قلت: يظهر من ترجمتها أنها تصلح للمتابعات, وقد استشهد بها البخاري- وكفى به- واستشهاد البخاري بها على رغم رفعة شرطه شاهد على قبولها, ووثقها ابن حبان, ثم هي من طبقة عالية من طبقات التابعين, وجهالة مثل هذه الطبقة يعبر عنها ابن حجر بأنها مقبولة, ولا يقول: مجهولة.
5 - سلمان بن عامر: وهو ابن عامر بن أوس بن حجر الضبي, له صحبة, قال مسلم بن الحجاج: "وليس في الصحابة ضبي غيره". توفي في خلافة معاوية.
(ينظر: الإصابة: 3/ 140، والاستيعاب: 3/ 633، والتاريخ الكبير:4/ 136، وتهذيب التهذيب: 4/ 120)
ووقع في مطبوعة الطيالسي وحلية الأولياء (سليمان بن عامر) بالياء, وهو تحريف. (ينظر: مسند الطيالسي ص163، حلية الأولياء: 8/ 189).
الحكم على الحديث:
هذا الإسناد فيه ضعف من جراء حفظ أبي معاوية, فإن هذا الحديث ليس من حديثه عن الأعمش وإنما هو عن عاصم, كما أن الرباب مقبولة كما لخص الحافظ حالها فهي تصلح المتابعات.
لكن الحديث يحسن بمجموع الطرق والشواهد:
1 - فأما الطرق: فإن أبا معاوية لم ينفرد به عن عاصم, وإنما رواه عن عاصم خلق من الثقات والأثبات, ومن دونهم, منهم: شعبة وسفان بن عيينة (الترمذي 3/ 46ح658،78 ح695)، ومحمد بن فضيل (ابن ماجة 1/ 542ح1699)، وثابت بن يزيد (الدارمي 2/ 13 ح1701) وحماد بن زيد, وأحمد بن عبدة (صحيح ابن خزيمة 3/ 278 ح2067) وكفى بهؤلاء.
2 - وأما الشواهد: فهي كثيرة من فعله ?, وقوله:
فأما فعله: فحديث أنس ?: "كان رسول الله ? يفطر على رطبات قبل أن يصلي, فإن لم تكن حسا حسوات من ماء". أخرجه أحمد 3/ 164, وأبو داود فى كتاب الصوم- باب ما يفطر عليه (ط/ دار الحديث: 2/ 1017ح 2356) , والترمذي في كتاب الصوم باب ما يستحب الإفطار عليه: 3/ 79ح 696. وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وأما قوله: فحديث أنس أيضا, الذي أشرت إليه في التخريج, وقد رواه أبو داود (في الموضع السابق ح 2355, والترمذي (3/ 77ح 694) , وابن خزيمة في صحيحه: 3/ 278ح 2066. ولفظه: " من وجد تمرا فليفطر عليه, ومن لا فليفطر علي ماء فإنه طهور".
وهو من رواية سعيد بن عامر عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس. وقد أنكر الحفاظ هذه الرواية, قال الترمذي: "حديث أنس لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد بن عامر, وهو حديث غير محفوظ, ولا نعلم له أصلا من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس" , وقال الطبراني في الصغير: لم يروه عن شعبة غير سعيد بن عامر.
قلت: وقد صحح الحديث ابن حبان وابن خزيمة والحاكم, وذهب إلى تصحيحه الشيخ الألباني أولا في المشكاة برقم 1990, وصحيح الجامع ط/ 1ح6583, وصحيح الترغيب والترهيب ط/ 2ح 1069, 1071. لكن رجع إلي تضعيفه في ضعيف أبي داود (2355) , الإرواء 922.
إلا أن وجود أصل للحديث صحيح واحتمال العلماء لحديث أم الرائح الرباب بنت صليع الضبية , يرجح لدي تحسينه والله أعلم, وقد صححه الترمذي, قال: "هذا حديث حسن صحيح" , وقال الحاكم: (1/ 431, 432) صحيح علي شرط البخاري, ولم يخرجاه.
والله أعلم.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[08 - 10 - 06, 08:46 ص]ـ
بارك الله فيكم