تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قوله: " حدَّثني محمد - هو ابن سلام - ": كذا لأبي ذر، وللباقين سوى ابن السكن غير منسوب، وأما أبو نُعَيم قال بعد أن أخرج الحديث من طريق محمد بن عبد الله بن نُمَير، عن شُرَيح: أخرجه البخاري عن محمد، ويقال: هو ابن نُمَيْر. ورجَّح أبو علي الجيَّاني أنَّه محمد بن رافع لكونه روى في موضعٍ آخر عنه، عن شُرَيْح. ويحتمل أن يكون: ابن يحيى الذُهْلي، وهو قول الحاكم. والصواب أنَّه ابن سلام، كما نسبه أبو ذر، وجزم بذلك أبو علي بن السكن في روايته، على أنَّ شُرَيْحًا شيخ محمد فيه قد أخرج عنه البخاريُّ بغير واسطة في الجُمُعة وغيرها، فيًُحتمل أن يكون محمد هو البخاري نفسه، والله أعلم. اهـ كلام الحافظ.

فتحصَّل من ذلك، أنه إما أن يكون:

1 - ابن سلام، وهذا الذي رجَّحه ابن حجر.

2 - ابن نُمَيْر.

3 - ابن يحيى الذُهْلي.

4 - ابن رافع.

وقولٌ أخير، وهو: البخاري نفسه.

ولكن هذا الكلام المُلوَّن بالأزرق يظهر - والله أعلم - أنَّ فيه تصحيفٌ، وذلك:

1 - لأنَّ السند: محمد، نا سُرَيْج - بالسين المهملة، ... والجيم المعجمة. من شيوخ البخاري الثقات، وإن كان يهِمُ قليلًا - كما قال ابن حجر -.

2 - أن شُرَيْح بن النعمان - أصلًا - من التابعين، وله رواية عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

3 - أنه لا يوجد في شيوخ البخاري من اسمه: شُرَيْح.

4 - أنَّ (سُرَيْج) يسهل أن تُصحَّف إلى (شُرَيْح)، لاتفاقهما في الكتابة، واختلافهما في النقط.

5 - أنَّ ابن حجر في المقدِّمة ذكر اثنان اسمهما: سُرَيج، وهما من مشايخ البخاري، ولم يذكر شُرَيْحًا من شيوخه.

على أنَّ الذي في الجُمُعة: سُرَيج بن النُّعمان، وهو حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يصلي الجُمُعة حين تزول الشمس. والله أعلم.

ثم رجعتُ إلى طبعة دار المعرفة، فوجدتُ في الحاشية:

" في طبعة بولاق: هكذا في جميع النسخ التي بأيدينا، وضبطه القسطلَّاني: (سُرَيْج) بالسين المهملة والجيم. اهـ. ولعلَّه الصواب إذا كان محمد شيخ البخاري هو: ابن رافع، لأنَّ سُرَيْج بن النُّعمان من شيوخه، كما في " تهذيب التهذيب " ". اهـ.

وللفائدة: فقد ذكر ابن حجر - رحمه الله - في مقدِّمة الشرح - ليس هدي الساري، وإنما بداية الشرح - أنَّه لم يُرِد وضع الأحاديث في الشرح مخافة الطول، فإدراج الأحاديث داخل الشرح ليس من فعل ابن حجر - رحمه الله -، ولذا نرى كثيرًا الأحاديث بها ألفاظ مختلفة عن الشرح، وتكون روايات أخرى، وليست هي الأصل عند ابن حجر، والله أعلم. ذكر هذه الفائدة: الشيخ الكريم عبد الكريم الخُضير - بارك الله في علمه، ونفعنا به -.

والله تعالى أعلى وأعلم.

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 06 - 07, 09:59 ص]ـ

قولي: على أنَّ الذي في الجُمُعة: سُرَيْج بن النُّعمان، وهو حديث أنس - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي حين تزول الشمس.

قلتُ: كذا ذكره ابن حجر في المقدِّمة: (تزول)، ولما رجعتُ إلى كتاب الجُمُعة وجدتها: (تميل). والله أعلم.

تنبيه: وهذا كله عن طريق البحث في الشاملة (1)، والله المستعان.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 04:35 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا الجهد

ولكن هل ترى أن هؤلاء الأربعة من مشاهير المحدثين؟

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 06 - 07, 05:36 م]ـ

جزانا الله وإياك شيخنا الكريم.

الأول، والثاني، والثالث مع احتمال كون محمد - هذا -: البخاري؛ هؤلاء من مشاهير المُحدِّثين، فتكون المعادلة متَّزنة، ويتفق مع لغزكم الكريم!

أم هناك شيءٌ آخر؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 10:01 م]ـ

وفقك الله وسدد خطاك

يمكن أن يكون اللغز محتملا لعدة جوابات، وإن لم يكن هذا ما أقصده.

ولكن لاحظ أننا لو جعلنا الرابع هو البخاري فلن يكون على شرط السؤال؛ لأن السؤال عن راو مبهم في سند البخاري وليس البخاري نفسه.

والعجيب أن المبهم الذي أقصده أيضا اسمه (محمد).

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:07 ص]ـ

والعجيب أن المبهم الذي أقصده أيضا اسمه (محمد).

وهذا من عجائب الاتفاقات! (ابتسامة).

سبحان الله!

أول ما رأيتُ سؤالكم - شيخنا - قلتُ: إجابة السؤال إما أن يكون أحمد، أو محمد، لأنَّ أكثر اسمين مختلف فيهما في البخاري هما: أحمد، ومحمد!

فنرى ابن حجر يقول: أحمد - هذا - إما: ابن النضر، أو ابن حنبل، أو ابن صالح المصري ...

أو يقول: محمد - هذا - هو ابن سلام، أو ... مثل المثال أعلاه.

ولكن؛ من أشهر المحمَّدين الذين روى عنهم البخاري - رحمه الله - في " صحيحه ":

محمد بن يحيى الذُهْلي - وهذا فيه اختلافٌ كبيرٌ بين العلماء في الرواية، أو عدمها -، محمد بن بشَّار، محمد بن المُثنَّى، محمد بن سلام البيكندي، محمد بن عبد الله بن نُمير، ....

وهناك من هم ثقاتٌ حُفَّاظ، ولكنَّهم ربما أقل من هؤلاء شهرةً؛ مثل: محمد بن سنان العوقي، ومحمد بن الصَّبَّاح، وغيرهما.

ومع ذلك ... إلى الآن لم أهتد إليه، ولكن .... لازال البحث جاريًا ........

والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير