ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 08 - 06, 10:06 م]ـ
- دراسة أسانيد طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق ومتابعاته عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه:
1 - رواه عن إسرائيل بهذا الإسناد جماعة ثقات وصدوقون، وفيهم سلمة بن رجاء، سبق بيان أن فيه كلامًا، وأنه ذو إغراب، وأنه قرن روايتين عن زكريا بن أبي زائدة وإسرائيل متفردًا عنهما مع عدم احتمال ذلك منه، إلا أن روايته هذه تمشّى لموافقته فيها الرواة المتكاثرين.
وقد خالفهم عباد بن ثابت القطواني وخالد العبدي، روياه - فيما ذكر الدارقطني معلَّقًا - عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة عن ابن مسعود، وعباد بن ثابت لم أجد له ترجمة، وخالد العبدي لم أتبينه، إلا إن كان ابن عبد الرحمن، أبا الهيثم العطار الكوفي، وهو مجهول، لكن الدارقطني ذكر أن أبا الهيثم هذا لم يروِ إلا حديثًا باطلاً عن سماك (انظر: تهذيب التهذيب: 3/ 90)، فالله أعلم. وحتى لو كان الراويان عن إسرائيل على هذا الوجه ثقتين، فروايتهما خطأ بلا إشكال، لمخالفتهما جماعة فيهم وكيع وحسين بن محمد وغيرهما من الثقات الأثبات الذين رووه عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه.
2 - متابعة سفيان إسرائيلَ جاءت من رواية زيد بن أخزم عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان عن أبي إسحاق به، وهذا وجهٌ عن أبي أحمد،
والوجه الآخر عنه: رواه أحمد بن سنان القطان عنه عن إسرائيل عن أبي إسحاق به،
ووجهٌ ثالث: رواه محمد بن عبد الملك بن زنجويه عنه عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
وزيد بن أخزم معدود في الثقات، ومثله ابن زنجويه، إلا أن مسلمة بن القاسم قال في ابن زنجويه: «ثقة كثير الخطأ» (تهذيب التهذيب: 9/ 280)، لكن أحمد بن سنان أوثق منهما وأحفظ، قال فيه ابن أبي حاتم: «إمام أهل زمانه»، وقال الدارقطني: «كان من الثقات الأثبات» (تهذيب التهذيب: 1/ 30)، فروايته أرجح من الروايتين الأخريين.
3 - متابعة يونس بن أبي إسحاق جاءت من ثلاث طرق:
إحداها: من طريق محمد بن عيسى المدائني عن الحسن بن قتيبة عن يونس، وقد أسند الخطيب بعقبها عن الدارقطني قوله: «الحسن بن قتيبة ومحمد بن عيسى ضعيفان» (تاريخ بغداد: 2/ 399)، وقد قرن الحسن بن قتيبة هنا أبا عبيدة بأبي الأحوص.
والثانية: من طريق رجاء بن سعيد عن محمد بن الحسن - لعله الشيباني صاحب أبي حنيفة - عن يونس، ولم أجد ترجمة لرجاء بن سعيد، وهو البزاز، ولم أجد راويًا عنه غير موسى بن علي بن موسى الختلي أبو عيسى، وثقه الخطيب. (تاريخ بغداد: 13/ 54)، وهذه الرواية من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة وحده - كرواية إسرائيل -.
والثالثة: من طريق هارون بن عمران عن يونس، وقد أفرد أبا الأحوص عن ابن مسعود، لم يذكر أبا عبيدة، وهارون بن عمران ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عليه، وذكره ابن حبان في ثقاته (الجرح والتعديل: 9/ 93، الثقات: 9/ 238)، ولم أجد راويًا عنه غير علي بن حرب الموصلي، وهو من الثقات (تهذيب التهذيب: 7/ 260)، وهذه الرواية من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص وحده عن ابن مسعود.
وكما يظهر، فإن أحد الرواة عن يونس رواه عنه عن أبيه أبي إسحاق عن أبي عبيدة وحده، والآخر عنه عن أبيه عن أبي عبيدة وأبي الأحوص، والثالث عنه عن أبيه عن أبي الأحوص وحده، قال الدارقطني: «واختُلف عن يونس بن أبي إسحاق في روايته لهذا الحديث عن أبيه، فقال هارون بن عمران عن يونس عن أبيه عن أبي عبيدة عن عبد الله، وقال الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن عبد الله، فأشبه أن يكون القولان عن يونس بن أبي إسحاق صحيحين» (العلل: 5/ 27)، ولعل الدارقطني نظر إلى توافق اثنين من الرواة - وفي رواياتهم لين - على ذكر أبي عبيدة، واثنين على ذكر أبي الأحوص، وكلهم يروونه عن يونس، فقوى رواياتهم ببعضها، وصحح الوجهين عن يونس، فيكون يونس إذن متابعًا لابنه إسرائيل عن أبي إسحاق في روايته عن أبي عبيدة عن ابن مسعود.
إلا أنه يبقى النظر في إدخاله أبا الأحوص متابعًا لأبي عبيدة، فإن إسرائيل لم يدخله عن أبي إسحاق، وهو أوثق فيه، فلعلَّ إدخالَهُ خطأ.
4 - ذكر الترمذي متابعة قيس بن الربيع لإسرائيل عن أبي إسحاق على هذا الوجه، ولم أجدها مسندةً، فالله أعلم.
¥