تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأصل القضية أن محرر موقع ياسين استطلع عرض الخرافات المنشورة في الموقع بقوله: «نتحدث إن شاء الله فيما يلي عن باب عظيم من أبواب الغيب, هو من سنن الله الماضية في تأييده سبحانه لعباده الصالحين. هو باب الرؤيا, ملتمسين بذلك بشارة رسول الله ? في الحديث الذي أخرجه الإمام السيوطي في الجامع الصغير: "من أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة" ... تتعب الهمم السامقة، والنفوس الشريفة في الظفر بمن يأخذ بيدها إلى الله. فها هي ذي الرسائل الغيبية تُعرض عليك، وها هي ذي الأصوات الداعية تتوالى عليك، فهل من مستجيب؟» ().

فقلت معلقا على ذلك «فهؤلاء يريدون إحياء السنة بحديث منكر لا يعرفون له مخرجا، وذلك مبلغهم من العلم، لأنهم ليسوا من السنة في ورد ولاصدر. وهو دليل على جهل أتباع ياسين بأصول الحديث وعلوم السنة التي يتمسحون بها لذر الرماد في العيون، وهم لا يميزون بين الإخراج والتخريج، ولا بين كتب السنة المعتمدة وكتب التخريج التي هي مجرد فهارس للدلالة على مواضع الأحاديث ومراتبها، والجامع الصغير ليس من كتب الرواية المعتمدة، لأنه لم يسند الأحاديث إلى رواتها، وأنما ساق الأحاديث غفلة من الأسانيد للدلالة على مواضعها.

وعلقت على الحديث بقولي «حديث منكر أخرجه الترمذي في السنن: 2602 كتاب العلم، من طريق كثير بن عبد الله المزني الكذاب: لا يساوي حديثه حفنة من رماد، قال الشافعي: «أحد أركان الكذب»، وقال ابن معين: «ليس بشيء». وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: 9/ 168، حديث رقم: 9439، وهو من رواية خالد بن أنس عن أنس بن مالك، قال الذهبي: «لا يعرف وحديثه منكر جدا وهو" من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة" رواه بقية عن عاصم بن سعد وهو مجهول عنه» وقال ابن حجر: «وهذا الرجل ذكره في الضعفاء وقال رجاء عن إسحاق بن راهويه عن بقية عن عاصم بن سعد عن خالد بن أنس عن أنس رضي الله عنه رفعه من أحيا سنتي الحديث بطوله لا يتابع عليه ولا يعرف الا بهذا الحديث والراوي عنه عاصم بن سعد مجهول بالنقل أيضا وفي الباب أحاديث بأسانيد لينة: لسان الميزان، لابن حجر: 2/ 373»

والخطأ إنما وقع في نسبة كثير إلى إسناد الترمذي في رواية هذا الحديث، أما ضعف الحديث فلم يجادل فيه إمام ناقد معتبر. لكن جاء العثامني طويلب دار الحديث الذي لم يشم رائحة صناعة الحديث فاطرح ما نقلته من كلام الذهبي وابن حجر في تضعيف الحديث، وزعم بأن في تضعيف الحديث خيانة للأمانة العلمية، وراح يتعسف في تحسين الحديث بضم رواية الضعفاء إلى المجاهيل، ليضرب بعد ذلك أخماسا في أسداس ويقول إن الحديث حسن، وهذا عندي هو عين الخيانة العلمية كما سيرى القارئ!!

حيث إن الحديث ضعيف على كل المحاور لا يصح الاستدلال به، وما شغب به العثامني صاحب المقال من وهم لم أتعمده في نسبة كثير المزني لإسناد الترمذي هي مسألة لم تغير من واقع الأمر شيئا.

بيان تخريج الحديث وكلام الأئمة النقاد في رواته

الحديث أخرجه الترمذي في السنن: 2602 كتاب العلم، من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أنس، والطبراني في الأوسط، 11496 من طريق عاصم بن سعيد، عن معبد بن خالد عن أنس.

أنس بن مالك

سعيد بن المسيب معبد بن خالد / مجهول

علي بن زيد/ شيعي ضعيف عاصم بن سعيد/ مجهول

عبد الله بن المثنى الأنصاري أبو جعفر النفيلي

محمد بن عبد الله الأنصاري يعقوب بن إسحاق الحلبي

مسلم بن حاتم الأنصاري

الترمذي أبو القاسم الطبراني

فإسناد الترمذي من رواية علي بن زيد بن جدعان الشيعي، قال المزى "وكان كثير الحديث، و فيه ضعف، و لا يحتج به. و قال أحمد بن حنبل على بن زيد ضعيف الحديث. وقال أحمد العجلى: كان يتشيع، وليس بالقوى. وقال البخاري، وأبو حاتم: لا يحتج به. و قال ابن معين: ليس بذاك القوى، وقال مرة: ضعيف فى كل شىء .. و قال الجوزجانى: واهى الحديث ضعيف، فيه ميل عن القصد، لا يحتج بحديثه، و قال أبو حاتم: ليس بقوى، يكتب حديثه و لا يحتج به. و قال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه، و قال الدارقطنى: أنا أقف فيه، لا يزال عندى فيه لين. و قال حماد بن زيد: كان على بن زيد يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا، فكأنه ليس ذاك ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير