تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قُلْتُ: وَلَمْ يَذْكُرْ الْخَطِيبُ شَيْخَهُ صَدَقَةَ بْنَ مُوسَى بْنِ تَمِيمٍ الْغَنَوِيَّ، وَقَدْ أَكْثَرَ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، رَوَى عَنْهُ نُسْخَةً كُلُّهَا مَوْضُوعَاتٌ.

وَقَالَ الْخَطِيبُ (8/ 165): أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّعَالِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الذَّارِعُ ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ أبُو الْحَسَنِ السَّمَرَقْنَدِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا مَالِكٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُهْدِىَ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيَاحِينَ شَتَّى، فَرَدَّ سَائِرَهُنَ وَاخْتَارَ الْمَرَزَنْجُوشَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَدَدْتَ سَائِرَ الرَّيَاحِينَ وَاخْتَرْتَ الْمَرَزَنْجُوشَ، فَقَالَ: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، رَأَيْتُ الْمَرَزَنْجُوشَ نَابِتَاً تَحْتَ الْعَرْشِ».

قال أبو بكر: هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعُ الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ، وَحُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ السَّمَرَقْنَدِيُّ مَجْهُولٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ لَيْسَ بِثِقَةٍ».

وَقَالَ أبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِِيِّ «الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ» (1/ 91): «أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أبُو بَكْرٍ الذَّارِعُ. يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّابٌ دَجَّالٌ».

وَقَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ»: «أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ الذَّارِعُ. شَيْخٌ بَغْدَادِيٌّ وَضَّاعٌ مُفْتَرٍ. لَهُ جُزْءٌ مَشْهُورٌ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: دَجَّالٌ».

وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ الْجَوْزِِيِّ جُمْلَةً مِنْ مَوْضُوعَاتِهِ وَأَبَاطِيلِهِ فِي «مَوْضُوعَاتِهِ»، مِنْهَا:

(1/ 390) الذَّارِعُ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَتَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَمْرَو بْنَ وَدٍّ، وَدَخَلَ عَلِى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ كَبَّرَ، وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعْطِ عَلِيَّاً فَضِيلَةً لَمْ تُعْطِهَا أَحَدَاً قَبْلَهُ وَلا تُعْطِهَا أَحَدَاً بَعْدَهُ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَمَعَهُ أُتُرُجَّةً مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: حَي بِهَذِهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَانْفَلَقَتْ فِي يَدِهِ فَلْقَتَيْنِ، فَإِذَا حَرِيرَةٌ بَيْضَاءُ مَكْتُوبٌ فِيهَا سَطْرَيْنِ: تَحِيَّةً مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ أبُو الْفَرَجِ: هَذَا مِنْ وَضْعِ الذَّارِعِ.

(1/ 342) الذَّارِعُ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِىُّ ثَنَا أَبِى قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُرِضَتْ عَلَىَّ أُمَّتِى فِي الْمِيثَاقِ فِي صُورِ الذَّرِّ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِى وَصَدَّقَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي حِينَ بُعِثْتُ فَهَذَا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ». قَالَ أبُو الْفَرَجِ: هَذَا لا نَشُكُّ أَنَّهُ مِنْ عَمَلِ الذَّارِعِ، فَإِنَّهُ كَانَ كَذَّابَاً يَضَعُ الْحَدِيثَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير