تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(1/ 369) الذَّارِعُ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى ثَنَا أَبِي ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عن أبيه عليِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ نَمْشَي فِي طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ، إِذْ مَرَرْنَا بِنَخْلٍ مِنْ نَخْلِهَا، صَاحَتْ نَخْلَةٌ بِأُخْرَى: هَذَا النَّبيُّ الْمُصْطَفَى وَعَلِيٌّ الْمُرْتَضَى، ثُمَّ جُزْنَاهَا، فَصَاحَتْ ثَانِيَةٌ بِثَالِثَةٍ: مُوسَى وَأَخُوهُ هَارُونُ عَلَيْهِمَا السلامُ، ثُمَّ جُزْنَاهَا، فَصَاحَتْ رَابِعَةٌ بِخَامِسَةٍ: هَذَا نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ جُزْنَاهَا، فَصَاحَتْ سَادِسَةٌ بِسَابِعَةٍ: هَذَا مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَهَذَا عَلِيٌّ سَيِّدُ الْوَصِّيِينَ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنَّمَا سُمِّىَ نَخْلُ الْمَدِينَةِ صَحَائِيَّاً، لأَنَّهُ صَاحَ بِفَضْلِي وَفَضْلِكَ.

قَالَ أبُو الْفَرَجِ: وَهَذَا مِنْ أَبْرَدِ الْمَوْضُوعَاتِ وَأَقْبَحِهَا، فَلا رَعَى اللهُ مَنْ عَمِلَهُ، وَلا نَشُكُّ أَنَّهُ مْنِ عَمَلِ الذَّارِعِ.

قُلْتُ: بَلْ هَذِهِ شِنْشِنَةٌ؛ لَكِنْ لَيْسَتْ لأَخْزَمَ. فَقَدْ كَانَ أَبَرَّ وَأَكْرَمَ. لَكِنَّهَا شِنْشِنَةٌ رَافِضِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ. وَطَرِيقَةٌ فِي الْبُهْتِ وَالتَّزْوِيرِ مَأْلُوفَةٌ.

مَا كُلُّ شِنْشِنَةٍ تُنَاطُ بِأَخْزَمِ ... أَرْبَى الأَخِيرُ بِهَا عَلِىّ الْمُتَقَدِّمِ وَأَمَّا ثَالِثُ هَذِهِ الثُّلاثِيَّةِ «حَدِيثُ التَّمْرِ الصَّيْحَانِيِّ»، فَقَدْ سَرَقَهُ الذَّارِعِ، وَرَكَّبَهُ عَلَى هَذَا الإِسْنَادِ الآنِفِ.

فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ شَاذَانَ فِي «الْمَنَاقِبُ الْمِئَةُ» (الْمَنْقَبَةُ الثَّالِثَةُ وَالسَّبْعُونَ): حَدَّثَنَا أبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّقَّاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُسْتَانِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ بِعَقِيقِ السُّفْلَى، فَبَيْنَا نَحْنُ نَخْتَرِقُ الْبُسْتَانَ، إِذْ صَاحَتْ نَخْلَةٌ بِنَخْلَةٍ، فقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَدْرُونَ مَا قاَلَتْ النَّخْلَةُ؟، فَقُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: صَاحَتْ هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَوَصَيُّهُ عَلِىُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَسَمَّاهَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلَكَ الصَّيْحَةِ: نَخْلَةَ الصَّيْحَانِيَّ.

قُلْتُ: مَا أَكْذَبَكَ يَا أَبَا هَارُونَ، لِمِثْلِ هَذَا كَذَّبَكَ شُعْبَةُ أَبُو بِسْطَامٍ رَحِمَهُ اللهُ. أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ رَافِضِيٌّ جَلِدٌ، كَذَّابٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.

قال أبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ: «عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ أبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ. رَوَي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ كَذَّابَاً. وَقَالَ شُعْبَةُ: لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبُ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْهُ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ مَرَّةً: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ كَانَ عِنْدَهُمْ لا يُصَدَّقُ فِي حَدِيثِهِ. وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ السَّعْدِيُّ: كَذَّابٌ مُفْتَرٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يَتَلَوَّنُ خَارِجِيٌّ وَشِيعِيٌّ، يُعْتَبَرُ بِمَا يَرْوِي عَنْهُ الثَّوْرِيُّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، لا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى جِهْةِ التَّعَجُّبِ».

وَمَعَ أنَّ أَبَا هَارُونَ الْعَبْدِيَّ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ مِنْ التَّهَافُتِ وَالْوَهَنِ، فَقَدْ أَخَرَجَ حُجَّتُهُمْ وَجُهَيْنَةُ أَخْبَارِهِمْ الْكُلَيْنِيُّ حَدِيثَهُ، وَاحْتَجَّ بِهِ فِي «الْكَافِي»، وَكَذَلِكَ الطُّوسِيُّ فِي «الاسْتِبْصَارِ»!!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير