تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"ثقة من الحفاظ". وقال أبو بكر المروزوي: سألت أبا عبد الله (أحمد بن حنبل) عن عاصم الأحول, فقال: "ثقة". قلت: إن يحيي تكلم فيه, فعجب, وقال: "ثقة". قال الموصلي: "كان عاصم الأحول حسن الخلق والمداراة"، وذكره ابن حبان في الثقات, قال: "كان يحيي القطان قليل الميل إليه". ووثقه على بن المديني، قال: "عاصم الأحول ثبت" , وهذا ليس كل ما نقل في توثيقه, ولذلك جزم الذهبي بتصدير توثيقه في ميزان الاعتدال, قال: "عاصم بن سليمان الأحول البصري الحافظ الثقة". وقال في السير: "الإمام الحافظ محدث البصرة ". وقال الحافظ في التقريب: " ثقة من الرابعة, لم يتكلم فيه إلا القطان, فكأنه بسبب دخوله في الولاية. مات بعد سنة أربعين".

(التاريخ الكبير 6/ 485 , الجرح والتعديل /6/ 343, الثقات: 5/ 237 , تاريخ القضاة: 3/ 304, تهذيب الكمال: 13/ 485, سير أعلام النبلاء 6/ 13, الكاشف 1/ 519, ميزان الاعتدال ط/ 4/ 3، تهذيب تهذيب 5/ 38, تقريب التهذيب 1/ 285).

قلت: من كلام علماء الجرح والتعديل يلاحظ اتفاقهم على توثيق عاصم الأحول, وقد روى له الجماعة, وتعجب أحمد بن حنبل حين قيل له إن القطان يضعفه وأكد توثيقه وجاءت عباراتهم في تضعيف القطان له مشيرة إلى عدم وجود دليل عليه مثل قول ابن حبان: "كان يحيي قليل الميل إليه", فكأن السبب هو عزوف نفسي فقط, ويوضح الحافظ ابن حجر مثل هذا بقوله: "فكأنه بسبب دخوله في الولاية" يعني الحسبة والقضاء. فلعل الإنصاف أن الرجل ثقة حافظ كما نص الأئمة.

3 - حفصة بنت سيرين البصرية الفقيهة أم الهذيل أخت محمد بن سيرين, ومولاة أنس بن مالك, - وقد كناها بها أيضا عاصم الأحول في رواية الثوري عنه عند الطبراني، روت عن أنس بن مالك،والرباب بنت صليع، وعنها إياس بن معاوية، وعاصم الأحول ثقة فاضلة, قال إياس بن معاوية: "ما أدركت أحدا أفضله عليها", قال ابن أبي داود: "سيدتا التابعيات حفصة بنت سيرين وعمرة بنت عبد الرحمن" , قال مهدي بن ميمون: " مكثت حفصة بنت سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة أو قضاء حاجة".قال ابن حجر: ثقة من الثالثة ماتت بعد المائة

(ينظر: تهذيب الكمال: 35/ 151, سير أعلام النبلاء: 4/ 507, الكاشف: 2/ 505, طبقات الحنفية: 2/ 419،تقريب التهذيب 745)

4 - الرباب هي بنت صليع - مصغرا- الضبية، بنت أخي سلمان بن عامر, وتكنى أم الرائح, روت عنها حفصة بنت سيرين, قال المزي: "استشهد بها البخاري وروى لها الباقون سوى مسلم" , قال الذهبي: "لا تعرف إلا برواية حفصة بنت سيرين عنها". وذكرها ابن حبان في الثقات, وقال ابن حجرفي التقريب: "مقبولة من الثالثة".

(الجرح والتعديل 9/ 463, تهذيب الكمال للمزي 35/ 171, ميزان الاعتدال للذهبي 7/ 168 , تهذيب التهذيب 12/ 446 ,تقريب التهذيب 741، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 491).

ووقع في الإكمال لابن ماكولا أنها تروي عن عمها سلمان بن ربيعة, قال البغدادي في التكملة (2/ 676): "وهو وهم ظاهر؛ إنما هو سلمان بن عامر الضبي".

قلت: يظهر من ترجمتها أنها تصلح للمتابعات, وقد استشهد بها البخاري- وكفى به- واستشهاد البخاري بها على رغم رفعة شرطه شاهد على قبولها, ووثقها ابن حبان, ثم هي من طبقة عالية من طبقات التابعين, وجهالة مثل هذه الطبقة يعبر عنها ابن حجر بأنها مقبولة, ولا يقول: مجهولة.

5 - سلمان بن عامر: وهو ابن عامر بن أوس بن حجر الضبي, له صحبة, قال مسلم بن الحجاج: "وليس في الصحابة ضبي غيره". توفي في خلافة معاوية.

(ينظر: الإصابة: 3/ 140، والاستيعاب: 3/ 633، والتاريخ الكبير:4/ 136، وتهذيب التهذيب: 4/ 120)

ووقع في مطبوعة الطيالسي وحلية الأولياء (سليمان بن عامر) بالياء, وهو تحريف. (ينظر: مسند الطيالسي ص163، حلية الأولياء: 8/ 189).

الحكم على الحديث:

هذا الإسناد فيه ضعف من جراء حفظ أبي معاوية, فإن هذا الحديث ليس من حديثه عن الأعمش وإنما هو عن عاصم, كما أن الرباب مقبولة كما لخص الحافظ حالها فهي تصلح المتابعات.

لكن الحديث يحسن بمجموع الطرق والشواهد:

1 - فأما الطرق: فإن أبا معاوية لم ينفرد به عن عاصم, وإنما رواه عن عاصم خلق من الثقات والأثبات, ومن دونهم, منهم: شعبة وسفان بن عيينة (الترمذي 3/ 46ح658،78 ح695)، ومحمد بن فضيل (ابن ماجة 1/ 542ح1699)، وثابت بن يزيد (الدارمي 2/ 13 ح1701) وحماد بن زيد, وأحمد بن عبدة (صحيح ابن خزيمة 3/ 278 ح2067) وكفى بهؤلاء.

2 - وأما الشواهد: فهي كثيرة من فعله ?, وقوله:

فأما فعله: فحديث أنس ?: "كان رسول الله ? يفطر على رطبات قبل أن يصلي, فإن لم تكن حسا حسوات من ماء". أخرجه أحمد 3/ 164, وأبو داود فى كتاب الصوم- باب ما يفطر عليه (ط/ دار الحديث: 2/ 1017ح 2356) , والترمذي في كتاب الصوم باب ما يستحب الإفطار عليه: 3/ 79ح 696. وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وأما قوله: فحديث أنس أيضا, الذي أشرت إليه في التخريج, وقد رواه أبو داود (في الموضع السابق ح 2355, والترمذي (3/ 77ح 694) , وابن خزيمة في صحيحه: 3/ 278ح 2066. ولفظه: " من وجد تمرا فليفطر عليه, ومن لا فليفطر علي ماء فإنه طهور".

وهو من رواية سعيد بن عامر عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس. وقد أنكر الحفاظ هذه الرواية, قال الترمذي: "حديث أنس لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد بن عامر, وهو حديث غير محفوظ, ولا نعلم له أصلا من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس" , وقال الطبراني في الصغير: لم يروه عن شعبة غير سعيد بن عامر.

قلت: وقد صحح الحديث ابن حبان وابن خزيمة والحاكم, وذهب إلى تصحيحه الشيخ الألباني أولا في المشكاة برقم 1990, وصحيح الجامع ط/ 1ح6583, وصحيح الترغيب والترهيب ط/ 2ح 1069, 1071. لكن رجع إلي تضعيفه في ضعيف أبي داود (2355) , الإرواء 922.

إلا أن وجود أصل للحديث صحيح واحتمال العلماء لحديث أم الرائح الرباب بنت صليع الضبية , يرجح لدي تحسينه والله أعلم, وقد صححه الترمذي, قال: "هذا حديث حسن صحيح" , وقال الحاكم: (1/ 431, 432) صحيح علي شرط البخاري, ولم يخرجاه.

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير