تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 03:08 ص]ـ

أنقل لكم مشاركة لاخ اسمه علي رضا في منتدى آخر وهي مشاركة قيمة وهذا نصها للفائدة

((هل صح أن الصلاة في بيت المقدس بألف صلاة، وأن من أهدى له زيتاً يسرج فيه كان كمن أتاه؟))

روى ابن ماجة في (السنن) برقم (1407) حديثاً في فضل الصلاة ببيت المقدس، فقال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: قلت: يا رسول الله! أفتنا في بيت المقدس؟ قال:

(أرض المحشر والمنشر 0 ائتوه فصلوا فيه؛ فإن صلاة فيه كألف

صلاة في غيره 0

قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟

قال: فتهدي له زيتاً يسرج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه) 0

هذا الحديث صححه شيخنا مقبل بن هادي الوادعي في (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) 2/ 519؟

لقد وقع شيخنا رحمه الله في تصحيح هذا الحديث؛ بناءً على ظاهر الصحة في إسناده؛ فالبحث الأولي في رجاله قد يجعل الحكم صحيحاً على السند، وحينذاك فالحديث صحيح على ما يظهر 0

هنا سؤال يطرح نفسه - كما يقال -: هل نجاري أولئك الجهلة الذين يطعنون في تحقيقات (علي رضا) لأن الشيخ مقبلاً الوادعي رحمه الله طعن فيها؟

الحقيقة لا تخفى على المحققين في هذا العلم الشريف بحمد الله تعالى؛ فطعن الشيخ رحمه الله كان بدافع الرد المحض الذي لم يأت فيه بجديد من العلم، أو تحرير للمسألة؛ بدليل أنه رحمه الله تعالى كان من أوائل المعتذرين عن طعنه في تحقيقات (علي رضا) بعد أن قرأت عليه تحرير القول في هذا الحديث الذي أورده هو في

(الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)! فشكر ذلك جداً، ووعد بتصحيح الخطأ، عازياً الفضل - بعد الله - لعلي رضا 0

ولست بصدد التشنيع على شيخنا رحمه الله؛ فإن ذلك من دأب أهل الحسد والهوى، ولكن الله تعالى يحب الإنصاف والعدل، فردي عن

الطعن حق مشروع، مع غاية الاحترام لشيخنا مقبل رحمه الله رحمة واسعة 0

فما هي علة هذا الحديث الذي فيه رد على المليباري وأذنابه من المُحدِثين - من الإحداث لا من التحديث! - الذين ظنوا - والظن أكذب الحديث - أن الألباني من أولئك الذين يغترون بظواهر الأسانيد، فيصححون حسب التشهي والهوى؟

الواقع أن هناك إعلالاً للسند من جهة الانقطاع، ومن جهة الكلام في اثنين من رواته هما: زياد بن أبي سودة، وأخوه عثمان بن أبي سودة 0

قال الحافظ الذهبي في (الميزان) 2/ 90: (زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان، عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ابعثوا بزيت يسرج في قناديله - يعني بيت المقدس 0

هذا حديث منكر جداً؛ رواه سعيد بن عبد العزيز، عن زياد، عنها؛ فهذا منقطع 0 ورواه ثور بن يزيد، عن زياد متصلاً 0 قال عبد الحق: ليس هذا الحديث بقوي 0 وقال ابن القطان: زياد وعثمان ممن يجب التوقف عن روايتهما) 0 ثم ذكر الذهبي لميمونة بنت سعد، ويقال: بنت سعيد: أربعة أحاديث قال بأنها منكرة كلها، وأحدها هذا الحديث 0

أما ابن التركماني، فقد أعله بالاختلاف في إسناده كما في (الجوهر النقي) بحاشية (السنن الكبرى) للبيهقي 2/ 441 0

قلت: نعم؛ الاختلاف وجه من وجوه إعلال السند؛ لأنه يدل على عدم ضبط الرواة له، بل هناك اختلاف في متن الحديث أيضاً؛ فقد رواه أبو داود في (السنن) برقم (457)، والبيهقي في (السنن الكبرى) 2/ 441 من طريق سعيد بن عبد العزيز المنقطعة التي أشار إليها الذهبي، وفيه: (قلت: كيف والروم إذ ذاك فيه؟ قال: فإن لم تستطيعوا فابعثوا بزيت يسرج في قناديله) 0

والرواية المتصلة من طريق ثور بن يزيد تقدم أنها في (ابن ماجة)، وهي كذلك في (المسند) من رواية أحمد، ومن رواية ابنه في

(زوائد المسند) 6/ 463، وكذا أخرجه أبو يعلى في (المسند) 12/ 523 برقم (7088) لكن فيه أن الحديث لميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم! وهذا الخلاف في صحابي الحديث لا يؤثر لو سلم الحديث من التضعيف بغير ذلك؛ وهيهات!

وقد ذكر الخلاف في هذا الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 4/ 413، وأشار إليه الهيثمي في (مجمع الزوائد) 4/ 6 - 7 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير