تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد جمع بعض العلماء بين رواية شعبة والثوري، فنقل ابن حجر قول ابن القطان: «وصوب البخاري وأبو زرعة قول الثوري، وما أدري لم لم يصوبا القولين حتى يكون حجر بن عنبس هو أبو العنبس»، ثم قال - ابن حجر -: «قلت: وبهذا جزم ابن حبان في الثقات: أن كنيته كاسم أبيه، ولكن قال البخاري: إن كنيته: (أبو السكن)، ولا مانع أن يكون له كنيتان» [124]، لكن هذا يحتاج إلى دليلٍ بيّن، والأقرب ما ذهب إليه البخاري وأبو زرعة: أن كنيته: أبو السكن، وأن شعبة أخطأ.

- أما ما يتعلق بذكر علقمة بين حجر وبين وائل فقد جمع ابن حجر بين الروايات، فذكر رواية أبي داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق عن شعبة (وهما اللتان فيهما رواية حجر عن علقمة وعن وائل)، ثم قال: «فبهذا تنتفي وجوه الاضطراب عن هذا الحديث»، لكن سبق بيان أن الروايات الأخرى عن شعبة أقوى من هاتين الروايتين، وأن شعبة لم يضبط هذا الحديث، ثم إن الثوري أحفظ من شعبة، ويُقدَّم عليه عند الخلاف، ويقوِّي جانب سفيان موافقةُ عدد من الرواة له، فيهم اثنين من أبناء سلمة بن كهيل، ولذا فالأئمة على ترجيح رواية الثوري، والله أعلم.

3 - في رواية العلاء بن صالح وعلي بن صالح عن سلمة بن كهيل:

قد اختُلف في هذا على عبد الله بن نمير:

- فقال ابن أبي شيبة ومحمد بن أبان ومحمد بن العلاء أبو كريب عن ابن نمير عن العلاء بن صالح عن سلمة.

- وقال مخلد بن خالد الشعيري عن ابن نمير عن علي بن صالح عن سلمة.

والأول أرجح، لأن رواته أكثر، وأوثق من مخلد، وقد تابع ابنَ نمير عليه محمدُ بن بشر.

4 - في رواية ابني سلمة بن كهيل عنه:

وهما يحيى ومحمد، وكلاهما ضعيفان، ومحمد أحسن حالاً من يحيى.

- النظر في رجال المدار:

1 - سلمة بن كهيل:

وهو ثقة، وثّقه شعبة، وابن سعد، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن معين، وأحمد بن حنبل، والعجلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ويعقوب بن شيبة، والنسائي.

2 - حجر بن العنبس أبو السكن:

وهو ثقة، وثّقه ابن معين، والخطيب البغدادي، وذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر: «صحح الدارقطني وغيرُهُ حديثَهُ» [125].

يتبع - بعون الله - تحرير ألفاظ الحديث، وبيان ما صح منها وما لم يصح.


الهوامش:
([120]) اختُلف عليه، فأسقط إبراهيم بن مرزوق ومعاذ بن المثنى عنه علقمةَ، وأدخله إبراهيم الحربي ومحمد بن إسماعيل الصائغ وإسماعيل بن إسحاق، وروايتهم أرجح.
([121]) وهو ضعيف.
([122]) التلخيص الحبير (1/ 237).
([123]) سنن الترمذي (2/ 27).
([124]) التلخيص الحبير (1/ 237).
([125]) تهذيب التهذيب (2/ 188).

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 10 - 06, 12:39 ص]ـ
- الفصل الثاني: دراسة ألفاظ الحديث، وتحرير الراجح منها -
والمنهج فيها أنه إذا وقع اختلاف في لفظ أحد الرواة الأدنين؛ حررت الاختلاف عليه، ثم حررت لفظ الراوي الأعلى، واعتمدت ما ترجح عن الراوي الأدنى في المقارنة بينه وبين الآخرين عن الراوي الأعلى، والله الموفق.

أولاً: دراسة ألفاظ طريق عبد الجبار بن وائل:

وقد وقع اختلاف في لفظ ثلاثة من الرواة عنه:

1 - استخراج لفظ أبي إسحاق السبيعي:
فإنه جاء مفرَّقًا، وجاء روايات الرواة عنه مفرَّقةً، وهذا جمعها:

- لفظ رواية معمر عن أبي إسحاق: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: ? غير المغضوب عليهم ولا الضالين ? قال: «آمين».

- ومثلها رواية أبي بكر بن عياش، وزاد: يمد بها صوته.

- رواية زهير عن أبي إسحاق: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع يده اليمنى في الصلاة على اليسرى قريبًا من الرسغ، ورفع يديه حين يوجب حتى تبلغا أذنيه، وقرأ ? غير المغضوب عليهم ولا الضالين ? فقال: «آمين»، يجهر بها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير