تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[النرجس في رواية قتادة عن ابن سرجس]

ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[30 - 11 - 06, 02:16 م]ـ

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفي لا سيما عبده المصطفي صلي الله عليه وسلم

وبعد

فهذا بحث لي في رواية قتادة بن دعامة السدوسي عن عبد الله بن سرجس أرجو التعليق عليه بما يفيد فأنا من المبتدئين في هذا الفن والبحث قد يعتريه الكثير من النقص

قتادة بن دعامة السدوسي

ذكره الحافظ في (تعريف أهل التقديس) في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين وهذه الطبقة لا يقبل العلماء حديثهم إلا إذا صرحوا فيه بالسماع

قال المزي في تهذيب الكمال: روي عن ... وعبد الله بن سرجس (د س)

وجاء في تهذيب التهذيب (3/ 430) ط. الرسالة

((وقال الحاكم في علوم الحديث لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس.

وقد ذكر ابن أبي حاتم عن احمد بن حنبل مثل ذلك وزاد قيل له فابن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعا))

قلت: وعورضت هذه الأقوال بالآتي

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 133)

((وسمعته (يعني أبا حاتم) يقول: لم يلق (يعني قتادة) من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم إلا أنسا وعبد الله بن سرجس))

وجاء في مراسيل أبي زرعة

((قال العلائى: هو مكثر من الإرسال عن مثل النعمان بن مقرن وسفينه ونحوهما وصحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس))

وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 194)

((حَدِيثُ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ: {نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَالَ فِي الْجُحْرِ، قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يَكْرَهُ مِنْ الْبَوْلِ فِي الْجُحْرِ؟ قَالَ: يُقَالُ: إنَّهَا: مَسَاكِنُ الْجِنِّ}.

أحمد وأبو داود والنسائى والحاكم والبيقهي, وقيل: إن قتادة لم يسمع من عبد الله بن سرجس حكاه حرب عن أحمد, وأثبت سماعه منه علي بن المديني وصححه ابن خزيمة وابن السكن))

وقال الحاكم في المستدرك (2/ 167) بعد أن أورد حديث قتادة عن ابن سرجس ((هذا حديث على شرط الشيخين فقد احتجا بجميع رواته و لعل متوهما يتوهم أن قتادة لم يذكر سماعه من عبد الله بن سرجس و ليس هذا بمستبدع فقد سمع قتادة من جماعة من الصحابة لم يسمع منهم عاصم بن سليمان الأحول و قد احتج مسلم بحديث عاصم عن عبد الله بن سرجس و هو من ساكني البصرة و الله أعلم)) ووافقه الذهبي

وعلق الشيخ الألباني رحمه الله علي كلام الحاكم في إرواء الغليل (2/ 93)

فضعّف الحديث المذكور, ورد علي كلام الحاكم بأنه إثبات معاصرة ولقاء فقط فيكون صحيحا علي شرط مسلم أما البخاري فلا, وبأن الحاكم نفسه نفي سماع قتادة من ابن سرجس في معرفة علوم الحديث, ولا يخفي علي أحمد تعاصر قتادة مع ابن سرجس فلو كان ذلك كافيا لإثبات السماع لم ينفه أحمد, علاوة علي كون قتادة مدلسا. اهـ

وتعجب الشيخ الحويني حفظه الله في (النافلة في الأحاديث الضعيف والباطلة) من موافقة الذهبي وأورد الأقوال المتعارضة

ثم قال: ((الذي يظهر أن قتادة سمع من ابن سرجس في الجملة، فقد كانا متعاصرين كما يفهم من كلام أبي حاتم السابق. ولكن قتادة مدلس كما قال غير واحد، حتى قال ابن جرير في مواضع من ((تهذيب الآثار)) أنه مشهور بالتدليس عندهم.

وقد تقرر في الأصول أن المدلس إذا عنعن عن شيخ له لا يرتاب أحد في أنه يروي عنه، فأنه لا يقبل منه لاحتمال أنه دلسه عنه، فكيف إذا كان في سماعه من شيخه اختلاف؟!!))

قلت (مصطفي): الحاصل من كلام الشيخين الألباني والحويني أن اللقاء ثابت أمّا الإمام أحمد فقد نفي السماع ولم ينفِ اللقي والله أعلم.

ولكن يعكر صفو هذا الكلام ما جاء في العلل للإمام أحمد: (5264) قيل سمع قتادة من عبد الله بن سرجس قال نعم قد حدث عنه هشام يعني عن قتادة عن عبد الله بن سرجس حديثا واحدا. اهـ

ولا أدري حقيقة كيف يُوجّه كلام أحمد الأخير.

ويظهر من كلام للشيخ محمد عمرو عبد اللطيف حفظه الله في (أحاديث ومرويات في الميزان) ص11 أنه يصحح سماع قتادة من ابن سرجس.

قلت (مصطفي): وخلاصة القول أن الأمر لا يخلو من شيئين

1 - أن قتادة لقى ابن سرجس وسمع منه

2 - أن قتادة لم يلق ابن سرجس أو لقيه ولم يسمع منه

فإن كان الثاني فروايته عنه من باب المرسل الخفي

والمرسل الخفي لا يصح إلا إذا ثبت السماع ولو في رواية واحدة, ولم يثبت السماع.

وإن كان الأول فقتادة مدلس من المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين وهؤلاء قال فيهم ابن حجر ((من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع, ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قَبِلهم كأبي الزبير المكي))

ولم يصرح قتادة في أي رواية من الروايات التي وقعتُ عليها بالسماع.

فلا تصح رواية قتادة عن عبد الله بن سرجس بحال.

والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله وصحبه وسلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير