- ورواه نعيم بن حماد، في روايته كتاب الزهد لابن المبارك،
- وعلي بن إسحاق، فيما أخرجه الترمذي في الموضع السابق،
- وعبد الله بن عثمان بن جبلة (عبدان)، فيما أخرجه من طريقه ابن أبي الدنيا في الشكر (200)،
ثلاثتهم عن ابن المبارك عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
ولعل رواية سويد بن نصر والخلال أرجح لأمور:
1 - أنه اتفق على هذا الوجه اثنان: ثقة وصدوق.
2 - أن سويد بن نصر من الثقات المتقنين ممن عُرف بالرواية عن ابن المبارك، قال عنه السمعاني: "وكان راوية عبد الله بن المبارك"، فروايته عنه قوية.
3 - أن الجادة في هذه الرواية: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقد سلكها أولئك الرواة (وربما كان سالكها أحد الرواة عنهم، أو بعض نُسّاخ الكتب التي فيها رواياتهم، أو بعض طابعيها)، ومخالفة الجادة تدل على زيادة ضبط.
4 - أنه يظهر من تصرف الترمذي أنه يُعلّ ذكر (أبيه) في الرواية، فإنه لما أسند رواية سويد بن نصر، أعقبها برواية علي بن إسحاق ثم قال: "هذا حديث غريب، ولم يذكر سويد بن نصر في حديثه: (عن أبيه) "
5 - أن ذلك هو ظاهر تصرف البغوي، فبعد أن أسند رواية الخلال قال: "هكذا رواه الخلال وسويد بن نصر عن ابن المبارك عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن جده، ولم يذكرا: «عن أبيه»، ورواه علي بن إسحاق عن ابن المبارك عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم".
والله أعلم.
الثاني - عن المثنى بن الصباح -: ثور بن يزيد، أخرجه من طريقه الطبراني في مسند الشاميين (505) عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وفي إسناد هذه الرواية: الوليد بن محمد الموقري، متروك.
الثالث: رشدين بن سعد، ولم يذكر اسم المثنى، وإنما كناه بأبي عبد الله، وهي كنية له. أخرجه من طريقه أحمد بن منيع في مسنده (المطالب العالية: 2651) عن أبي عبد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
ورشدين ضعيف مشهور الضعف.
الرابع: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، فيما أخرجه من طريقه ابن السني في عمل اليوم والليلة (309) عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.
وابن ثوبان فيه ضعف.
ومنه فقد اختُلف على المثنى على وجهين:
الأول: عنه عن عمرو بن شعيب عن جده، رواه عبد الله بن المبارك عنه.
الثاني: عنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، رواه عنه رشدين بن سعد وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
ورواية ابن المبارك أقوى، إلا أن الوجه الثاني له قوة.
والمثنى بن الصباح ضعيف، بل تركه بعض العلماء، وقد تبيّن أن الحديث روي عنه على وجهين، وهذا اضطراب منه، فاجتمع الضعف والاضطراب، وهذا ضعف شديد في هذه الرواية.
والرواية التي هذه حالها لا تقبل الاعتضاد والتقوية، لتحقق الخطإ فيها.
والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:27 م]ـ
وللرواة عن المثنى بن الصباح خامس، هو المعافى بن عمران الموصلي، أخرجه في كتابه الزهد عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.
والمعافى ثقة فاضل، وروايته تقوِّي ما قابل رواية ابن المبارك من روايات، فتأكَّد اضطراب المثنى بن الصباح في هذا الحديث على ضعفه.
وقد جاء ما صورته متابعة للمثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب،
فأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1387) من طريق بقية بن الوليد عن سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.
وسليمان بن سليم ثقة، إلا أن في السند إليه بقية بن الوليد، وقد اشتُهر بتدليس التسوية، والظاهر أن هذا السند مما سوَّاه بقية، فأسقط منه المثنى، وجعل سليمان بن سليم يرويه عن عمرو بن شعيب مباشرة، والله أعلم.