تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأول: أن الذي زاد رواية عبد الجبار إنما هو عاصم بن كليب نفسه، لا زهير عن عاصم، إذ قد ساق أحمد إسناد رواية زهير عن عاصم عن أبيه عن وائل، ثم قال: قال زهير: قال عاصم: وحدثني عبد الجبار، عن بعض أهله، أن وائلاً قال ... فذكر قطعة من الحديث.

الثاني: أن موافقة زهير للجماعة بروايته الحديث عن عاصم عن أبيه عن وائل، تدل على أنه قد ضبط هذا الحديث، على وجهه الموافق للجماعة، وعلى الوجه الآخر.

الثالث: أن عاصمًا كان - فيما يظهر - مرجعًا في هذا الحديث، لذا كثرت الرواة عنه فيه، فرواه عنه نيف وعشرون رجلاً، وهذا يوحي بأن لعاصم في هذا الحديث مزيد عناية، مما لا يستبعد معه أن يكون له إسنادان في هذا الحديث.

الرابع: أنه لم يأت بما يستنكر في سند هذا الحديث، فلعاصم عليه متابعان: المسعودي ومحمد بن جحادة.

الخامس: أنه قد تابعه عن عاصم على هذا الوجه أبو بدر شجاع بن الوليد.

السادس: أن الأئمة قبلوا هذه الرواية ولم يُعلّوها، كالحافظ موسى بن هارون [22]، والخطيب البغدادي [23].

وأما رواية سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه عبد الجبار بن وائل، عن أمه، عن وائل بن حجر، فإنها ضعيفة، فسعيد بن عبد الجبار - على قلة أحاديثه

جدًّا -، قال فيه البخاري: «فيه نظر» [24]، وقال النسائي: «ليس بالقوي» [25]، وأمه لم أجد لها ترجمة، وقال ابن التركماني: «وأم عبد الجبار هي أم يحيى، لم أعرف حالها ولا اسمها» [26]، وقال الهيثمي: «لم أعرفها» [27]، وقد تفرد به عن سعيد بن عبد الجبار - فيما وجدتُ -: محمد بن حجر، وهذا قال فيه البخاري: «فيه بعض النظر» [28]، وقال أبو أحمد الحاكم: «ليس بالقوي عندهم» [29]، وقال الذهبي: «له مناكير» [30].

فهذه الرواية منكرة جدًّا.

فتحصّل أن الثلاثة - محمد بن جحادة والمسعودي وعاصم - رووه عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه بواسطة بينهما.

- الوجه الثالث: رواه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الجبار عن أبيه مباشرة، وهنا تنبيهات حول أسانيد رواية أبي إسحاق:

1 - بعض الرواة عن أبي إسحاق ضعيف أو مُتكلم فيه (كحديج وأبي بكر بن عياش ومحمد بن جابر وحبيب بن حبيب)، وبعضهم تُكُلِّم في روايته عن أبي إسحاق خاصة (يونس ابنه، وزهير بن معاوية)، إلا أن رواياتهم صحيحة بموافقتهم الثقات ممن رواه عن أبي إسحاق.

2 - رواية الأعمش عن أبي إسحاق لم تصح، فإن الراوي عن الأعمش (سعد بن الصلت) قال فيه ابن حبان: «ربما أغرب» [31]، وقد خالف حفصَ بن غياث (وهو من أوثق الناس عن الأعمش) وعبدَ العزيز بن مسلم، اللذَين روياه عن الأعمش عن عبد الجبار مباشرةً، فروايتهما أصحُّ.

3 - رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق فيها سهل بن عثمان، تُكلّم فيه، وقيل: إنه يُغرب، والراوي عنه عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً.

وتابع أبا إسحاق: الحجاجُ بن أرطأة، وفي روايته أمور:

1 - رواية قيس بن الربيع عنه لا تصح، فيها المقدام بن داود، وقد تُكُلّم فيه [32].

2 - روى الحديث أحمد عن محمد بن خازم أبي معاوية الضرير عن حجاج عن عبد الجبار عن أبيه، وأخرجه الطبراني عن المقدام بن داود عن أسد بن موسى عن أبي معاوية عن حجاج عن عبد الجبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسقط وائلاً، وقد عرفتَ حال المقدام بن داود.

3 - روى الحديث سهل بن عثمان عن عبد الرحيم بن سليمان عن الحجاج بن أرطأة عن عبد الجبار، ورواه عثمان بن أبي شيبة عن عبد الرحيم عن الحسن بن عبيد الله النخعي، ورواية ابن أبي شيبة أرجح، وسهل بن عثمان له غرائب.

4 - روى الحديث ابن أبي شيبة عن هشيم عن الحجاج عن عبد الجبار عن أبيه به، وأخرجه ابن عبد البر من طريق مسدد عن هشيم عن الحجاج عن عبد الجبار عن أبيه عن جده به، فزاد حجرًا جدَّ عبد الجبار، ورواية مسدد أقوى، فهو أحفظ، ولأن ابن أبي شيبة قرن هشيمًا بحفص بن غياث، فلعله حمل روايته على روايته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير