تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو هلال العسكري رحمه الله: " ولا يضع من العالم الذي برع في علمه: زلة، إن كانت على سبيل السهو والإغفال، فإنه لم يعر من الخطأ إلا من عصم الله جل ذكره، وقد قالت الحكماء: الفاضل من عدت سقطاته، وليتنا أدركنا بعض صوابهم، أو كنا ممن يميز خطأهم " [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn2).

وإنما يجل قَدْرُ المرء، ويعرف نُبْلُه، ويعظم خَطَرُه، إذا فاء إلى رشده، وأقصر عن باطله، ونزع عن جهله، وقوم ضعله، وزجر أحناء طيره.

((وخير الخطائين التوابون)).

ومازالت تلك حلية الفضلاء، وشيمة النبلاء، وسجية الكبراء.

جاء في تاريخ بغداد [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn3) في ترجمة الإمام الثقة ((عبيد الله ابن الحسن بن حصين التميمي العنبري)) قاضي البصرة، وهو من رجال مسلم، المتوفى رحمه الله تعالى سنة 168 هـ:

" قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء، فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله، فسألته عن مسألة، فغلط فيها، فقلت: أصلحك الله!!، القول في هذه المسألة كذا وكذا، إلا أني لم أرد هذه، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها. فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه، فقال: إذا أرجع وأنا صاغر!!، إذا أرجع وأنا صاغر!!، لأن أكون ذنبا في الحق، أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل ".

وفي تهذيب الكمال [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn4) في ترجمة ((نعيم بن حماد أبي عبد الله الخزاعي المروزي الحافظ) المتوفى رحمه الله سنة 228هـ:

" قال يحيى بن معين: حضرنا نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه،فقرأ ساعة، ثم قال: حدثنا ابن المبارك عن ابن عون بأحاديث، قال يحيى:فقلت له: ليس هذا عن ابن المبارك، فغضب وقال: ترد علي؟!، قال: قلت إي والله!!، أرد عليك، أريد زَيْنَك!!، فأبى أن يرجع،فلما رأيته هكذا لا يرجع قلت: لا والله ما سمعت أنت هذا من ابن المبارك قط، ولا سمعها ابن المبارك من ابن عون قط!!، فغضب وغضب من كان عنده من أصحاب الحديث،وقام نعيم فدخل البيت فأخرج صحائف، فجعل يقول وهي بيده: أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس أمير المؤمنين في الحديث؟!، نعم يا أبا زكريا غلطت، وكانت صحائف فغلطت، فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون، وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك.

قال الحافظ أبو نصر: ومما يدل على ديانة نعيم وأمانته رجوعه إلى الحق لما نبه على سهوه، وأوقف على غلطه، فلم يستنكف عن قبول الصواب. إذ الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، والمتمادي في الباطل لم يزدد من الصواب إلا بعدا " اهـ.

وفي الجرح والتعديل [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn5) لابن أبي حاتم في ترجمة الإمام الحافظ الثقة شيخ الإسلام ((عبد الرحمن بن أبي عمرو يحمد الدمشقي أبي عمرو الأوزاعي) المتوفى رحمه الله تعالى سنة 157 هـ:

" ((باب ما ذكر من سرعة رجوع الأوزاعي إلى الحق إذا سمعه))

ثم ذكر بسنده إلى الوليد بن مزيد وعقبة بن علقمة قالا: " ما رأينا أحدا أسرع رجوعا إلى الحق إذا سمعه من الأوزاعي ".

وعلى ذلك المنهاج جرى علماؤنا الأعلام وفقهاء الإسلام، وما كان يضيرهم أن يوقفهم على الحق طويلب دار حديث!!، أو أحدا من آحاد الخلق.

جاء في ترجمة الإمام العلم المجتهد شيخ الإسلام ((تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي بن علي السبكي ثم المصري الشافعي) المتوفى رحمه الله تعالى سنة 756هـ:

" قال الإسنوي في طبقاته: كان أنظر من رأيناه من أهل العلم .. وفي غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث ولو على لسان آحاد المستفيدين منه " [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn6).

وقال الحافظ الشمس السخاوي في ترجمة عصريه ((كمال الدين محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد السيواسي الأصل ثم القاهري الحنفي المشهور بابن الهمام)) المتوفى رحمه الله تعالى سنة 861 هـ - بعد ثناء كبير عليه -:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير