيان بن سعيد
(5483) أخبرنا إسحاق بن منصور الكوسج المروزي قال ثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن حجاج الاسلمي قال.
ولا أظنك تعتقد أن اسم سفيان بن عيينة هو سفيان بن سعيد أو أنك تجهل أن اسم والد سفيان الثوري هو سعيد!!!
فمثالك مردود عليك وللأسف.
2 - قد روى الحديث الحميدي في مسنده عن ابن عيينة على الصواب والإسناد هناك هكذا:
(877) حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الحجاج الأسلمي عن أبيه قال قلت: يا رسول الله ما يذهب عني مذمة الرضاع قال الغرة العبد أو الأمة.
هكذا هو الإسناد عند الحميدي في النسخة التي معي وكذا في الشاملة القديمة والجديدة لكني وجدتُك نقلته هكذا: قال الحميدى قَال حدّثنا سفيان قَال حدّثنا هشام بن عروة عن أَبيه عن الحجّاج الأَسلمي قال قلت يا رسول الله ما يذهب عني مذمة الرضاع قال غرة عبد أو أمة" مسند الحميدِي 877وهذا آخر ما كنتُ أتوقعه أن تغير في الأسانيد عامدا وتحرّف النقل لنصرة قولك، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
يا أخي لم يكن هذا أبدا منهجنا في ملتقى أهل الحديث، بل ما زلنا نعتمد على نقل إخواننا من كتب المتون ولا نفتش وراءهم إحسانا منا للظن بجميع إخواننا الفضلاء المشاركين بهذا المنتدى الطيب المبارك
كنتُ أود متابعة النقد العلمي لكن إذا وصل الأمر إلى تغيير الأسانيد وتحريف النقول فأنا أنسحب فليس هذا بخلق لأصحاب الحديث.
وأنا مازلت أحسن الظن وأتمنى أن يكون الأمر مجرد اختلاف نسخ فأخبرني بالنسخة التي اعتمدتها في النقل وإلا ....
فأنا أعترف أني أخطأت بمشاركتي هنا ظانًّا أني سأصلح ذات البين، ولكن:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
¥