تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[129]. وسمع في الصلاة رجلاً يقول: (الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه) [130]، فلما صلى قال: «من القائل؟» قال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت الا الخير، فقال: «لقد فتحت لها أبواب السماء، فلم ينهنهها دون العرش».

2 - استخراج لفظ حجاج بن أرطأة عن عبد الجبار:

وكل الرواة عنه رووه عنه فذكروا سجود النبي - صلى الله عليه وسلم - على جبهته وأنفه، وزاد عبد القدوس بن بكر بن خنيس وحده: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «آمين»، وربما كان ترك الرواة الآخرين ذكرَها اختصارًا، ورواية حجاج بن أرطأة عن عبد الجبار في أصلها ضعيفة.

3 - في رواية الحسن بن عبيد الله عن عبد الجبار:

اختُلف عليه في حد رفع اليدين:

- فقال عبد الرحيم بن سليمان: رفع يديه حتى كانتا بحيال منكبيه وحاذى بإبهاميه أذنيه،

- وقال المحاربي وعمران بن عيينة [131]: رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه.

والأول أرجح، لأن عبد الرحيم بن سليمان أقوى من الآخرَيْن، ولأن معه زيادة تفصيل، فلعل بعض الرواة اختصر تفصيله فجعله كروايات الحديث الأخرى: حذو أذنيه، والله أعلم.

- مقارنة ألفاظ الرواة عن عبد الجبار:

عن وائل بن حجر أنه (رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -) [132] رفع يديه حين كبر ودخل في الصلاة (حيال أذنيه) [133]، ثم التحف بثوبه، ثم (وضع يده اليمنى على اليسرى) [134] [وأدخل يديه في ثوبه] [135] [فلما قرأ: ? غير المغضوب عليهم ولا الضالين ? قال: «آمين»، ورفع بها صوته] [136]، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما ثم كبر فركع، [فلما (قال: سمع الله لمن حمده) [137] رفع يديه] [138]، [فلما أراد أن يسجد وقعتا ركبتاه قبل أن تقع كفاه] [139]، فلما سجد (سجد) [140] بين كفيه [وجافى عن إبطيه] [141] [ووضع جبهته وأنفه على الأرض] [142]، [فلما رفع رأسه من السجود رفع يديه] [143]، [حتى فرغ من صلاته] [144]، [فلما سلم سلم عن يمينه وشماله] [145]، [وسمع وهو في الصلاة رجلاً يقول: الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما صلى قال: «من القائل؟» قال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت الا الخير، فقال: «لقد فتحت لها أبواب السماء، فلم ينهنهها دون العرش»] [146]، قال وائل: [ثم أتيته مرةً أخرى وعلى الناس ثياب فيها البرانس وفيها الأكسية، فرأيتهم يقولون هكذا تحت الثياب] [147].

وهنا ملحوظات وإشارات:

1 - في رواية أسد بن موسى عن المسعودي عن عبد الجبار: أن وائلاً رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه مع كل تكبيرة، ولم تصح رواية أسد - كما سبق -.

2 - في رواية أم عبد الجبار بن وائل عن وائل: رفع يديه حتى آزتا أذنيه، ثم وضع يمينه على يساره على صدره، ثم سجد، وكان أول ما وصل إلى الأرض ركبتاه، فلما سجد تمكنت الراحتان من الأرض، وتمكنت جبهته وأنفه، حتى يُرى أثر أنفه في الأرض.

وهذه الرواية منكرة جدًّا - كما سبق -، فلا يصح ما جاء فيها من وضع اليدين على الصدر، والنزول على الركبتين، وذكر السجود على الأنف.

3 - في رواية أشعث بن سوّار عن عبد الجبار: كان يرفع يديه كلما كبر ورفع ووضع بين السجدتين. وأشعث ضعيف، ولم يذكر هذا غيره عن عبد الجبار، فهذا اللفظ منكر.

- الخلاصة في لفظ عبد الجبار:

أن الصحيح الخالي من العلل - إن شاء الله - هذا اللفظ:

عن وائل بن حجر أنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فرآه رفع يديه حين كبر ودخل في الصلاة حيال أذنيه، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى وأدخل يديه في ثوبه، فلما قرأ: ? غير المغضوب عليهم ولا الضالين ? قال: «آمين»، ورفع بها صوته، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما ثم كبر فركع، فلما قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، فلما سجد وضع جبهته بين كفيه، حتى فرغ من صلاته. قال وائل: ثم أتيته مرةً أخرى وعلى الناس ثياب فيها البرانس وفيها الأكسية، فرأيتهم يقولون هكذا تحت الثياب.

يعقبه - إن شاء الله - استخراج ألفاظ متابعات عبد الجبار عن أخيه علقمة.


الهوامش:
([126]) قال يونس بن أبي إسحاق عن أبيه: أسفل من أذنيه، ولعله وهمٌ أو رواية بالمعنى، فرواية أبي الأحوص وزهير وحديج: حذو أذنيه، أو: إلى أذنيه.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير