وعليه فحديث من أحيا سنتي فقد أحبني ضعيف لن يستطيع العثامني وشيعته تصحيحه ولو جمعوا له روايات الجن والإنس، وما حصل من وهم في نسبة كثير بن عبد الله المزني لإسناد الترمذي وليس «عبد الله بن كثير» كما زعم العثامني!!، أنا راجع عنه وسأصححه في النسخة المنشورة في الموقع بإذن الله. وجزى الله الأخ العثامني على التنبيه على هذا الخطأ، فهل سيرجع العثامني عن تخريفه في تحسين الحديث برواية الضعفاء والمجاهيل؟؟. نأمل ذلك إن شاء الله.
قصة الشافعي ومحنة الإمام أحمد في مسألة خلق القرآن
زعم العثامني تلميذ ياسين أننا تجرأنا على شيخه ونسبناه إلى الغلط والتخريف، حين نقل قصة لا خطام لها في شأن محنة الإمام أحمد!!.
والعثامني المتمرس في صناعة التدليس لم ينقل كلام شيخه في الإحسان حتى لا ينكشف أمر هذا الكذب والدجل المصنوع، بل صار يشغب على المخالفين بأن كلامهم مشبك بالكذب والتدليس والهذيان البارد، وهذا سياق كلام ياسين حتى ُيعلم من المدلس الكذاب؟!!
يقول ياسين في كتابه الإحسان: "كان حب الله ورسوله رابطة جامعة بين كل طوائف السلف الصالح. وكانت نسبة الإيمان واصلة، ونسبة الإحسان سارية يشيم ومضها بعضهم من بعض ويشتم عبيرها بعضهم من بعض. لما امتحن الإمام أحمد في مسألة خلق القرآن وأعلن المامون ومن بعده المعتصم تحيزهما لجانب الفكر الدخيل خنس كثير من الفقهاء والقراء، وتمالأ على الإمام قضاة القصر وبغاته، وبقي هو رضي الله عنه صامدا كالجبل ينافح عن صفاء العقيدة وحرمة القرآن.
يقول ياسين: في تلك الأثناء كتب إليه الشافعي رسالة تشجيع وتضامن. قال الربيع بن سليمان صاحب الإمام الشافعي: "فدخلت بغداد ومعي الكتاب. فصادفت أحمد بن حنبل في صلاة الصبح. فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر. فقال لي أحمد: نظرت فيه؟ فقلت: لا، فكسر الختم وقرأ، وتغرغرت عيناه. فقلت له إيش فيه أبا عبد الله؟ فقال: يذكر فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له: اكتب إلى أبي عبد الله فاقرأ عليه السلام، وقل له: إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم، فيرفع الله لك علما إلى يوم القيامة. قال الربيع: فقلت له: البشارة يا أبا عبد الله. فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه. فأخذت الجواب وخرجت إلى مصر. وسلمته إلى الشافعي. فقال: إيش الذي أعطاك؟ فقلت: قميصه. فقال الشافعي: ليس نفجعك به. ولكن ُبله وارفع إلي الماء لأتبرك به" ().
ياسين لا يميز الماضي من المستقبل
فهذا ياسين يصرح بصريح العبارة أن الشافعي أرسل إلى الإمام أحمد أيام محنة القول بخلق القرآن برسالة يخبره فيها أنه رأى النبي ? في المنام وأنه أمره أن يكتب إليه ليثبته ويؤازره، وأنه أرسل إليه قميصه مع الربيع المرادي فبله بالماء وتبرك به الشافعي، ونسج ياسين حول هذه القصة المكذوبة كل هذا الهذيان البارد.
فلست أدري ماهذا التعصب والجنون الذي يحمل العثامني على أن يتهم خصوم ياسين بأنهم لا يميزون بين الماضي والمستقبل، ويتعامي عن هذا التخريف والكذب المكشوف في كلام شيخه الذي لا يميز بين عالم الأموات وعالم الأحياء، ولا يدري ما التاريخ ولا ما تم!!
يقول ياسين معلقا على هذه القصة المكذوبة الواهية: من لا تتسع حويصلته أن يسمع عن أئمة الدين كيف كانوا يتكاتبون بالرؤى الصادقة وكيف كانوا يعتزون بصلتهم القلبية بالمخدوم الأعظم صلى الله عليه وسلم، وكيف كانوا يتبركون بآثار النبي الطاهر وبآثار بعضهم فليبحث عن تاريخ مفلسف منقح مادي "غيرغيبي" في تاريخ غير تاريخ المسلمين الموثق بالأسانيد المتصلة. كان الشافعي رضي الله عنه صاحب قلب ونورانية وفراسة عرف بها أولياء الله وخصوا. سواء منهم من حمل اسم صوفي أو فقيه أو محدث، لا يغير مظهر اللقب من جوهر الملقب.
¥