تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم أين هذا الطود الذي لا تقلقه العواصف والبحر الذي لا تكدره الدلاء من هذا الحمق والجنون الذي حمله على تكفير المخالفين، وسيلقى ياسين ربه بما قال يوم القيامة، ونطالبه فيما رمانا بهذه العبارات التي ظاهرها التكفير وإخراج الناقدين من الملة بجرة قلم، بناء على رؤيا من أهاويل إبليس قصها عليه تلميذه أبو بكر بن الصديق.

فانظر رعاك الله هذا إلى الكذب والغلو المكشوف، حيث يقول العثامني: «وإن كنت أعلم أن الحبيب المرشد - حفظه الله - طود لا تقلقه العواصف، وبحر حلم لا تكدره الدلاء، ولا يروع حلمه رائع، ولا يتسفه رأيه متسفه، وأنه حفظه الله قد تلقى تهكمهم بطول أناته، واحتمل جنايتهم بسعة صدره، وبسط على إساءتهم جناح عفوه» ().

ونحن نسائل صاحب هذا المدح والإطراء المكشوف، هل من الحِلم أو العدل والإنصاف فأحرى الإحسان أن يرد ياسين على منتقديه بعبارات ظاهرها التكفير، ويحكم عليهم بأنهم لا يؤمنون بالله، وأنهم ينكرون وجود رسول الله، وأنهم ليسوا مخلصين؟؟ لأنهم ينكرون ترهاتهم ودعاواهم العريضة في مشاهدة الأنبياء والملائكة يقظة!!

أم أن القوم إذا تعلق الأمر بدار الحدث الياسينية ركبتهم عفاريت الدنيا فصاروا لا يبالون بقواعد المنهج العلمي في نقل الأخبار وأمانة أهل العلم في إصدار الأحكام، بل ينفثون ما يعتمل في صدورهم دون مراعاة حدود الشريعة، ويلقون العظائم والسخائم على العواهن، حتى لكأن المرء لا يدري ما يخرج من رأسه؟!!.

ولا شك أن المفترض فيمن يتصدر للرد على خصومه أن يكون مطلعا عالما بما يجري في واقع الأمر، ولا يتصدر للرد بغير عدة، ولكن أحسن الله عزاءنا في خريجي دار الحدث الياسينية!!، لأنه ضرب بينهم وبين العلم بأسداد، فكانوا أبعد عن السداد.

صدقك وهو كذوب!!

كما زعم خريج دار الحديث!! أنني عمدت إلى تضعيف حديث «من أحيا سنتي فقد أحبني» كذبا وزورا، وأنني تعمدت نسبة كثير بن عبد الله المزني إلى إسناد الترمذي، وهو وهم وذهول قلم حصل لي في تخريج الحديث حيث انتقل ذهني إلى ترجمة كثير إذ بسببه اتهم الترمذي بالتساهل في التصحيح ولأجل تصحيحه حديثه لم يعول النقاد على تصحيحه إذا انفرد. والإنسان معدن الخطأ والنسيان، أما الكذب فلست بحمد الله ممن يركب صهوته، ولا ممن يلج لجته، وهو ليس من شيم أهل العلم، نعوذ بالله من المجادلة بالباطل.

وما نسبه القوم إلينا من أننا زورنا كلامهم في شأن الخلافة ونبوءة 2006م ونقلنا عنهم ما لا يعتقدون، فهو تخريف مكشوف، لأن ما أوردناه في الشريط من حديث زعماء القوم عن كون ياسين خليفة للنبي ? وتفصيل ذ. منير الركراكي لشروط الخليفة وتقديم ياسين على أنه حاز كل تلك الصفات، وروايتهم عن النبي ? وصية في اليقظة ضمنوها قوله كذبا وزورا «إن الله هو من ولى خليفته، الويل ثم الويل ثم الويل لمن شك في خلافته»، كل ذلك قوى لدينا ما قصدنا بيانه من إشارات ياسين في شريط الكتبة إلى مسألة الخلافة.

أما حديث «من أحيا سنتي فقد أحبني» فهو ضعيف لا يستقيم له إسناد من جميع الطرق، ولو صح لكنا أسعد الناس به لأنه في موضوع إحياء السنة لا في إحياء البدع والخرافات التي تروم الطائفة الياسينية ترويجها وحمل الناس عليها.

فما الذي يحملنا على تضعيفه لو كان حسنا؟؟ وقد ادعى العثامني أنه حسن بقواعد مخترعة، بضم رواية مجهول إلى ضعيف!!. ولو صح الحديث لكان تعليقنا في هذا الموضوع أن ما تقوم به الجماعة ليس من إحياء السنة في ورد ولا صدر، لأن سنة تقاص الرؤى والاستبشار بها أبعد ما تكون عن هذه الضجة الخرافية والجلبة الإعلامية المفتعلة في أوساط الجماعة، التي لم ترج فيها لا لله ولا لملائكته ولا لرسله وقارا، حيث رسمت في مخيلات الناس صورا مزرية بمقام الملائكة والأنبياء والصحابة في اليقظة والمنام، وهي تدعي أنها بذلك تحيي سنة الاحتفاء بالرؤى!! وهذا لعمري في القياس بديع، فقد أبعد القوم النجعة، وأخطأوا الطريق بعيدا عن هدي النبوة، فأين الثرى من الثريا؟!!

ليس هذا بعشك فادرجي!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير