تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن أبي الحديد في صفحة 59 و60: فأما امتناع علي عليه السلام من البيعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه. فقد ذكره المحدثون ورواه أهل السير، وقد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب، وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين، وقد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة.

الجواب: ابن أبي الحديد رافضي حجة على رافضي مثله لا علينا. قال الخونساري «هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد المدائني "صاحب شرح نهج البلاغة، المشهور "هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة .. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب .. كان مولده في غرة ذي الحجة 586، فمن تصانيفه "شرح نهج البلاغة" عشرين مجلداً، صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي، ولما فرغ من تصنيف أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي، فبعث له مائة ألف دينار، وخلعة سنية، وفرساً» (روضات الجنات5/ 20 - 21 وانظر الكنى والألقاب للقمي1/ 185 الذريعة- آغا بزرك الطهراني41/ 158).


جواب الرافضي

أولا: قولكم ان ابن أبي الحديد رافضي، هذا القول يجافي الحقيقة تماما، وما استشهدتم به من قول الخوانساري لا يدل على كون الرجل من الشيعة، لأنكم قطعتم كلام الخوانساري، وهذا هو التدليس المستهجن، ولو قرأنا بعض من كلمات الخوانساري لاتضحت الحقيقة:
قال في ترجمته:> الشيخ الكامل الأديب المؤرخ عبد الحميد بن أبي الحسين بهاء الدين الحكيم الأصولي المعتزلي ... رأيته بين علماء العامة بمنزلة عمر بن عبد العزيز الأموي بين خلفائهم .. ثم قال: وظاهر كثير من أهل السنة أيضا إنكار تسنن الرجل رأسا بعد تشبث الشيعة في إسكاتهم والإلزام عليهم بكلماته المفيدة وانصافاته المجيدة واعترافاته المكررة الحميدة< (79).
إذن فالخوانساري هو يدفع شبهة التشيع التي اُتهم بها ابن أبي الحديد، فالرجل كما يقول من المعتزلة ومن علماء العامة، ولكنه منصف في كلماته ومعترف بالحق.
وأما القمي قال عنه:، كان مذهبه الاعتزال كما شهد لنفسه في إحدى قصائده في مدح أمير المؤمنين " ع " بقوله: ورأيت دين الاعتزال وإنني أهوى لأجلك كل من يتشيع. (80)
ثانيا: كون ابن أبي الحديد محباً لعلي عليه السلام، ويرى انه الأفضل ويجب تقديمه، فهذا لايصيّره شيعيا، أضف إلى ذلك انه يؤمن بنظرية تقديم المفضول على الفاضل.
والأمامية لا تؤمن بهذا الكلام مطلقا، قال الشيخ الطوسي رحمه الله:
ولا يجوز تقديم المفضول على الفاضل، لأن تقديمه عليه وجه قبح، ومع حصول وجه القبح لا يحسن ذلك كما لا يحسن الظلم، وإن عرض فيه وجه من وجوه الحسن - ككونه نفعا للغير - لأن مع كونه ظلما - وهو وجه القبح - لا يحسن على حال. ولو جاز أن يحسن ذلك لعلة لجاز أن يحسن تقديم الفاسق المتهتك على أهل الستر والصلاح، وتقديم الكافر على المؤمن لمثل ما قالوه، وذلك باطل (81).
ثالثا: ان علماءكم يصنفون الرجل من أعيان المعتزلة قال الزركلي: عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبو حامد، عز الدين: عالم بالأدب، من أعيان المعتزلة. (82)
وثاقة ابن أبي الحديد
وثاقة الناقل للحديث يشكل قرينة كبيرة على صحة النقل وصدق المنقول عنه، لذا نذكر ترجمة مختصرة توثق لنا المؤلف:
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمته لأخيه الموفق، وكانا من كبار الفضلاء وأرباب الكلام والنظم والنثر والبلاغة، ونفس الكلام يذكره ابن كثير: وكان أكثر فضيلة وأدبا من أخيه أبي المعالي موفق الدين بن هبة الله، وإن كان الآخر فاضلا بارعا أيضا. (83) إذن فابن أبي الحديد من كبار الفضلاء البارعين، وهذه شهادة لوثاقة الرجل وحسنه.
إذن مما تقدم تبين بوضوح ان دعوى صاحب الشبهة واهية وضعيفة. وان ما يتهم به ابن أبي الحديد من التشيع، ظاهر البطلان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الدمشقية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير