إذن ما قطعتم به هو مجازفة بدون علم ودليل. أضف إلى ذلك ان ابن قتيبة لم يذكر ابن أبي ليلى إلا في مورد واحد فقط في ج2 ص91 قال: (قال الليث ...... وحدثنا ابن أبي ليلى التجيبي ... ) فمن قال ان ابن أبي ليلى هو شيخ ابن قتيبة؛ فلعل الضمير في (حدثنا راجع إلى الليث) وليس إلى (ابن أبي ليلى) وهو الأقرب. وعليه فينهار ويسقط ما أوردتموه من هذا الإشكال.
رابعا:قولكم: ان الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.
نقول: أيضا هذا الكلام مردود؛ فلا نعلم من أين فهم انه أقام في دمشق والمغرب؟! والكتاب من ألفه إلى يائه لم يُذكر فيه ذلك.
نعم يمكن ان يقال: ان ابن قتيبة قد ذكر في ج2ص71، قال:> قال وحدثنا بعض المشايخ من أهل المغربكان صادقا فيما كان يرويه، عالما باللغة والنحو وغريب القرآن ومعانيه والشعر والفقه. كثير التصنيف والتأليف وكتبه بالجبل مرغوب فيها (76) <
وقال الخطيب البغدادي: > وكان ثقة دينا فاضلا قال ابن حزم كان ثقة في دينه وعلمه ثم ذكر توثيق ابن النديم له (78).
توفي ببغداد سنة 276 ه. ومن كتبه " تأويل مختلف الحديث، وأدب الكاتب، والمعارف، وكتابي المعاني وعيون الأخبار، والشعر والشعراء، والإمامة والسياسة، ويعرف بتاريخ الخلفاء وكتاب الأشربة، والرد على الشعوبية، وفضل العرب على العجم، ومشكل القرآن، والاشتقاق وغريب القرآن والمسائل والأجوبة، وغير ذلك، فهو من علماء العرب الذين يشار إليهم بالبنان.
إذن فالرجل ثقة في دينه، صائنا لنفسه، وصادقا فيما يرويه، وشبهة نسبة الكتاب؛ قد بينا ان الزركلي قد ذكر ان الكتاب منسوب له، وعليه فالروايات التي يذكرها يطمئن إليها بهذا اللحاظ.
وبهذا تندفع هذه الشبهة وتسقط الحجج المزعومة؛ بما تقرر والحمد لله.
قال الدمشقية:
7 ـ ابن الحديد في شرح نهج البلاغة 2/ 56 روى عن أبي بكر الجوهري، فقال: قال أبو بكر: وقد روي في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة عليها السلام، والمقداد بن الأسود أيضا، وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا عليه السلام، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح .. إلى آخره.
وفي صفحة/ 57: قال أبو بكر: وحدثنا عمر بن شبة بسنده عن الشعبي، قال: سأل أبو بكر فقال: أين الزبير؟! فقيل عند علي وقد تقلد سيفه.
فقال: قم يا عمر! قم يا خالد بن الوليد! انطلقا حتى تأتياني بهما.
فانطلقا، فدخل عمر، وقام خالد على باب البيت من خارج، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ فقال: نبايع عليا. فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه وقال: يا خالد! دونكه فأمسكه ثم قال لعلي: قم فبايع لأبي بكر! فأبى أن يقوم، فحمله ودفعه كما دفع الزبير فأخرجه، ورأت فاطمة ما صنع بهما، فقامت على باب الحجرة وقالت: يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله! ...... إلى آخره.
¥