تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

روى نفس الصاحب الربيع بن سليمان قال: "دخلنا على الشافعي رضي الله عنه عند وفاته أنا والبوطي والمزني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: فنظر إلينا الشافعي ساعة فأطال. ثم التفت إلينا فقال: أما أنت يا أبا يعقوب فستموت في حديدك، وأما أنت يا مزني فسيكون لك بمصر هيآت وهنات، ولتدركن زمانا تكون أقيس أهل ذلك الزمان. وأما أنت يا محمد فسترجع إلى مذهب أبيك. وأما أنت يا ربيع فأنت أنفعهم لي في نشر الكتب. قم يا أبا يعقوب فتسلم الحلقة (أي حلقة التعليم التي كان يجلس فيها الشافعي). قال الربيع: فكان كما قال". طبقات الشافعية 1/ 238». ()

فانظر أيها الياسيني المبتلى بالغلو بالرجال من ذا الذي لا يميز الماضي هنا من المستقبل؟ هل هو شيخك المخرف أم خصومه الذين ردوا عليه قوله المتهافت «لما امتحن الإمام أحمد في مسألة خلق القرآن وأعلن المامون ومن بعده المعتصم تحيزهما لجانب الفكر الدخيل خنس كثير من الفقهاء والقراء، وتمالأ على الإمام قضاة القصر وبغاته، وبقي هو رضي الله عنه صامدا كالجبل ينافح عن صفاء العقيدة وحرمة القرآن. في تلك الأثناء كتب إليه الشافعي رسالة تشجيع وتضامن» ثم ساق القصة!!

ولو كان ياسين يميز الماضي من المستقبل ويتحرى ضبط التواريخ قبل المجازفة في شعاب الحمق والهوى لعلم أن محنة الإمام أحمد وقعت بعد موت الشافعي بسنين، لأن الشافعي مات سنة 205هـ والمحنة بدأت مع المأمون عام 216هـ واستمرت إلى أن رفعها المتوكل عن أهل السنة عام 234هـ. فكيف يصح قوله «لما امتحن الإمام أحمد في مسألة خلق القرآن وأعلن المامون ومن بعده المعتصم تحيزهما لجانب الفكر الدخيل خنس كثير من الفقهاء والقراء ... في تلك الأثناء كتب إليه الشافعي رسالة تشجيع وتضامن»؟!!.

اللهم إلا أن يكون الشافعي انبعث من قبره فكتب هذه الرسالة وأرسلها مع الربيع المرادي، كما ادعى ياسين ذلك في أمه أنها تكلم أتباعه وهي في قبرها، وهذا قد يصدقه المخرفون من شيعته!!.

ثم لك أن تعجب كيف ينقل هؤلاء الناس منازع الخلاف إلى ما لم ننازع فيه ليقيموا جلبة وصياحا لا محل لهما في ميدان النزاع حبا في الشغب بالباطل والانتصار بكيل السخائم والشتائم، فهذا العثامني دعي الموضوعية العلمية جاءنا بنص للإمام الذهبي في شأن تبرك الإمام أحمد بشعر النبي ?، ونحن لم نجادل في جواز التبرك بآثار النبي ?!!، وإنما تكلمنا في مسألة التبرك بآثار الصالحين، فمن أين لك أيها العثامني هذا التدليس والكذب وتحريف الكلم عن مواضعه، ونقل معاقد الخلاف إلى غير محلها. لكن هذا ديدن القوم، فهل بالكذب والتدليس على العوام ستنصرون الخرافة؟!!

ياسين وطوليب دار الحدث تعلقا بخرافة مكذوبة لاخطام لها

لو كان العثامني وآل ياسين يريدون الحق لا التعصب للهوى لتأملوا في إسناد هذه القصة المكذوبة التي بنى عليها ياسين هذا التخريف الذي يروج في سوق الأغبياء والمجانين، ولما ارتموا مع شيخهم في هذا الكذب المكشوف واستغلال جهل البسطاء، قصد الترويج لشبههم الخاسرة لكنه الهوى يُعمي ويصم!! وإليك أيها العثامني بيان زيف هذه القصة إن كنت تجيد فهم هذه الصناعة أوتفقه شيئا من هذه البضاعة!!.

مدار إسناد القصة على رواية كذاب

قصة رسالة الشافعي إلى أحمد أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق 5/ 311. قال ابن عساكر: أخبرني أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى قراءة عليه قال سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت أبا القاسم بن صدقة يقول سمعت علي بن عبد العزيز الطلحي يقول قال لي الربيع إن الشافعي خرج إلى مصر وأنا معه فقال لي يا ربيع خذ كتابي هذا فامض به وسلمه إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل وائتني بالجواب .. القصة.

قال: حدثناها أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري البيهقي الفقيه إملاء بنيسابور نا الإمام أبو سعيد القشيري إملاء وهو عبد الواحد بن عبد الكريم أنا الحاكم أبو جعفر محمد بن محمد الصفار أنا عبد الله بن يوسف قال سمعت محمد بن عبد الله الرازي قال سمعت جعفر بن محمد المالكي يقول قال الربيع بن سليمان إن الشافعي رحمه الله خرج إلى مصر فقال لي يا ربيع خذ كتابي هذا فامض (). وعنه نقلها السبكي في طبقات الشافعية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير