تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ التِّرْمِذِيُّ (1757): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اكْتَحِلُوا بِالإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ»، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ مُكْحُلَةٌ يَكْتَحِلُ بِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَةً فِي هَذِهِ، وَثَلاثَةً فِي هَذِهِ.

قَالَ أَبُو عِيسَى: «وَفِي الْبَاب عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ عُمَر. حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ».

قُلْتُ: وَرِوَايَاتُ حَدِيثِ جَابِرٍ، وَابْنِ عُمَر بِلَفْظِ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَعْنَاهُ، إِلا أَنَّ عَبَّادَ بْنَ مَنْصُورٍ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْمَتْنِ «كَانَتْ لَهُ مُكْحُلَةٌ يَكْتَحِلُ بِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَةً فِي هَذِهِ، وَثَلاثَةً فِي هَذِهِ»، وَلِذَا اسْتَغَرَبَهُ أبُو عِيسَى مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. عَلَى أَنَّ عَبَّادَاً قَدْ تُوبِعَ عَلَيْهِ مِنْ وَجْهٍ لا يُحْتَجُّ بِمِثْلِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.

فَقَدْ أَخْرَجَه أبُو نُعَيْمٍ «الْحِلْيَةُ» (8/ 252) مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ الْكَي، وَالطَّعَامَ الْحَارَّ، وَيَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْبَارِدِ، فَإِنَّهُ ذُو بَرَكَةٍ، أَلا وَإِنَّ الْحَارَّ لا بَرَكَةَ فِيهِ، وَكَانَتْ لَهُ مُكْحُلَةٌ يَكْتَحِلُ مِنْهَا عِنْدَ النَّوْمِ ثَلاثَاً ثَلاثَاً».

وَقَالَ: «غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثَ صَفْوَانَ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ يُوسُفَ».

قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدَّاً. مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعَرْزَمِيُّ الْكُوفِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، قَالَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى ابْنُ مَعِينٍ وَالْفَلاسُ النَّسَائِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ صَدُوقَاً إِلا أَنَّ كُتُبَهُ ذَهَبَتْ وَكَانَ رَدِيءَ الْحِفْظِ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ وَيَهِمُ، فَكَثُرَتْ الْمَنَاكِيرُ فِي رِوَايَتِهِ، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.

وَهَاكَ أَحَادِيثَ جَابِرٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمَعْبَدِ بْنِ هَوْذَةَ، وَصُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ:

[حَدِيثُ جَابِرٍ]

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ «الْعِلَلُ الْكَبِيْرُ» (529)، وَأبو يَعَلَى (2058): حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ».

وَقَالَ أبُو عِيسَى: «سَأَلْتُ مُحَمَّدَاً عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ».

قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثقات كُلُّهُمْ، إلا أنَّهُ يُخْشَي تَدْلِيسُ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَقَدْ عَنْعَنَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ سَمَاعَاً. وَقَدْ تَابَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ، وَسَلامُ بْنُ أَبِي خَبْزَةَ، وَالْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير