دراسة موسَّعة لحديث ابن مسعود: "إنها ركس"
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 08 - 06, 06:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد جرى قبل أيام نقاشٌ مع بعض الإخوة الفضلاء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79207) حول حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - في الاستنجاء بالأحجار، وأن النبي صلى الله عليه وسلَّم ردَّ الروثة لم يستنجِ بها، وقال: "إنها ركس".
ووعدتُ بتخريجٍ موسَّعٍ للحديث، وهذا أوان إنفاذ الوعد، بعد أن انتهيت اليوم من مراجعته وتنقيحه.
وهذا الحديث مما يفتق الذهن وينشّط الفكر في الترجيح بين أوجه الخلاف، والنظر في اختيارات الأئمة المتقدمين وترجيحاتهم وإعلالاتهم، ودليل كلٍّ.
وقد سبق للمشايخ أن ناقشوا الحديث وبعض أوجهه في الملتقى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2450) ، واستفدت من مشاركاتهم وإفاداتهم في هذه الدراسة، جزاهم الله خيرًا.
ومن عنَّت له ملاحظة، أو رأى خطأً، فالمرجوُّ منه والمؤمَّل والمطلوب أن يبديَهُ هاهنا وينبَّه عليه، واللهُ يكتب له الأجر ويثيبُه.
وسأضع البحث هنا على مراحل، لئلا يكثر الكلام في مشاركةٍ واحدة، فيُستطال، والله الموفق والمسدِّد والمعين.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 08 - 06, 06:25 م]ـ
أولاً: تخريج الحديث وسرد طُرُقِهِ:
قال البخاري في صحيحه (156): حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق قال: ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، أنه سمع عبد الله يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط، فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده، فأخذت روثة فأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: «هذا ركس».
أخرجه النسائي في الصغرى (1/ 39) والكبرى (1/ 73) عن أحمد بن سليمان، والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق يوسف بن موسى القطان وشعيب بن أيوب، والبيهقي في السنن (1/ 108) والخلافيات (2/ 89) من طريق محمد بن الهيثم، أربعتهم -أحمد بن سليمان ويوسف وشعيب وابن الهيثم- عن أبي نعيم به.
وأبو داود الطيالسي في مسنده (ص37) -وعنه أحمد (1/ 427) وعمرو بن علي الفلاس كما أخرجه عنه البزار (1646) -،
وأحمد (1/ 418) وابن أبي شيبة في مسنده (424) والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثلاثتهم -أحمد وابن أبي شيبة وحفيد يحيى القطان- عن يحيى بن آدم،
وابن ماجه (314) عن أبي بكر بن خلاد، وأبو يعلى (5127) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، والطحاوي (1/ 122) من طريق مسدد، والإسماعيلي في مستخرجه على البخاري- كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (2/ 570) -، والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق معاذ، أربعتهم -أبو بكر وابن أبي بكر ومسدد ومعاذ- عن يحيى بن سعيد القطان،
والبزار (1646) من طريق معاذ بن معاذ،
وابن المنذر في الأوسط (296) والبيهقي في السنن (1/ 108، 2/ 413) والخلافيات (2/ 89) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس،
وأبو يعلى (5336) من طريق الحسن بن موسى،
والطبراني في الكبير (9953) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، وعمرو بن خالد، وعمرو بن مرزوق،
والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق حفص بن عمر الطنافسي، وأبي حماد الحنفي،
الاثنا عشر راويًا رووه عن زهير بن معاوية بإسناد البخاري المتقدم، إلا أن:
1 - الطيالسيَّ في مسنده أسقط الأسود بن يزيد، فتعقبه أبو بشر يونس بن حبيب راوي المسند، قال: «أظن غير أبي داود يقول عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه»، ورواية أحمد والفلاس عن أبي داود على الصواب، وأبو داود يخطئ أحيانًا، فلعله حدَّث يونس بن حبيب بهذا على الخطأ، وحدَّث أحمدَ والفلاسَ على الصواب.
2 - الحسنَ بن موسى أسقط الأسود بالشك فقال: عن عبد الرحمن أُراه عن عبد الله، وكافة الرواة عن زهير على إثبات الأسود، فليس هذا الشك بمؤثر.
وأخرجه الطحاوي (1/ 122) والدارقطني في العلل (5/ 29) من طريق يزيد بن عطاء،
والطبراني في الكبير (9954) من طريق يحيى الحماني، وأخرجه الدارقطني في العلل (5/ 37) من طريق منجاب بن الحارث، كلاهما- يحيى ومنجاب- عن شريك به،
¥