تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث (ارحلوا لصاحبيكم)]

ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:33 ص]ـ

في علل الدارقطني 9/ 281

وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة كان النبي صلى الله عليه و سلم بمر الظهران فأتي بطعام فدعا أبا بكر وعمر قالا إنا صائما فقال النبي صلى الله عليه و سلم ارحلوا لصاحبيكم اعملوا لصاحبيكم فقال يرويه الأوزاعي واختلف عنه فرواه الثوري عن الأوزاعي عن أبي سلمة عن أبي هريرة وخالفهم يحيى بن حمزة ويحيى البابلتي روياه عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة مرسلا وهو الصحيح ثننا المحاملي ثنا محمد بن يحيى بن سوطا الإسكافي ثنا عبدة بن عبد الله الصغار ثنا أبو داود الحفري ثنا سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثيرعن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمر الظهران فأتي بطعام فقال لأبي بكر وعمر ادنوا فكلا قالا إنا صائمان فقال اعملوا لصاحبيكم ارحلوا لصاحبيكم ادنوا فكلا فزاد المحاملي ولا أعلمه إلا قال ذهب المفطرون اليوم بالأجر قيل رواه عن الثوري غير أبي داود قال ليس في الدنيا إلا الحفري عمر بن سعد وكان من الثقات الصالحين

سؤالي: هل هذا يعني أن الدارقطني يريد أن الخطأ من سفيان!!!!

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:50 ص]ـ

بارك لله فيكم.

خالف سفيان في هذه الرواية:

1 - محمد بن شعيب بن شابور الشامي، أخرج روايته النسائي في الصغرى (4/ 178) والكبرى (2/ 101)، وقد سئل أبو داود عن محمد بن شعيب في الأوزاعي، فقال: "ثبت" (سؤالات الآجري: 2/ 204)،

2 - والوليد بن مسلم الشامي، أخرج روايته النسائي في الكبرى (2/ 101)، وقد قال مروان بن محمد الطاطري الشامي: "كان الوليد بن مسلم عالمًا بحديث الأوزاعي" (تهذيب الكمال:31/ 93)، ولعل علة تدليسه منزاحة هنا بمتابعاته،

3 - ويحيى بن حمزة الشامي،

4 - ويحيى بن عبد الله البابلتي الحراني، ذكر روايتيهما الدارقطني في العلل،

كلهم رووه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً،

وتابع الأوزاعيَّ عن يحيى على هذا الوجه: علي بن المبارك الهنائي، وهو وإن تُكُلِّم في روايته عن يحيى بن أبي كثير، إلا أن ابن معين قال: "ليس أحد فى يحيى بن أبي كثير مثل هشام الدستوائي والأوزاعي، وعلي بن المبارك بعد هؤلاء" (تاريخ ابن معين برواية الدوري: 4/ 180)، وقال ابن عدي: "وهو ثبت في يحيى بن أبي كثير، ومُقدَّم في يحيى" (الكامل: 5/ 181).

وربما كان كلام من تكلم في روايته عن يحيى لأجل أنه كان له كتابان عنه، أحدهما سماع والآخر عرض، إلا أن يحيى بن سعيد القطان قال: "كان لعلي بن المبارك كتابان: أحدهما سمعه والآخر لم يسمعه، فأما ما روينا نحن عنه فما سمع، وأما ما روى الكوفيون عنه فالكتاب الذي لم يسمع" (الكامل: 5/ 181)، والراوي عن علي بن المبارك هنا: عثمان بن عمر بن فارس، وهو بصري كالقطان، وقد أخرج البخاري ومسلم روايته عن علي بن المبارك، والمحصّل أن رواية علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير هنا قوية.

فأربعةٌ من الشاميين رووا عن الأوزاعي (وهو شامي أيضًا) الحديث عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً، ووافقه أحد المقدَّمين في يحيى على هذا الوجه، فهذا هو الراجح عن الأوزاعي، وهو ما رجحه النسائي، قال: "والصواب مرسلاً" (السنن الكبرى: 2/ 101)، والدارقطني في العلل - كما سبق -.

وأما الخطأ في رواية سفيان، فربما عُلّق بسفيان، لأنه كوفي، وخالف الأربعة الشاميين، ورواية الشاميين عن الأوزاعي أقوى من روايته لأن الأوزاعي شامي.

وربما عُلّق الخطأ بأبي داود الحفري، لتفرده عن سفيان بهذا الخبر، وكأن هذا تصرّف الأئمة، إذ أتبعوا إعلالهم الخبر بالتفرد، قال النسائي: "هذا خطأ، لا نعلم أن أحدًا تابع أبا داود على هذه الرواية"، وقال الدارقطني لما سئل بعد ترجيحه الإرسال: (رواه عن الثوري غير أبي داود؟) = قال: "ليس في الدنيا إلا الحفري"، وتابعهم البيهقي، فقال: " تفرد به أبو داود الحفري عن سفيان" (السنن: 4/ 246).

وأبو داود على أنه مقدَّم في سفيان في جماعة، إلا أن الأئمة أعلوا هذه الرواية بالتفرد، وهذا يدل على أن الإعلال بالتفرد يدور مع القرائن، وليس له قاعدة مطردة عند المتقدمين، انظر هنا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80113

وقد صحح الحديث الشيخ الألباني - رحمه الله - في الصحيحة (85) قال: "لأن الذي وصله وهو سفيان عن الأوزاعي ثقة، وزيادة الثقة مقبولة ما لم تكن منافية لمن هو أوثق منه"، وعلى التسليم بصحة رواية سفيان عنه، فالصواب في زيادة الثقة - كما هو منهج الأئمة النقاد - أنها دائرة مع القرائن، وقد دلت القرائن هنا على خطإ رواية سفيان، وسبق ذكر طرف من ذلك:

1 - فالرواة عن الأوزاعي على الوجه المرسل شاميون، والأوزاعي شامي، واتفاق البلد قرينة على الترجيح،

2 - منهم ثلاثة ثقات، والعدد قرينة أيضًا،

3 - وفيهم أثبات في الأوزاعي، والحفظ قرينة أيضًا، وسفيان وإن كان حافظًا، إلا أنه لم يذكر بمزيد تثبّتٍ في الأوزاعي،

4 - وقد وافق أحدُ المقدَّمين في يحيى بن أبي كثير الأوزاعيَّ على الوجه المرسل عن يحيى، ووجودُ متابعةٍ للشيخ المختَلَف عليه على أحد الأوجه دليلٌ على ترجيح الرواية عنه على الوجه الذي توبع عليه،

5 - ثم إن رواية أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي الجادّة المشهورة المسلوكة، وسلوك الجادة قرينة على الخطأ، ولعل سببَ هذا: وجودُ التفرد عن سفيان.

واتفاق النسائي والدارقطني على تعليل الحديث بالإرسال ينبئك عن أحقية هذا الوجه بالتقديم والترجيح، والله أعلم.

فائدة: لم أرَ المزّي ذكر الأوزاعيَّ في شيوخ الثوري، ولا رمز للنسائي عند ذكر الثوري فيمن روى عن الأوزاعي، وروايته عنه عند النسائي في السنن (4/ 177).

* أعتذر عن بعثرة الأفكار في المشاركة، والإطالة مع أنكم أعلم بما ذكرتُ وأدرى، والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير