تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 09 - 06, 07:16 م]ـ

وَالْجَوَابُ عَمَّا ذُكِرَ آنفاً: إِنَّمَا رَوَى لَهُ إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ فِى «صَحِيحِهِ» مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ومُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ انْتِقَاءً لِصَحِيحِ حَدِيثِهِ عَنْهُمَا، مُجَانِبَاً تَلِكَ الْمَنَاكِيْرِ الَّتِى وَقَعَتْ لَهُ فِى رِوَايَتِهِ عَنْهُمَا وَعَنْ غَيْرِهِمَا مِنَ الْمَشَاهِيْرِ، كَمَا فَعَلَ مَعَ جَمَاعَةٍ مِمَّنْ ضُعِّفُوا لِغَلَطِهِمْ، أَوْ سُوءِ حِفْظِهِمْ، أَوْ رِوَايَتِهِمْ لِلْمَنَاكِيْرِ، فَانْتَقَى صَحِيحَ حَدِيثِهِمْ، وَأَوْدَعَ مَا وَافَقَ شَرْطَهُ فِي «صَحِيحَهُ»، أَمْثَالِ: أُسَامَةَ بْنِ حَفْصٍ الْمَدَنِىِّ، وأَسْبَاطِ أبِى الْيَسَعِ، وَأَسِيدِ بْنِ زَيْدٍ الْهَاشِمِى، وَالْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَصْرِىِّ، ومَرْوَانِ بْنِ شُجَاعٍ، فِى نَفَرٍ مِمَّنْ وَافَقُوا الأَثْبَاتَ فِى رِوَايَةِ الصِّحَاحِ، فَقُبِلَتْ مِنْهُمْ.

وَلِذَا قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِى «مُقَدِّمَةِ الْفَتْحِ» (1/ 414): «ظَاهِرُ كَلامِ الأئِمَّةِ فِى أبِى صَالِحٍ أَنَّ حَدِيثَهُ فِي الأوَّلِ كَانَ مُسْتَقِيمَاً، ثُمَّ طَرَأَ عَلَيْهِ فِيهِ تَخْلِيطٌ، فَمُقْتَضَى ذَلِكَ: أَنَّ مَا يَجْئُ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ الْحَذَقِ كَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، وَالْبُخَارِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَأَبِي حَاتِمٍ فَهُوَ مِنْ صَحِيحِ حَدِيثِهِ، وَمَا يَجْئُ مِنْ رِوَايَةِ الشُّيُوخِ عَنْهُ فَيُتَوَقَّفُ فِيهِ» اهـ.

وَهَذَا التَّعْلِيلُ الفَائِقُ الصِّحَّةِ مُسْتَغْنٍ بِوُضُوحِهِ عَنْ بَيَانِ دِلالَتِهِ عِنْدَ مَنْ لَهُ إِلْمَامٌ وَلَوْ يَسِيرُ بِمَعَارِفِ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ.

قُلْتُ: فَإِذَا بَانَ ذَلِكَ، فَالرِّوَايَاتُ الْمُعْضَلَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ضِعَافٌ كُلُّهَا، وَلا تَنْتَهِضُ الْحُجَّةُ بِمِثْلِهَا لِمُعَارَضَةِ الرِّوَايَةِ الْمُتَّصِلَةِ بِالرُّوَاةِ الثِّقَاتِ الَّتِى جَوَّدَهَا وَأَتْقَنَهَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الثَّبْتُ الْحُجَّةُ الْحَافِظُ.

قَالَ ابْنُ أبِي حَاتِمٍ «الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ» (6/ 291): «أَخْبَرَنَا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ: سَمِعْتُ إسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: قُلْتُ لِوَكيِعٍ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى عِيسَى بْنِ يُونُسَ، قَالَ: تَأْتِى رَجُلاً قَدْ قَهَرَ الْعِلْمَ. وَأَخْبَرَنَا أَبِي نَا إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُوسَى قَالَ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: مَا أُبَالِي مَنْ خَالَفَنِي فِي الأَوْزَاعِيِّ مَا خَلا عِيسَى بْنَ يُونُسَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ يَعْنِى أَخْذَهُ أَخْذَاً مُحْكَمَاً.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي أَيُّهُمَا أَصَحُّ حَدِيثَاً عِيسَى بْنُ يُونُسَ أَوْ أَبُوهُ يُونُس بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ؟، فَقَالَ: لا، بَلْ عِيسَى أَصَحُّ حَدِيثَاً، فَقُلْتُ لَهُ: عِيسَى أَوْ أخُوهُ إِسْرَائِيلُ؟، قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا، قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِيهِ؟، قَالَ: مِثْلُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ يُسْئَلُ عَنْهُ!.

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ: نَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: أبُو مُعَاوِيَةَ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي الأَعْمَشِ أَوْ عِيسَى بْنُ يُونُسَ؟، فَقَالَ: ثِقَةٌ وَثِقَةٌ.

أَخْبَرَنَا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمَدِينِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.

وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، فَقَالَ: ثِقَةٌ. وَسُئِلَ أبُو زُرْعَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، فَقَالَ: حَافِظٌ».

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 09 - 06, 07:26 م]ـ

مَا زَالَ الْكَلامُ مَوْصُولاً، وَفِيهِ طُولٌ، وَرَدٌّ عَلَى مُنْكِرِي صِحَّةِ الْحَدِيثِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير