تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا تصحيف، والمحفوظ المشهور: روح بن جناح.

قلت: فالصواب من هذه الروايات رواية الوليد عن روح، عن مجاهد، عن ابن عباس.

ونص الترمذي أنه لا يعرفه إلا من حديث الوليد.

بينما نص البيهقي والمنذري (في الترغيب 1/ 57) على تفرد روح بن جناح به.

وهذا الإسناد ضعيف جدًّا، فرَوحٌ واه، ونص أبونعيم وأبوسعيد النقاش أنه يروي عن مجاهد مناكير وموضوعات، وقد أنكر عليه الحفاظ حديثه هذا، ولم يعدّوه شيئاً.

وهذه طائفة من أقوالهم في الحديث:

قال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوليد بن مسلم.

وقال الساجي: هذا حديث منكر. (التهذيب 3/ 252)

وحكم ابن حبان بوضعه.

وقال ابن طاهر: منكر. (معرفة التذكرة 525)

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم برفعه روح بن جناح.

وقال: هذا الحديث من كلام ابن عباس، إنما رفعه روح إما قصداً أو غلطاً.

وعدّه ابن عدي وتبعه الذهبي (الميزان 2/ 58) من مناكير روح.

وقال الذهبي: هذا الحديث لو صح نصٌّ في الفقيه الذي تبصر في العلم ورقى في الاجتهاد وعمل بعلمه لا كفقيه اشتغل بمحض الدنيا. (نقله في فيض القدير 4/ 442).

وقال عنه ابن القيم: في ثبوته نظر. (مفتاح دار السعادة 118)

وقال العراقي: سنده ضعيف. (تخريج الإحياء 29)

وقال السخاوي: سنده ضعيف، لكنه يتأكد بالآخَر! (المقاصد الحسنة 864) يعني حديث أبي هريرة، ويأتي أنه شديد الضعف كهذا!

وقال الألباني عن حديث ابن عباس: موضوع. (ضعيف الجامع 3987 وضعيف ابن ماجه 222 وانظر تمام المنة 115)

ومع شدة ضعفه مرفوعا فقد رُوي من ثلاثة طرق موقوفة:

الطريق الأولى:

رواها أبوالشيخ ابن حيان في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 459) -وعنه أبونعيم في أخبار أصبهان (1/ 322) - بسند صحيح إلى أبي محمد الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس موقوفا.

وهذا منكر، فالزحاف ترجمه أبو الشيخ وأبونعيم في الموضعين السابقين -وعنهما الذهبي في تاريخ الإسلام (14/ 159) - ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، إلا أنهما ذكرا عن محمد بن عاصم أنه كتب عن جعفر [بن محمد] بن الزحاف، عن أبيه، [عن جده]، عن ابن جريج أربعة آلاف حديث!

ونقل في الميزان (3/ 548) عن ابن منده: أن محمد بن الزحاف عن أبيه عن ابن جريج حدّث بمناكير. ولم أجد للزحاف ترجمة في مكان آخر.

الطريق الثانية:

رواها أبونعيم في الحلية (9/ 57 وهو في تقريب البغية 1/ 116)، من طريق عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي حرة واصل بن عبد الرحمن، عن سليمان الدمشقي، عن ابن عباس، قال: "قال إبليس: لعالم واحد أشد عليَّ من ألف عابد، إن العابد يعبد الله وحده، وإن العالم يعلّم الناس حتى يكونوا علماء".

قلت هذا موقوف، وسنده حسن إلى سليمان الدمشقي، لكني لم أهتد له، ومن الدمشقيين سليمان بن حبيب القاضي وسليمان بن موسى الأشدق، أدركا صغار الصحابة، لكن لم يذكروا لهما رواية عن ابن عباس، ولا رواية لأبي حرة عنهما.

الطريق الثالثة:

رواها ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 127) من طريق نعيم بن حماد، نا خارجة بن مصعب، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن عباس موقوفا.

قلت: خارجة متروك، ونعيم فيه ضعف.

وعلى هذه الرواية اعتمد ابن الجوزي في جعل أصل الحديث موقوفا.

حديث أبي هريرة، وله عنه طرق:

الطريق الأولى:

بلفظ: "ما عُبد الله بشيء أفضل من فقه في دين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه".

رواه ابن منيع في مسنده (المطالب العالية 12/ 713) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 27/ب الأصل 19، و3/ 144/أ الأصل 263) والطبراني في الأوسط (6/ 194 رقم 6166) والآجري في أخلاق العلماء (23) والدارقطني (3/ 79) وأبونعيم في الحلية (2/ 192) وفي رياضة المتعلمين (كما في المقاصد السنة 864) والقضاعي (1/ 150) والبيهقي في الشعب (4/ 341 رقم 1584 السلفية، 2/ 266 رقم 1712 العلمية) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 123) وفي الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع (2/ 110) والسمعاني في أدب الإملاء (69) وابن عساكر (51/ 186) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 127)

كلهم من طريق يزيد بن عياض، عن صفوان بن سليم، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير